(تشوين) الجبهة الثورية..تحالف القاهرة وجوبا ضد الخرطوم
على مدار تاريخ العلاقات السودانية المصرية لم تنجح كلمات المسؤولين المعسولة وعباراتهم الودودة التي تتحدث عن العلاقة الأزلية، في تصفية الأزمات و إن لعبت دوراً مهماً في تلطيفها و تسكينها قبل أن يشتعل الوضع من جديد،
وشهدت العلاقات توتراً غير مسبوق كان محور الخلافات فيه احتلال حلايب وشلاتين، بجانب موقف البلدين من سد النهضة الإثيوبي، لذا لم يكن مفاجئاً الدعم المصري المتكامل مع إيواء حكومة دولة جنوب السودان للحركات المتمردة السودانية، باعتبار أنها الحليف والذراع الأيمن لها ومساندتها في حربها ضد ثوار دولة جنوب السودان. لكن الجديد أن تدخل مصر مضمار التحالف بشكل علني رغم أن القاهرة كانت ترعى حركات دارفور المسلحة من أجل إحباط اتفاقية الدوحة للسلام إبان الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من وراء ستار، إلا أنها الآن تحت نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي تدعم بشكل علني متمردي السودان الذي فضحته المدرعات المصرية المضبوطة لدى حركات دارفور في مايو2017 الذي نفذته حركة مناوي على ولايتي شمال وشرق دارفور، وكشفت هذه المعدات والمدرعات المصرية للعالم بجلاء زيف العلاقات الأزلية للقاهرة ضد الخرطوم، وحديثها المتكرر بأنها لا تدعم أوتؤوي المعارضة السودانية ومراراً ظلت الخرطوم تطالب القاهرة بوقف دعم المعارضة السودانية، إلا أن الأخيرة ازدادت في عمليات الدعم فبعد فتحها لمكاتب للمعارضة السودانية في قاهرة المعز وأفرع في المحافظات وحسابات في البنوك للحركات المتمردة، تحاول القاهرة الآن إعادة تدويل أزمة جنوب كردفان في نفس الوقت الذي تدعي فيه مكافحة الإرهاب، بينما تدعم الحركات المتمردة السودانية في إريتريا وليبيا والآن في جنوب كردفان، للتحريض على إبقاء السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم أن سموم الإرهاب المصري ضد (السودان) تجعلها على قائمة الدول الراعية للإرهاب العالمي.
حصار السودان
يؤكد الاستاذ المساعد في جامعة الزعيم الازهري، اكرم عماد الدين، ان الاتهامات السودانية للقاهرة بدعم الجبهة الثورية عن طريق دولة جنوب السودان لم تكن من باب الرياء والفلسفة الدبلوماسية والادعاء الباطل، بل هي حقيقة وجريمة كاملة في حق السودان وان كلاً من القاهرة وجوبا تتعنتان وتتماديان في دعم التمرد، فكان لابد من الخرطوم أن تتحرك خارجياً لكشف هذه الخروقات. فقد أبلغ السودان في اجتماع رؤساء هيئة أركان دول البحيرات العظمى بتورط مصر و قوات حفتر الليبية ودولة جنوب السودان في الهجوم الأخير للمتمردين في ولايتي شرق وشمال دارفور ، ويشير اكرم أن هجوم مايو 2017 الذي تم على بعض مناطق اقليم دارفور ثبت تورط دولة جنوب السودان في دعمه بجانب مصر و قوات حفتر الليبية، وأوضح ان ما ضبطته القوات المسلحة السودانية في الهجوم من أسلحة ومعدات عسكرية و عشرات من الأسرى وكان من الصحيح إرسال بعثة تقصي حقائق حول ذلك، ولفت عماد الدين الى أن القاهرة تريد تحريك القوات السالبة في دولتي ليبيا وجنوب السودان لتهديد الأمن والسلم بشرق افريقيا وتنفيذ سياسة تهدف لحصار السودان من جميع الاتجاهات،مطالباً حكومة السودان أن تضع ذلك في عين الاعتبار.
جزاء سنمار
يوضح الناشط القانوني عثمان احمد حسن ،أن حكومة السودان ظلت تمد أياديها بيضاء عوناً ودعماً لحكومة دولة جنوب السودان منذ الانفصال في 2011 وفي كل المراحل الحرجة التي مرت بها بما في ذلك تقديم الدعم الإنساني لمواطني دولة جنوب السودان وفتح حدودها أمام مئات الآلاف من الفارين من الحرب والمجاعة، وأشار الناشط إلى ان جنوب السودان ردت على هذا التعامل الإنساني بالاستمرار والتوسع في الدعم والإيواء والإسناد الكامل للحركات السودانية المُتمردة حسب المعلومات ، مضيفاً ان تقارير دعم حكومة جنوب السودان لمتمردي قطاع الشمال و حركات دارفور تراوح من دعم بالعتاد العسكري إلى دعم بالإيواء والتدريب إلى دعم حكومي، وأن الحركات المتمردة عملت خلال الفترة الماضية إلى جانب جيش دولة جنوب السودان في قتال المعارضة الجنوبية، وتأمين المدن خاصة في ولاية غرب بحر الغزال وولاية شمال اعالي النيل في محافظة (البونج) بالتحديد ، وأشار إلى أن استراتيجية جنوب السودان تسعى لتوحيد الحركات السودانية المسلحة من أجل زعزعة الاستقرار بالسودان .معروف ان الخرطوم قدمت الغالي والنفيس لدولة جنوب السودان وشعبه وما زالت تقدم وتقاسمت لقمة العيش مع اللاجئين من اتون الحرب في جنوب السودان، إلا أن حكومة جوبا تكافئ الخرطوم التي تقدم اياديها البيضاء بجزاء سنمار.
