نساء يفضلن البقاء في مستشفى “الدايات” بعد الولادة لعدم امتلاكهن “حق الأمجاد”

ربما يستطيع أي مواطن أن يخفي ويكبت ألمه بسبب عدم امتلاكه تكلفة الدواء، لكن هنالك حالات لا تنتظر مثل الولادة أو مرض العافية كما تسميه النساء، حيث الكثيرات تداهمهن أوجاع المخاض فيضطررن للذهاب إلى المستشفى ليشهد الصرخة الأولى لأطفالهن ويعجزن عن توزيع حلوى الفرحة أو تجهيز مستلزمات المولود ربما بسبب غياب الزوج وسفره للبحث عن الرزق الحلال لأسرته..

وفي لفتة إنسانية بارعة أسس العاملون في مستشفى “الدايات” بأم درمان صندوقاً خيرياً للحالات الإنسانية، لتقديم الدعم والعون للنساء اللواتي يجرين عمليات قيصرية بعنبر (3) يتولى إدارته المدير الطبي العام بالمستشفى د. “عماد عبد المنعم” الذي أكد أن الصندوق يقوم بتقديم الدعم للنساء اللواتي يدخلن المستشفى ويضعن موالديهن وظروفهن المادية غير ميسرة، خاصة حالات الولادة القيصرية فهي عملية مجانية، لكن تحتاج النساء لبعض الرعاية، لذلك يركز الصندوق على تقديم الدعم لهن، ونسمي حالات الولادة القيصرية بـ(عنبر ثلاثة)، فقد كان سابقاً ترقد ثلاث نساء في سرير واحد لكن حالياً تمت معالجة ذلك.

وتشير مساعد المدير العام للمستشفى د. “لبنى عبد الوهاب” إلى أن (75%) من اللائي يدخل مستشفى “الدايات” من الشريحة الضعيفة وهنالك نساء يلدن وليس معهن (حق المواصلات) ويفضلن البقاء داخل المستشفى ونضطر إلى ترحيلهن بأمجاد إلى منازلهن، وأضافت: (حدث أن ذهب صاحب أمجاد مع إحداهن وعندما وصل إلى المنزل وشاهد الحال رفض تسلّم الأجرة)، وقالت د. “لبنى” إن المستشفى في حاجة للمبادرات الاجتماعية، وأضافت: (ليس الدور على الإدارة فحسب وإنما دور المجتمع التكافلي والاجتماعي).

ويعدّ مستشفى “الدايات” بأم درمان من أشهر مستشفيات الولادة بالسودان، وتشير الداية “التومة عبد الرسول” إلى أن المستشفى من أفضل المستشفيات المتخصصة في الولادة بالسودان، وحصل على أوسمة وجوائز عدة، وقالت: (نعمل وفق مواصفات ومعايير صحية مشددة)، وذكرت أن هنالك ضوابط تمنع دخول المرافقين إلى استقبال الولادة، وأن العاملات لا يترددن في طرد أي شخص يحاول الدخول، وقالت: (قمنا ذات مرة بطرد وكيل وزارة حاول الدخول إلى استقبال الولادة).

أم درمان – سيف جامع
المجهر السياسي.