رياضية

من قفص الاتهام إلى العرضة جنوب (سوداكال) .. (ترامب المريخ) القادم

اختفاؤه كان (حدوتة)، وبالتالي ظهوره تحول إلى قصة. فعقب سنوات ارتدى فيها طاقية. عاود رجل الأعمال المثير للجدل آدم عبد الله الشهير بـ(سوداكال) الظهور للعلن ببزة حمراء عليها نجمة خماسية، وبات المرشح الوحيد لخلافة جمال الوالي في القلعة الحمراء (نادي المريخ).
وقبل ظهوره الرياضي شغل سوداكال الأوساط العدلية والاقتصادية في العام (2009م) إثر اتهامه في قضية غسيل أموال شهيرة من قبل اللجنة الإدارية لمكافحة غسيل الأموال تحت المادة الثالثة من قانون مكافحة غسل الأموال لسنة 2003م، وحجزت كل ممتلكاته، من آليات وعقارات وأموال وحسابات بنكية، وقُدّم وآخرين للمحاكمة أمام القضاء، قبل أن تتم تبرأته بعدها، فقرر نقل أنشطته إلى الجارة إثيوبيا، واختفى من جديد.
طريق ممهد
إن تجاوز سوداكال الطعون التي انهالت ضده، فسيكون الطريق ممهداً أمام الرجل لرئاسة مجلس المريخ بالتزكية تحت اسم قائمة التطوير الايجابي بعد انسحاب رئيس مجلس المريخ السابق جمال الوالي ورفض مفوضية الشباب والرياضية بولاية الخرطوم اعتماد ترشيح عبد السلام السعيد بسبب نقص في بعض الأوراق.
ويرى كثيرون أن انسحاب جمال الوالي كمرشح فوق العادة مهد الطريق أمام سوداكال لترؤس النادي الأحمر فـ (درهم حظ ولا قنطار شطارة).

الزعيم رقم صفر
المعلومات المتوفرة عن آدم عبدالله سوداكال في الوسط الرياضي لدى الإعلاميين والمتابعين ضئيلة للغاية ولا يعرف له أي دور في المجال الرياضي على الرغم من أنه ظل يحمل لقب القطب المريخي من خلال الدعم الذي يقدمه لمعسكرات الفريق القومي والمريخ.
وتعد أول حالة ظهور حقيقية لآدم سوداكال في مجال الرياضة عام (2015) عندما حشد (1800) من عضوية نادي المريخ وأكمل تسجيلها عندما طلبت الوزارة من لجان التسيير الإعداد للجمعية العمومية واعتبر المراقبون الرياضيون هذا العدد أكبر عدد يتم حشده للجمعية المعمومية لنادي المريخ في الفترة الأخيرة واعتبروا ذلك مؤشر واضح أن آدم سوداكال يعد نفسه للترشيح لرئاسة نادي المريخ، وبعدها عاود سوداكال للظهور في العام (2016) ضمن المرشحين لمنصب نائب رئيس لجنة التسيير للمريخ برئاسة المهندس أسامة ونسي محمد خير، غير أن وزير الشباب والرياضة اليسع تحفّظ على اسمه وأبعده من القائمة دون إبداء أية أسباب واضحة.
ويظل رئيس مجلس المريخ الجديد المثير للجدل آدم سوداكال الذي حقق رقماً قياساً في الطعون المقدمة في فوزه (9) طعون مفاجأة للأوساط الرياضية إن لم يكن لغزاً محيراً إذ وصلت الطعون المقدمة في يومها الأول تسعة طعون محطماً بذلك الرقم الذي حققه رئيس الهلال الكاردينال الذي قال في مقابلة تلفزيونية: إن الطعون التي قدمت في فوزه فاقت عدد الطعنات التي تلقاها الصحابي الجليل خالد بن الوليد!!.

الشائع
المعروف عن رئيس مجلس المريخ الجديد آدم عبدالله سوداكال المولود في العام (1976) بمدينة الدمازين أنه اشتهر من خلال عدد من القضايا التي وجهت إليه فيها اتهامات مع أشقائه وبعض شركائه بغسيل الأموال من قبل اللجنة الإدارية لمكافحة غسل الأموال تحت المادة الثالثة من قانون مكافحة غسل الأموال لسنة 2003م، وحجزت كل ممتلكاتهم، من آليات وعقارات وأموال وحسابات بنكية، وذكر المتحري في القضية أمام المحكمة أن آدم سوداكال كان يعمل في مهنة هامشية قبل أن تظهر عليه علامات الثراء الفاحش عقب فترة اغتراب بسيطة، واستطاع الحصول على مبالغ مالية كبيرة أسس بها عدة شركات هي: (سوداكال العالمية)، (سوداكال ليموزين)، (سوداكال للنقل العام)، (سوداكال للطرق والجسور)، (سوداكال للمقاولات) وشركة (الناهض ترانسبورتفير).

