الصادق المهدي يدعو إلى إيجاد “مخرج عادل” من الأزمة الخليجية
دعا زعيم حزب الأمة القومي في السودان، رئيس المكتب التنفيذي لـ”المنتدى العالمي للوسطية”، الصادق المهدي، مساء يوم الثلاثاء، إلى “إيجاد مخرج عادل” من الأزمة الخليجية، عبر اجتماع بين أطراف النزاع “دون شروط مسبقة”.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي، وتفرض الدول الثلاث الأولى عليها حصارًا بريًا وجويًا، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتقول إنها تواجه حملة “افتراءات” و”أكاذيب” تهدف إلى فرض “الوصاية” على قرارها الوطني.
وخلال ملتقى فكري في الخرطوم، بعنوان “حال الأمة بين المحن والمنح”، اعتبر المهدي، زعيم أكبر حزب سوداني معارض، أن “الشروط المقترحة للصلح، إملاء منتصر على مهزوم، ولا يقبلها كما هي إلا من قلت حيلته”.
وقدمت الدول الأربع، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع قطر، بينها إغلاق قناة “الجزيرة”، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين قطر وإيران، وتسليم المصنفين أنهم “إرهابيين” ممن يتواجدون على الأراضي القطرية، وهي مطالب اعتبرت الدوحة أنها “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.
واعتبر المهدي أن “الانحياز في هذه المحنة لا يخدم مصلحة الأمة، بل يؤجج الموقف إلى فتنة”.
وأضاف في الوقت نفسه أن “القول بالحياد قعود عن الواجب لإخماد الفتنة، بل الصحيح اعتبار أن مع كل أزمة فرصة”.
ودعا إلى الاعتراف بحزمة مبادئ على رأسها أن “للسعودية ومصر مركز الشقيقتين الكبيرتين الواجب احترامه”.
وبالمقابل، وفق المهدي، “لقطر دور إيجابي مهم في مجالات كثيرة منها: صلح لبنان، صلح دارفور، حوار طالبان، كسر حصار غزة، ومبادرات كثيرة عربية ودولية، وهي أدوار من مصلحة الأمة تشجيعها.. ولقطر ظروف مادية ومعنوية تمكنها من ردة فعل مؤثرة، بل تفتح المجال للاعبين إقليميين ودولين مناصرين”.
وشدد على أنه “ينبغي توحيد الموقف ضد الإرهاب والتعاون ضده، ولكن يجب أن يُعرَّف الإرهاب على حقيقته، ولا يشمل ذلك حركات التحرير المشروعة”.
واعتبر المهدي أن “الكويت مؤهلة، ويمكنها أن تستعين بآخرين مثل سلطنة عمان، للقيام بالوساطة لإبرام اجتماع بين أطراف النزاع دون شروط مسبقة”.
وأضاف أن الاجتماع سيهدف إلى “ترميم التضامن الخليجي، ضمن تضامن عربي وإسلامي، والاعتراف بحرية الحركة للدول الأعضاء في المجالات البناءة”.
ومضى قائلًا: “سنتحرك عبر المنتدى العالمي للوسطية، لتكوين منبر يبحث هذه القضايا، ويساهم في مخاطبة الرأي العام في الدول المتنازعة، وفي الرأي العام العربي والإسلامي عامة، والرأي العام الدولي”.
وتأسس هذا المنتدى (غير حكومي) عام 2006، ومن بين أهدافه: التصدي لمشكلات الأمة الإسلامية، وتقديم التصورات والبرامج والحلول لتجاوزها، من خلال الرؤية الوسطية الإسلامية، وفق الموقع الإلكتروني للمنتدى.
وختم المهدي بأنه “في هذا الموقف الحساس، لا عذر لأحد أن ينخرط في انحياز، أو يلبس رداء الحياد الكسول، بل ينبغي الالتزام بما من شأنه إيجاد مخرج عادل”.
الخرطوم/ بهرام عبد المنعم/ الأناضول