حوارات ولقاءاترياضية

أسطورة الملاعب علي قاقرين: معجب بمريخ الستينيات.. وتزوجت بت الحلة بالحب الأول


ثمة إجماع رياضي على حكمته، نحن الجيل الذي لم يشاهده كلاعب كرة وظهر لنا سفيراً بعناية فائقة لميراث الشعوب والإنسانية وبالمذاكرة الدقيقة والمتابعة الحصيفة، تعرّفنا على النجم والهالة والسيرة، أسطورة السبعينيات يقول النكتة والأسرار والذكريات، بلياقة رياضية وتعبيرات تلفزيونية، يلبس بدلة تكنوقراط بلون السمن، فاخرة كما ينبغي، بالأنف المنتصر والصوت الفخيم، والخضرة الخشنة، وما تبقى من )شفتنة( الرياضيين، بعد أن نثر إبداعه وفرض مكانته في الوجدان؛ سفيرا من حي العرب، وشيئا أبديا باقيا في مكان السيادة، فتح النار على الميدان الرياضي حزينا على حاضر الكرة، ومستقبلها، خفنا من صراحته وكان بريق التجربة يحقق قناعة بعد قناعة وكأنه يؤكد أن الميدان الشرقي ليس هادئا ولا كل شيء على ما يرام، وبجسارة من لا يخاف في الحق لومة لائم وضع على الميزان أثقال، علم اللاعب وثقافته ومستوى حضوره وغذائه، وهيبته داخل المستطيل الأخضر، وفسر على هدى الموضوعية وبالأرقام كيف ترقد خيبات الوطن الرياضي، (قا قا) صياح الملايين المجنونة، تغيرت الحياة، ومن المدرجات إلى شؤن البيت صار (قا قا) أبو بنات، يضحك في وجه من يقول له وين الخليفة، ويتابع أخبار أربع أميرات ويلعب مع الأحفاد، ويطرب للدنيا من كرسي القماش، فإلى حوار الميدان المفتوح مع أسطورة الملاعب:

*أنت نجم غني عن التعريف؟
– عكس ما تتوقع أنا اسمي (علي حيدر) حسن حاج الصديق وحيدر على (سيدنا علي الكرار كرم الله وجهه)، الميلاد بحي العرب أم درمان من بين 9 أخوات وأخوان أربع إخوة جعفر قاقرين ومحمد وعلي وعبد القادر جئنا من الشمالية، الحجير تحديدا من أراك ود إبراهيم (شوايقة والحمد لله) نزحنا لأم درمان مبكرا و80 % من أهلي بالعاصمة وكوستي.

* هل بدأت اللعب وكنت بنادي المريخ؟
– بدأت بأشبال المريخ (تلك أيام الجاهلية الأولى) والسبب أننا كنا أصحاب في حي العرضة معظمنا نلتقي بنادي المريخ في الأمسيات وكان ضاجا بالمناشط ونحن أسرة مريخية أبو العائلة (أنا عمه طوالي) وهو رئيس نادي المريخ في أزهى أيامه ودا كان حوالي 64 إلى 66 اتصل بي ديم الصغير لأنضم لنادي الهلال فوافقت على الفور ودفعوا لي 125 جنيها وعلي طول اشتريت عجلة رالي.

* لم تكن أغلي لاعب؟
– اشترى الهلال جكسا من نادي الربيع قبل سنتين من انضمامي بـ400 جنيه.

* سر لقب الرمح الملتهب؟
– (دا الصحفي المميز) عمر عبد التام في زمن السبعينيات وأهدافي من 4- 7 1966 إلى اعتزالي في 1980 سجلت 400 هدف ولم يتجاوزها حتى الآن أي لاعب فأنا هداف السودان حتى الآن.

* قاقرين في ونسة ناس المريخ؟
– كان حاج حسن عثمان قطب المريخ وشيخه يقول لهم أضمنوا لي قون الدرون، والمعنى أن قون قاقرين جايي جايي.

* ما هي علاقتك الشخصية مع حراس المرمى؟
– علاقتي مميزة مع زغبير وكثير ما ننزل سويا في غرفة المعسكرات وهو زول حبوب وظريف.

* وعلاقتك مع لاعبي المريخ؟
– أصحاب بمعنى الكلمة نسهر مع ناس بشارة وشوقي وعز الدين الدحيش وكان بشارة يأوي لعيبة الأقاليم معه في بيته.

* هزيمة مريرة من الند التاريخي المريخ؟
– هزيمة مريرة من المريخ بنتيجة 3 – 1 بأستاد الهلال دوريا وكنا الأفضل والأحسن.

* إشارة الكابتنية سلطة؟
– نعم والكابتن مدرب داخل الملعب.

* ما رأيك في الكابتن هيثم مصطفى؟
– لاعب مبدع وكبير بكل معني الكلمة.

* لو كنت رئيس نادي الهلال في ظروف شطبه؟
– أعفيني من هذا السؤال.

* سيفهم القارئ النسخة الثانية من الإجابة المخفية؟
– انتقال هيثم للمريخ فشل لكل ناس الهلال، فشل شارك فيه الجميع.