تبريرات
نفى آدم سوداكال في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم عقب تبرئته من تهمة غسيل الأموال لعدم كفاية الأدلة؛ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ قد ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﻓﻲ الخرطوم، ﻭﻗﺎﻝ إﻧﻪ عمل ﺑﺘﺠﺎﺭﺓ المحاصيل ﻣﻊ والده منذ ﺍﻟمرحلة الدراسية ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ، قبل أن يمتلك ﻣﺤﻼً ﻟﻼﺗﺼﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍلدﻣﺎﺯﻳﻦ، وبعدها تحول نشاطه لحي الزهور بالخرطوم حيث افتتح دكان بقالة في ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ في فترة كان شقيقه المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية يرسل إليهم النقود لشراء ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ وبعدها ﺗﻌﺮّﻑ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ امرأة أمريكية أمدته بمائة ألف ﺩﻭﻻﺭ حضرت بعدها للسودان وألحقت بناتها بجامعة أفريقيا العالمية لدراسة اللغة العربية.
وقال سوداكال إنه لم ينصب أو يحتال على أحد، فقط قام باستثمار الـ (100) ألف ﺩﻭﻻﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻬﻢ السيدة الأمريكية ﻭﺳﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻧﺼﺮ الدين ﻭﺃﻧﺸﺂ ﺷﺮﻛﺔ ﻫﻨﺎﻙ ما مكنهما من خلق ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺕ تحصلوا ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺣﻨﺎﺕ ﺑﺎﻷﻗﺴﺎﻁ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺷﺮﻛﺔ (تسنيم) ﻭﺷﺮﻛﺎﺕ إﻣﺎﺭاﺗﻴﺔ أﺧﺮﻯ، ﻭﺃنشآ ﺑﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﺯﻳﻦ الشهيرة خاصتهم.

رؤية
لا يخفى على آدم سودكال في رؤيته التي يطرحها لتطوير نادي المريخ العقلية التجارية بداية من إيمانه بفكرة تحويل نادي المريخ إلى شركة مساهمة عامة وتفعيل الاستثمار الذي يبدأ بتشييد الدكاكين والمول التجاري والسينما قاطعاً بأن شركته جاهزة لامتلاك النصيب الأكبر في الشركة، داعياً أنصار النادي لأهمية التشجع على الاستثمار وشراء أسهم في النادي حتى يكونوا من الداعمين لخطوة تحول المريخ لنادي محترف كما في معظم دول العالم معتبراً أن المريخ يجب أن يكون من أفضل الأندية في القارة الأفريقية من خلال الدعم الكبير الذي سيجده بعد التحول لشركة مساهمة عامة خاصة وأن كل مطلوبات ذلك تتوفر في المريخ من قاعدة جماهيرية وبنيات تحتية ومعينات استثمار.
وفي جانب تطوير الفريق فنياً يرى آدم ضرورة إبرام صفقات مع محترفين مبدياً استعداده لاستجلابهم مع تسجيل لاعبين على مستوى عالٍ وقادرين على تحقيق الحلم المريخي مع إنشاء أكاديمية لتعليم كرة القدم في السودان للصغار من أجل توفير بنية تحتية من اللاعبين.
وشدد على إقامة علاقات مع أندية أوروبية لها وزنها من خلال اتفاقيات ومذكرات تفاهم حتى يستفيد منها في تبادل المنافع والخبرات وإقامة المريخ لمعسكرات في أوروبا وأداء مباريات إعدادية وأنه سيساعد في ذلك عبر أعماله المنتشرة في أوروبا وتواجده المستمر.

فوائد مشتركة
يفتح تسلم رجال الأعمال لإدارات الأندية جدلية العلاقة بين المال والرياضة خاصة كرة القدم التي تحتاج إلى صرف مالي ضخم إذ تقدر ميزانية نادي المريخ بملياري جنيه شهرياً بخلاف المعسكرات ومستحقات الجهاز الفني واللاعبين وهذه لا تتوفر إلا لشخص يمتلك إمكانيات مالية ضخمة.
وعن الفائدة التي ستعود على هؤلاء الرأسماليين يؤكد صحافييون رياضيون أن أقطاب أندية القمة على وجه الخصوص يحظوا بمكانة اجتماعية في أوساط جماهير النادي، وإن كان واضحاً أن سوداكال يريد أن يجعل النادي يصرف على نفسه بنفسه بدلاً من أن يكون عالة ينتظر التبرعات والهبات وهذا ما يجعلنا نتوقع أن يفجر سوداكال مفاجأة أخرى في عهده بتحويل النادي لشركة مساهمة وخاصة أنه من أكثر المتحمسين لهذه الفكرة.

الخرطوم: الطيب محمد خير
الصيحة