خياران أحلاهما مُر
يرى مراقبون أن أكبر مشكلة تواجه السودان مع مصر هي احتلال حلايب، ويليها استضافة مصر المعارضين للحكومة السودانية ،ويؤكد المحامي جمعة حمدان، أن احتلال حلايب سيظل مطروحاً في كل الاجتماعات التي تضم السودان و مصر، مضيفاً أن القاهرة أمام خيارين أحلاهما مُر، إما التفاوض المباشر حول حلايب، أو الذهاب للتحكيم الدولي، وأبان أن احتلال مثلث حلايب ظل مثلثاً سودانياً في أول انتخابات أجريت في 1953 أثناء فترة الحكم الثنائي البريطاني المصري للسودان كانت حلايب دائرة سودانية ومصر كانت حاكمة ولم تعترض على ذلك. ومعروف أن الانتخابات عمل سيادي من الدرجة الأولى، ومن ما سبق فإن كل القرائن تؤكد دعم القاهرة وجوبا للحركات المتمردة السودانية رغم نفيها وعبر قياداتها العليا لهذه المعلومات التي وثقتها الحكومة بالأدلة والبراهين، والتي ستدفع بها للمجتمع ولمجلسي الأمن الدولي والأفريقي لإحقاق الحق، وبالحقيقة ان ما يجري بين السودان ومصر يتحرك نحو التصعيد السياسي منذ زيارة الرئيس التركي للسودان في ديسمبر الماضي وجرى توقيع نحو(12) اتفاقية ذات طبيعة استراتيجية عسكرية وأمنية وسياسية وزراعية وصناعية وتنموية، لذا فإن السودان يتعامل بصبر مع التجاوزات المصرية التي لا تتحرك إلا بتوجيهات عليا ولا تتوقف إلا بتوجيهات مماثلة، لذلك تحاول مصر حصار السودان من كل الجهات وتصعيد كافة جبهات القتال خصوصاً في جبهة جنوب النيل الازرق وجبهة جنوب كردفان ثم دعم الحركات الدارفورية ،واضاف القانوني ان التوتر بلغ ذروته مع قرار السودان استدعاء سفيره في القاهرة بعد أن اتهمت مصر فيها كلاً من قطر وتركيا بالسعي إلى تعكير صفو العلاقات بين البلدين ،فكل ما نشبت أزمة بين السودان ومصر تبقى هنالك تساؤلات حول حدود التوتر، وماذا سيفضي إليها في النهاية؟ وهل يمكن أن ينتج عنه قطيعة دائمة.؟أم يمكن ان يتطوّر إلى نزاع حدودي مسلح بين شعبي وادي النيل؟ ولكن في لعبة فن الممكن تبقى الخيارات متاحة.
رحلة الخوف والوجع
يشير الاستاذ رمضان كرتكيلا، الى أن التخوف المصري من رحلة أردوغان إلى جزيرة سواكن على البحر الأحمر اصبح وسادة شوك تقلق نومها وتوجعت عندما وقعت تركيا العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والصحية وصعدت مصر من حديث الرئيس التركي المباشر عن تعاون عسكري سوداني ــ تركي و اما إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين قد اصابت القاهرة بالاغماء و ارتفعت درجة حرارتها، و وارتفع ضغط الدم لدى المسؤولين المصريين في اتفاقية إنشاء قاعدة تركية في البحر الأحمر أما اجتماع قادة أركان الجيش (السوداني التركي والقطري) بالخرطوم فقد صار القشة التي قصمت ظهر (البعير المصري) فكل ذلك دفع القيادة المصرية إلى إعلان تدخّلها في هذه الزيارة عبر إصدار التوجيهات للأجهزة الإعلامية التي تتحكم فيها المخابرات المصرية بفتح النار على السودان و تركيا واتهام السودان بالتنكّر للعروبة و بيع أرضه للعثمانيين الجدد و تجميع قوى الشر في السودان والتحالف المدعوم من تركيا و قطر ولم تذكر مصر علاقتها بقوات حفتر الليبية ودعمها وتحريضها مجموعات المعارضة السودانية المسلحة و رافق ذلك موجة سخرية مصرية عالية تجاوزت حدود اللياقة و الأخلاق بل وصلت إلى حد العنصرية وعدم الاعتراف بوجود دولة اسمها (السودان) و أنها حديقة خلفية للفواكه الفاسدة تابعة لدولة الموز و كل هذا أمر معتاد في الحملات المصرية ضد السودان منذ زمن بعيد.
