سياسية

أردوغان: للأسف، تعرض السودان لظلم كبير جدًا.. عدد سكان البلدين الشقيقين، 119 مليون نسمة، لكن حجم التبادل التجاري الراهن، لا يليق بنا أبدًا”.

دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، إلى رفع حجم التبادل التجاري بين بلاده والسودان إلى 10 مليارات دولار.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني عمر البشير، عقب مباحثات في القصر الرئاسي بالخرطوم.

وقال أردوغان إن المباحثات، التي انعقدت اليوم في الخرطوم، شهدت اتخاذ خطوات لإنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي التركي السوداني رفيع المستوى، الذي من شأنه تعزيز التعاون بسرعة بين البلدين.

وأكّد أن الخطوات المشتركة التي ستتخذها تركيا مع السودان خلال المرحلة القادمة، ستعود بفوائد عديدة على الجانبين، ضمن مبدأ “الربح المتبادل”.

ولفت إلى أن الوزراء الأتراك وقّعوا مع نظرائهم السودانيين، اتفاقيات مختلفة، ستعمل على رفع مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية إلى درجة تليق بكلا البلدين.

وأضاف: “مجموع عدد سكان البلدين الشقيقين، 119 مليون نسمة، لكن حجم التبادل التجاري الراهن البالغ 500 مليون دولار، لا يليق بنا أبدًا”.

وشدّد على أنه “يجب رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، إلى مليار دولار في المرحلة الأولى، ولاحقا إلى 10 مليارات دولار”.

وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن المواطنين والمستثمرين الأتراك سيتوافدون إلى السودان، في إطار المشاريع المشتركة الهامة.

وبيّن أن حوالي 200 رجل أعمال تركي يرافقونه خلال الزيارة، وأن منتدى الأعمال الذي سيقام مع المستثمرين السودانيين، غدًا الإثنين، سيعطي الحماس اللازم لكلا الجانبين.

وأكّد أن حكومته تُشجّع رجال الأعمال على الاستثمار في السودان.

وقال الرئيس التركي إنه سيجري غدًا جولة إلى أماكن تاريخية تم الانتهاء من ترميمها، وهي تجمع بين الثقافتين التركية والسودانية، وينتقل لاحقًا إلى مدينة بورتسودان.

من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى أن المباحثات التركية السودانية تطرقت أيضًا إلى مستجدات الأزمات العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو على رأس تلك الأزمات العالمية.

وأعرب أردوغان عن شكره لنظيره السوداني حيال تلبيته للدعوة التي قدمها له من أجل حضور قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، قبل نحو أسبوعين.

وأكّد أن زيارته إلى السودان تأتي في إطار الجهود التركية الرامية إلى الانتقال بالعلاقات الثنائية لأرضية قوية أكثر خلال المرحلة القادمة.

وأشاد الرئيس التركي بأهمية السودان الذي يمتلك مكانة استثنائية، خاصة في العلاقات مع القارة الإفريقية.

ومضى يقول: “للأسف، تعرض السودان لظلم كبير جدًا، رغم كونه أكثر الأطراف قدرة على المساهمة في تأسيس الاستقرار في المنطقة، وتم فرض عزلة (من قبل أمريكا) ضد إخواننا السودانيين عبر الحصار التجاري والاقتصادي”.

واستدرك بقوله: “لكن الأخوة السودانيين صبروا وبذلوا جهودًا حثيثة من أجل تجاوز تلك المرحلة الصعبة، ونحن بدورنا رفضنا دائمًا سياسات العزلة هذه، ووقفنا إلى جانب السودان”.

ورحّب برفع الحصار الاقتصادي والتجاري الظالم عن السودان، بعد أعوام، مشيرًا إلى أن هذا الأمر غير كاف، وينبغي اتخاذ خطوات إضافية في هذا الإطار.

كما أشاد بالوعي والسياسات الحكيمة التي انتهجها الرئيس السوداني للتخلص من تلك العقوبات، وقال إن تركيا تتابع باحترام جهود السودان الرامية لتأسيس الوحدة والحوار الوطني.

وخضع السودان لعقوبات اقتصادية أمريكية صارمة، منذ نوفمبر/تشرين ثان سنة 1997، حرمته التعامل مع قائمة كبيرة من الصادرات والواردات، وقيدت تعاملاته المصرفية مع بنوك العالم.

في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أمرين تنفيذيين، ألغى بموجبهما العقوبات على السودان “اعترافاً بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها حكومة السودان” في المجال الحقوقي وفي مجال مكافحة الإرهاب.

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في مدينة القدس الفلسطينية، قال أردوغان إن هذه القضية ليس خاصة بالمسلمين فقط، وإنما تمس أيضًا المسيحيين والانسانية جمعاء.

واعتبر أن القرار الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، بخصوص القدس، الخميس الماضي، رسالة مفادها أن “الحق هو المنتصر دائمًا مهما كانت قوة الطرف الآخر”.

وأوضح أنه بعد اليوم، ينبغي الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، والتصدي للاجراءات الخاطئة، وأن تركيا ستتطالب الأمم المتحدة بتناول هذه القضية بكثافة أكثر.

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أثار قرار ترامب الاعتراف بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، رفضًا دوليًا واسعًا.

ورغم القرار الأمريكي، أقرت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، بالأغلبية، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن.

القرار يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

كما يطالب القرار الدول بعدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى المدينة المحتلة.

ووصل أردوغان الخرطوم، اليوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى لرئيس تركي للسودان منذ استقلاله 1956.

الخرطوم / الأناضول

تعليق واحد

  1. وقال أردوغان إن المباحثات، التي انعقدت اليوم في الخرطوم، شهدت اتخاذ خطوات لإنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي التركي السوداني رفيع المستوى، الذي من شأنه تعزيز التعاون بسرعة بين البلدين
    ومرحب بكل من ينضم من العالم (((لمجلس التعاون السوداني التركي))) أمنية