منوعات

عليك فعل شيء في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها

جعل الله سبحانه وتعالى لكل نوعٍ من العبادات المفروضة يشبهه، وهذا من رحمة الله سبحانه بعباده، ليزدادوا قرباً إليه وينالوا محبته، ورضوانه، ومن العبادات المفروضة التي لها تطوع يشبهها الصلاة، فقد شرع الله سبحانه وتعالى صلاة التطوع ليقوم بها العبد قربةً إليه، وليجبر الخلل الواقع في صلاته من عدم الخشوع أو النسيان، ومن ضمن صلوات التطوع صلاة الوتر.

وأن جاءت صلاة الوتر لتكون خاتمة الصلوات، إذ إن المسلم ينهي صلاته اليومية بها، وبها تكون ركعات الصلاة زوجية بعد أن كان عدد ركعاتها فردياً، فإن المسلم مأمور بأن يأتي بسبع عشرة ركعةٍ وجوباً في اليوم والليلة عدا السنن والنوافل، فإن صلي ثلاث ركعات وترٍ يصبح عدد ركعات صلاته عشرين ركعةً فإن أضفنا لها عشر ركعاتٍ من السنن على أقل تقديرٍ أصبح عددها ثلاثين ركعةً، وبدون الوتر فإنها تبقى فردية، وقد حثَّ المشرع على صلاة الوتر وأمر بها لدرجة أن بعض الفقهاء عدها فرضاً سادساً تضاف إلى الصلوات الخمس.
فضل صلاة الوتر

لها فضل كبير وفائدة عظيمة تعود على من يقوم بها، فقد صلاها النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ولم يتركها، فقال في الحديث الشريف: (إن الله وتر يحب الوتر فأوتِروا يا أهل القارن).

وقد كان عليه الصلاة والسلام يقوم الليل وعائشة رضَي الله عنها نائمة، فإذا بقي الوتر قال: (قُومِي فأوتري يا عائشة)

والعموم في صلاة الوتر لها فضل كبير، سواء أكانت فريضةً أم وِتراً، فهي نور وبرهان لصاحبها، ونجاة له يومَ القيامة، يرفع الله بها الدرجات، ويحط الخطايا، ويكفر السيئات، فكلما سجد العبد لله سجدة خطت عنه خطيئة، ورفع بها درجة، فروي عنه في حديثه عليه الصلاة والسلام لثوبان رضي الله عنه مَولاه: (عليك بكثرة السجود فإنك لا تَسجدُ لله سَجدةً إلا رفعك الله بها دَرجة، وحَطّ عنك بها خَطيئَة).
وقت صلاة الوتر

يبدأ وقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء، وينتهي بطلوع الفجر فصلاة الوتر وقتها بعد صلاة العشاء حتى وإن جَمع المصلي المغرب مع العشاء جمع تقديم في وقت صلاة المغرب.
القراءة في صلاة الوتر

لقد اتفق الفقهاء على أن ما يقرأ في كل ركعةٍ من ركعاتِ الوتر هي الفاتحة وسورةٌ أُخرى من القران، إلا أنهم اختلفوا فيما يقرأ مع الفاتِحة ومن هنا يوضحوا لنا الفقهاء.

الحنفية يقولون بعدمِ التحديد بشيءٍ من القُرآنِ في صلاةِ الوترِ.

يرى الحنابلة أنه مِن الندب القراءة بعدَ سورةِ الفاتحة بالسور الثلاث الآتية، في الركعة الأولى يقرأ (سبح اسم ربك الأعلى)، وفي الركعة الثانية يقرأ (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثالثة يقرأ (قل هو الله أحد) هذا ما ذهب إليهِ الحَنابِلة.

ذهبَ المالكية والشافعية إلى أنه يقرأَ المصلي مع السور الثَّلاث وزيادة على الإخلاص المعوذتين، ويرى بعض العلماء أن الصحيح من هذه الأقوالِ الثلاثة أنها تسن القراءة بما ذكر جميعاً؛ فزيادة المعوذتين على سورة الإخلاص في صلاة الوتر الحديث الوارد فيها ضعيف ولا يحتج به.

العربي الجديد

تعليق واحد

  1. (إن الله وتر يحب الوتر فأوتِروا يا أهل القارن). تصحيح (يا أهل القرآن)