القاهرة مخلب القط
يقول أحمد الناير جبورة ، إن السياسة السودانية تتصف بالحنكة الدبلوماسية الصريحة وتميل إلى ضبط النفس وعدم الانجرار للتصعيد المستفز لكن (ما كل مرة تسلم الجرة) فلقد رصدت السلطات السودانية وصول دعم عسكري مصري مباشر إلى مجموعات سودانية شمالية متمركزة قرب الحدود مع دولة جنوب السودان و كذلك حشود عسكرية على الحدود السودانية الاريترية بمحاذاة الشريط الحدودي مع ولاية كسلا ، ويعني ذلك أن القاهرة تستخدم أسلوب مخلب القط لتجريح السودان و تأزيم الجبهات الهادئة و إشعالها من جديد. وترافق مع هذا نشاط استخباري مصري كبير في الخرطوم وفي المناطق الحدودية بين مناطق جنوب النيل الازرق وإثيوبيا و لم يتوقف التدخل المصري في حده فقد نشط الجهد الاستخباري المصري للتواصل مع المعارضة الإثيوبية المسلحة التي خمل نشاطها كثيراً نتيجة التعاون (السوداني الإثيوبي) وأن القوات الإثيوبية والسودانية تمكنت من إحباط هجمات عسكرية عديدة لاستهداف سد النهضة بصواريخ دقيقة التوجيه غير متوفرة لدى الطرفين السوداني والإثيوبي، ما يعني ذلك وجود طرف ثالث استطاع توصيل هذه الأسلحة إلى المنطقة لإحداث فجوة أمنية في العمل الدءوب لإنهاء إنشاءات سد النهضة الاستراتيجي، وتحاول مصر الدخول بقوة على خط التوتر الذي يتسم بالخمود الآن بين الجارين اللدودين إثيوبيا وإريتريا وإشعال مسببات الصراع المرير بينهما عبر دفع إريتريا إلى ممارسة دور أكثر حيوية في إسناد المعارضة الإثيوبية وتبنيها وإعطائها مساحة خلفية أكبر في أراضيها وإسنادها بالسلاح النوعي.
ويواصل أحمد الناير حديثه أن الاستفزاز المصري لن يتوقف عند هذا الحد فقد تحرك النشاط الاستخباري والعسكري المصري مجدداً إلى دارفور عبر المجموعات السودانية المعارضة والمسلحة التي تتحرك ضمن مليشيات خليفة حفتر القائد العسكري الليبي المتحالف مع القاهرة الذي انتقد السودان مراراً ولم ترشَح تفاصيل عن هذه التحركات التي يُدار معظمها من مكاتب المعارضة بالقاهرة.
تاريخ أزلي زائف
تعتمد الدولة المصرية منذ تجمعها بعد الفتح الاسلامي على نهج الاستفزاز مع دول الجوار، خاصة بعد ان قام ملوك كوش برد الصاع على الفراعنة انذاك بجيوش من النوبة تقدر 800 الف جندي استطاعت اجتياح 20 ولاية مصرية في وقت واحد، لذا فان التمدد المصري في دول شمال وشرق افريقيا سوف يجمع عليها دول الاقليم ،بجانب ان الاتحاد الافريقي يمكنه التدخل وتجميد عضوية القاهرة بسبب الدعم العلني لمتمردي دول المنطقة مثل السودان و ليبيا وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا.
الله ينتقم منك يا فراعنه والي الجحيم
مصر بتلعب بالنار لكن في الآخر سوف تحترق مصر عن بكرة أبيها..والسبب أولاً وأخيراً أن الله سبحانه وتعالى سيرد كيدهم في نحورهم ثم رويداً رويدا سينكشف خبث مصر واستغلالها لحفتر واريتريا والجنوب بعد أن تكون صرفت دم قلبها في دعم حركات التمرد….. والايام القادمة ستكشف غباء المصريين
ت
ربنــا يشفيكم كــلام كــلام كــلام بــس فيه شـــوية كلام حلو [ الحنكه و ضبـط النفـس وعـدم الانـجرار ويرى مراقـبون ويـرى ناشط
حقوقى ]
أى كلام فى أى أتجاه علشان يشغلكم عن الواقع المر أوى أوى.
دى فيه خبر تانى حلو بتاع 500 مليار دولار من تركيا للسودان علشان الاستثمار طبعا غير أخبار الأخت لوشى .
مفيش حد فيكم بيفكر لكم الله يا أهل السودان
ربنــا يشفيكم كــلام كــلام كــلام بــس فيه شـــوية كلام حلو [ الحنكه و ضبـط النفـس وعـدم الانـجرار ويرى مراقـبون ويـرى ناشط
حقوقى ]
أى كلام فى أى أتجاه علشان يشغلكم عن الواقع المر أوى أوى.
دى فيه خبر تانى حلو بتاع 500 مليار دولار من تركيا للسودان علشان الاستثمار طبعا غير أخبار الأخت لوشى .
مفيش حد فيكم بيفكر لكم الله يا أهل السودان