* بصراحة لو كنت مكان هيثم مصطفى؟
– لن أنتقل أبدا عشان الملايين الذين يصيحون سيدا سيدا سيدا وكل هؤلاء خسرهم هيثم ولا يعقل أن يشجعوه وهو ضد الهلال.

* هل تشاهد جميع المباريات على التلفزيون؟
– أتابع بدقة كل أمور وشؤون الرياضة، مع الزعل الدائم.

* سؤال افتراضي: لديك حزمة قوانين تنطقها وتنفذ فورا؟
– تغيير نوعية الجمعية العمومية وتغيير النظرة للتسجيلات وتجديد النظر للاستثمار والموارد.

* إداري لا يفارقك بالإشارة والذكرى؟
– الطيب عبد الله زعيم أمة الهلال.

* هدف تمنيت إحرازه؟
– هدف سجله كمال عبد الوهاب.

* هل تخاف من المدافعين وعنفهم؟
– ذلك هو المدافع سليمان عبد القادر.

* ما هو الشيء الذي تركته بالهلال وأنت نادم عليه؟
– (الصفر الكبير) بلسان إعلام المريخ (عاوزين كأس بطولة خارجية).

* كنتم في العهد الذهبي ولكنكم لم تأتوا بذلك الحلم؟
– كنا جيلا مؤهلا جدا وليس وحدنا في هذا الموضوع فهناك أساطين لم يفوزوا ببطولة واحدة.

* الشبه بين الليلة والبارحة مأساة؟
– لو لقينا اهتمام اليوم وإمكانيات اليوم كنا جبنا بطولات.

* (سؤال حساس): تشكيلة في المريخ معجبا بها؟

* (دا مريخ الستينات) (هاشم محمد عثمان، رابح رمضان، عبد الله عباس، جعفر قاقرين، التقر، إبراهومة الكبير، (ماو ماو) و(دقنو) برعي وماجد وجقدول وأحمد عبد الله.

* هل لعبت وأنت سفير؟
– نعم في أبيدجان بساحل العاج وكنت نائبا للسفير هزمونا 4 – صفر وحين دخولي حاولت تسجيل هدف التأهل ولكن الحظ رفض.

* نفتح ملف السفير، ما هي بداهة الوظيفة؟
– السفير ممثل للدولة يراعي الجاليات ويتابع الأخبار ويمهد لصياغة العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

* ما هي المحطة المهمة لك في السفارات التي عملت بها؟
– بأنقي بأفريقيا الوسطي كانت الجالية كبيرة جدا والنشاط مميزا، تشاهد لواري نيالا وناس نيالا بكثرة وحتى ريحة السيد علي موجودة والسودانيون متزوجين من تشاديات ومن أهل البلد بكثافة.

* ومحطة باريس؟
– باريس مكان النور والحضارة.

* في أي علاقة بين حي العرب وباريس؟
– ما في أي علاقة إلا من حيث ميلاد الإبداع.

* وفي سلطنة عمان؟
– الجالية عبارة عن معلمين ومعلمات وفي تركيا تشاهد روعة التمازج بين جميع العوالم وفي نيويورك السودانيون شغالين في المطاعم والتكاسي والدكاكين وكانت تحية زروق تعمل في محل ملابس، تطبق الملابس وبس.

* وأنت وين من دا كلو؟
– أنا راجل فرانكفوني.

* نرجع لحي العرب؟
– كل شيء تغير البيوت والأجيال والناس والملامح القديمة، ونحنا مرقنا من حي العرب وبعنا كل شيء ورحلنا منه لأن السوق زحمنا خاصة من الجهة الغربية وبعدين تركيبة العاصمة بها إخلال، ومليانة بالحاجات الجميلة وغير الجميلة، بعد أن كانت مجرد عوائل كبيرة وبسيطة.

* أنا أسأل عن الحب علي أيامكم؟
– أنا تزوجت من الزولة الوحيدة التي أحببتها، من بت الحلة، وأخوانها أصحابي الروح بالروح وما كان في أي طريقة (للف والدوران) كنا جدعان ونقدر المواقف من هذه الزوايا.

* لاعب ترى أنك تتكرر فيه؟
– الإجابة صعبة ولكن وليد طاشين فيهو حاجة كدا وبرضو الريح كاريكا.

* ما هو الشي اللامع في المجتمع الرياضي؟
– التماسك والمشاغلات الجميلة.

*والإعلام الرياضي؟
– أثرى الناحيتين السلبية والإيجابية.

* هل ما زلت تتحدث الفرنساوية مثل أهلها؟
– (مافي زول بيتكلم فرنساوي زيي أنا في البلد دي كلها).

* هل جلست مع الرئيس وتحدثت معه ذات يوم؟
– تحدثت معه ساعتين كاملتين وهو شخصية رياضية من الدرجة الأولى.

* ما رأيك في تجربة منصور خالد في الرياضة؟
– رائعة وحافلة بالإنجازات.

* إحساسك وعيونك ضاربة بالمفاجأة نحو شعار الهلال؟
– لا أنساه لكي أتذكره هذا عشق قديم.

* هل أنت ندمان على مسيرتك بالهلال؟
– تعرضت لظلم ذوي القربي وبعض المرارات.

اليوم التالي.