المولد الكاردينالي الشريف

لا نختلف أبداً في أن قناة الهلال الفضائية تمتلك كل مقومات أن تصبح واحدة من أكثر الفضائيات العربية مشاهدة، وأن تكون القناة الفضائية الأولى في السودان، إن فهم القائمين على أمرها أنها قناة لكل المشاهدين الذين يضعون عليها آمالاً عراض في أن تشبع رغباتهم وتلبي طلباتهم، لا قناة خاصة برئيس النادي، تتغنى باسمه آناء الليل وأطراف النهار، لدرجة ألا يخلو برنامج من ذكر الكاردينال والتغزل فيه، حتى لو كان البرنامج لصاحب مدرسة الرومانسية علي بلدو، أو حلقة تتحدث عن العلاج بالأعشاب .

لم يتبق لقناة الهلال غير أن تحدثنا عن المولد الكاردينالي الشريف ونفحات سيرته العطرة، وكيف أنه ولد وعلى جبينه هلالاً، وكيف انشق يوم مولده جدار الفيفا واهتزت أركان القلعة الحمراء في العرضة جنوب، وكيف تنبأ له طلعت فريد في أن يكون السوبرمان، وتوقع له عبد الحليم محمد بأن (يفوت الكبار والقدرو) ويصبح ابن الرياضة البار وخيرة الأخيار.

هذا ما تبقى للقناة، وإن حدث فلا شيء يدعونا للإستغراب، طالما أن الأمور تدار على طريقة (الفول فولي).
مع أن لا أحد ينكر أو يتجرأ على النكران أن الكاردينال هو صاحب القناة، وهو من يصرف عليها، وأنه قدم الكثير للهلال، لكن كل هذا ليس مبرراً يجعل من قناة الهلال قناة للكاردينال.

سبق أن قدمنا من الإشادات بإدارة القناة (مثنى وثلاث ورباع) لأنها بدأت بصورة أذهلتنا، من خلال حضورها الطاغي في كل المناسبات القومية والرياضية والهلالية على وجه الخصوص، وباستقطابها لعدد مقدر من الكوادر المؤهلة والشاب الموهوب وتقديمها لكثير من الإشراقات، استبشرنا بها خيراً وبأن تتواصل بأكثر مما كنا نود ونشتهي، ولكنها للأسف تحولت فجأة من خط البدايات القوية إلى خط المجاملات الذي هو أوهى من حجة الوزير اليسع في قراره المعيب، بتعيين لجنة تسيير لنادي لمريخ.

من حرصنا على قناة الهلال نطالب إدارتها بإعادة النظر في خطة العمل وتحديد الغايات التي تجعل منها، محطة فضائية لكل السودانيين، وواحة لكل الرياضيين، من خلال الطرح الموضوعي والحيادية التامة، حتى لا تهزم الفكرة وتطيح بالمحطة خارج دائرة الاهتمام والمتابعة، وتلحق بركب محطات فضائية كان لها (شنة ورنة) مثل (هارموني) و(زول) وغيرها من قنوات كانت ملء السمع ومنية البصر.

صحيفة آخر لحظة