منوعات

شارع الصوفي.. هنا تتحدث السودان من قلب القاهرة.. صور

مع دقات السابعة صباحًا، وانسحاب خيوط الليل، تتحوَّل حارة «الصوفي» إلى سُفرة كبيرة، تضم أبناء السودان بمشاركة المصريين، تذوب الملامح حتى إنك لا تكاد تُفرق بين الجنسيات، تٌقدم المطاعم السودانية الوجبات طازجة، حيثُ تفوح رائحة التوابل الجنوبية.

وبالقُرب من ميدان الأوبرا، يُمكنك أن تتعرف على رائحة «الخُمرة» السودانية تفوح من إحدى الزوايا التي تطل على الميدان مباشرةً، 10 خطوات هي المسافة التي تفصل بين ميدان الأوبرا وحارة «الصوفي»، مهد حياة السودانيين في القاهرة.

وجوهٌ سمراء تحتل مُربعا سوداني الطابع، ففي مقدمة الحارة تجد إحدى صالونات الحلاقة للرجال أطلق عليه أصحابه «مصر والسودان لأحدث القصات العالمية المصرية والسودانية»، كما تجد عربة صغيرة التفت حولها السيدات السودانيات لشراء الأعشاب السودانية الخاصة بهن.

أما في منتصف الحارة، يوجد مطعم «السودان» الذي تنبعث منهُ رائحة الطعام المُتبل بتوابل جاءت خصيصًا من الجنوب، مُنذ أسسه صاحبُه «صلاح» مع بداية التسعينيات، مشيرًا إلى أنه تربطه بمصر علاقة وثيقة، «كلنا شعب واحد وزمان كنا دولة واحدة».

وتبدأ أسعار الأكلات في مطعم السودان من 20 جنيهًا إلى 100 جنيه، وتتنوع الأكلات السودانية حيث تجد في المطعم كل ما تشتهيه من الأطعمة مثل: التقلية السودانية، كباب حلي، كبدة سوداني، شاي سوداني، كما أشار صلاح إلى أن أغلى الأطعمة التي يقدمها المطعم هي السمك، كما عبَّر عن سعادته بوجوده في مصر، «أي أجنبي بيشجع الزمالك عشان الأهلي بيغلب أي فريق سوداني».

وفي باقي أرجاء الحارة ينتشر الباعة رافعين لافتة «هُنا سودان آخر» فتجد مقهى سودانيا والأعشاب السودانية والسجائر السودانية بمختلف أنواعها.

تجده يجلس بجانب بعض السجائر السودانية الذي يستوردها من السودان، ممسكًا بإحدى الجرائد المصرية التي اعتاد قراءتها يوميًا، باحثًا عن أخبار السودان، إبراهيم ذلك العجوز السوداني الذي جاء قادمًا من الأراضي السودانية منذ ما يقرب من الشهرين، ليعمل في مصر التي اعتبرها بلده الثاني، «نفسي الجرايد المصرية تهتم بأخبار السودان لأن ده هيخلينا نرجع تاني شعب واحد وأمة واحدة، والشعب المصري يتعرف على الأكلات السودانية والعطور والثقافة السودانية أكتر».

كان الحاج إبراهيم يعمل في مجال التدريب بالسودان قبل أن يأتي إلى مصر، وما زال الشغف يراوده أحيانًا، مشيرًا إلى أنه يقوم بتشجيع فريق المريخ بالسودان.

وتتراوح أسعار السجائر من 10 جينهات إلى 15 جنيهًا، وتختلف أنواعها حيث توجد أفخم أنواع السجائر السودانية وهي «البرنجي، لورد، السلطان»، «في ناس مصريين بتحب السجاير السوداني، عشان حارة أكتر ودا بسبب الطبيعة السودانية الحارة والجو هناك».

وعلى بعد أمتار قليلة من الحاج إبراهيم، وتحديدًا عند قهوة «الأوبرا»، تجلس إحدى السيدات السودانيات ببشرة سمراء لا تخلو من الحُمرة، أمام مطعم سوداني متواضع، ورغم أن الابتسامة تعلو وجهها، لم تخلُ عيناها من مسحة حُزن، تُقدر بآلاف الكيلو مترات، حملتها من دارفور «الساخنة» إلى القاهرة، كما يجلس الجميع أمام شاشات التليفزيون على المقهي، يتابعون مباريات كُرة القدم، في أحد الدوريات الأوروبية.

وبجانب قهوة «الأوبرا» تجد مطعم فول وفلافل مصريا يقدم طبقا خاصا للأشقاء السودانيين، ويحتوي الطبق السوداني على فول وطعمية وبيض ويوضع عليه بعض التوابل السودانية ويقدم الطبق لشخصين أو أربعة أشخاص.

بالصور| شارع الصوفي.. هنا تتحدث السودان من قلب القاهرة
بالصور| شارع الصوفي.. هنا تتحدث السودان من قلب القاهرة
بالصور| شارع الصوفي.. هنا تتحدث السودان من قلب القاهرة
بالصور| شارع الصوفي.. هنا تتحدث السودان من قلب القاهرة
بالصور| شارع الصوفي.. هنا تتحدث السودان من قلب القاهرة

كتب: أحمد مصطفى عثمان
تصوير: أحمد مصطفى عثمان
الوطن المصرية