سياسية

حركات دارفور والإنتخابات .. الصوت بدلاً عن البندقية


طالب مجلس احزاب الوحدة الوطنية مؤخراً الاحزاب والحركات المسلحة وكل المجموعات السياسية التي لم تشارك في الحوار الوطني بالعودة الي داخل الوطن والتوقيع علي مخرجات الحوار من اجل خدمة قضايا الوطن استعداداً للإنتخابات العامة ومن المعلوم انه يوجد أكثر من (40) حركة مسلحة وضعت السلاح جانباً واحتكمت الي صوت العقل والتحاور بل أن بعض من هذه الحركات تحولت فعلياً لاحزاب سياسية، وبدأت الترتيبات الفعلية لخوض انتخابات 2020م بينما ينتظر البعض الاخر بعض الترتيبات للاندماج مع احزاب أو حركات أخري للانخراط في العمل السياسي .
وحث مجلس الأحزاب السياسية الجميع خاصة الحركات المسلحة التى وقعت على اتفاقيات السلام ان تتحول الى احزاب سياسية كاشفا عن تقديمهم لمقترحات للهئية التشريعية القومية بتعديل قانون المجلس فيما يتعلق بتمويل الاحزاب فى الانتخابات وايجاد حصانه لرئيس الحزب كما هو الحال وفق اتفاقية السلام الشامل باعطاء حصانه لدور الاحزاب السياسية والتى لا تفتش الا عبر اذن مكتوب من رئيس مجلس شؤون الاحزاب.
ويؤكد عبدالله سليمان الدومة المستشار القانوني لشؤن حركة العدل والمساوة (القطاع الاوسط) لـ(smc) أن الحركة الان تقوم بالترتيبات اللازمة للتحول الي حزب سياسي استعداداً لخوض انتخابات 2020م قائلاً إنهم ينتظرون ترتيبات مجلس الاحزاب، مضيفاً أن الاحزاب المسجلة حتي الان بلغت (99) حزب خلافا للحركات التي ترغب في التحول الي احزاب سياسية وهذا ما اعتبره رقم كبير تزدحم به الساحة السياسية ، مشيراً الي إن كثرة الأحزاب في الساحة السياسية بهذا الكم يجعل المجتمع الدولي لا يتفهم وجود هذا العدد الهائل من الأحزاب، داعياً لوضوح الإستراتيجية وتغيير المفهوم بتحويل رسالة الشعب الى فكرة و الى برامج عملية وتنفيذ ما يمكن ان يعود علي البلاد بفوائد اقتصادية واجتماعية وسياسية وفكرية، مؤكداً أن تحول الحركات المسلحة الي احزاب سياسية حق مشروع ونهج طبيعي من المفترض أن تتبعه جميع الحركات لأنها تعتبر من اهم الآليات الداعمة للقومية السودانية ولوحدة البلاد، لافتاً الي إن الحركات المسلحة حال تحولها الي احزاب يمكن ان تصبح جزءاً من المجتمع وتترشح عبر الدوائر الانتخابية التى تتنافس عليها عبر برامج تتحدث عن قضايا حقيقية.
فيما اوضح شرف الدين محمود الناطق الرسمى باسم حزب التحرير والعدالة لـ(smc) انهم سيخوضون معركة الانتخابات القادمة من منطلق مبادئ راسخه تؤكد على روح الوفاق الوطنى والانتقال من مرحلة المحاصصات الى الواقع فى تحقيق مطالب الشعب مؤكدا ان حزب التحرير والعدالة حالياً يقود نشاط محموم داخل قواعده فى اطار الترتيب للانتخابات مسبقاً.
ويقول شرف الدين إن التحول من حركة الى حزب مرحب به لدى الجميع لانه انتقال من استخدام السلاح الى استخدام الكلمة والحجة والرؤية، بمعني التغيير في الأهداف والوسائل لهذا لابد من تشجيع الحركات الي التحول الي كيانات سياسية ولكن يجب ان يكون التحول برؤية جديدة تستصحب كافة سلبيات الأحزاب السياسية السابقة لان تعدد الأحزاب يعبر عن مدي الخلل الواضح في تركيبة البنية السياسية في البلاد.
ويضيف أن الأحزاب الموجودة في الساحة السياسيه على الرغم من كثرتها إلى أنها لم تشارك في عملية البناء الوطني ولم تساهم مساهمة حقيقية في حل مشاكل البلاد منذ الأستقلال وحتي اليوم وهذا مايشير الى انها ليس لديها رؤية حقيقية لمخاطبة امال وتطلعات الشعب السوداني ويضيف شرف الدين ان الحوار الوطني منح الأحزاب والحركات المسلحة فرصة تاريخية للتعارف فيما بينها لتكتشف أن الكثير منها به أوجه شبه وتقارب في الرؤي والافكار .
ومن جهته اكد الاستاذ نهار عثمان نهار القيادى بحركة العدل والمساواة برئاسة دبجو لـ(smc) ان الحركة بدأت ترتيبات ادارية فيما يختص بالمؤتمرات القاعدية وتوفيق اوضاع الحركة، مشيراً ان اللجان الدائمة مارست مهامها فى الترتيب المبكر للانتخابات، مؤكداً حرصهم على العمل مع الشركاء فى الحكومة لتذليل كافة العقابات التى تواجه المرحلة القادمة .
وبحسب خارطة الطريق فإن مجلس الاحزاب قام بإعداد كثير من المحاضرات والورش لتحويل الحركات الي احزاب استعداداً للانخراط في العمل ال
سياسي وخوض انتخابات 2020م. وقد ابدت جميع الحركات والاحزاب أستعدادها لذلك، والمعلوم انه توجد مطلوبات لهذا التحول تتمثل في الترتيبات الأمنية مع الجهات المختصه بالاضافة الى الإندماج في العمل السياسي والعمل بنظام العضوية وهو الإتجاه الذي يبدو ان هذه الحركات تمضي نحوه ، وقد أعلن مجلس احزاب الوحدة الوطنية عن جاهزية للوقوف مع الحركات فنياً وقانونياً حتي تتمكن من التحول مؤكداً أنه لا يوجد أي اشكال في المسألة طالما أنها ستعمل وفق القانون والدستور.

smc.