(الكتاحة)..عاصفة ترابية تضرب أجزاء واسعة بالبلاد
تعرضت ولاية الخرطوم وعدد من الولايات منذ ليل الأربعاء الفائت إلى عاصفة ترابية تسببت في خفض مستوى الرؤية، مما إثر على الحركة المرورية بالخرطوم على نحو اضطر معه مستخدمو الطريق إلى استخدام الإضاءة في النهار،
كما أن عدد مقدر من المواطنين ارتدوا الكمامات في الطريق، منهم مدير التحرير الذي كلفني بهذا التقرير، كما أعلنت إدارة مطار الخرطوم الدولي عن تعليق رحلاتها الجوية، أمس الخميس، لحين انتهاء العاصفة الترابية التي ضربت أجزاء مقدرة من البلاد، كما تضاعفت أعداد المرضى المتأثرين من تغيير المناخ في الحوادث .
تحذير
الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية حذرت من العاصفة الترابية مساء الأربعاء، وقالت الهيئة إن الأقمار الاصطناعية أظهرت صوراً مخيفة من حيث الكثافة للعاصفة التي تتحرك في الصحراء الشمالية الغربية للبلاد قادمة من ليبيا. وأضافت أن العاصفة ستصل مدن الولاية الشمالية بعد مغيب الشمس، بينما من المتوقع أن تصل الخرطوم مساء الأربعاء، وقالت في بيان صادر عنها (من المتوقع أن تتأثر البلاد مساء الأربعاء بحالة من عدم الاستقرار الجوي بنشاط للرياح مثيرة للأتربة في الأجزاء الشمالية من البلاد تنخفض فيها معدلات الرؤية الأفقية ليتمدد نشاط الرياح الشمالية يوم الخميس في جميع أنحاء البلاد. وتوقع البيان أن تستمر حتى الجمعة يتبعها انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
وفي بيان جديد أصدرت أمس الخميس توقعت هيئة الأرصاد الجوية أن تتأثر المناطق الجنوبية بالعواصف الترابية التي تؤدي الى انخفاض مدى الرؤية الأفقية مع استمرار أثر العاصفة الترابية في أجزاء متفرقة من البلاد الأخرى حتى مساء السبت.
وتوقعت ليومي الجمعة و السبت حتى صباح الأحد استمرار تأثر المناطق الجنوبية بالعواصف التربية مع احتمال هطول الأمطار في أقصى جنوب البلاد.
تعليق الرحلات الجوية
وقد كانت للعاصفة تداعيات على مختلف الأصعدة، في مقدمتها حركة الطيران، فقد أعلنت إدارة مطار الخرطوم الدولي، عن تعليق رحلاتها الجوية، ليوم الخميس، لحين انتهاء العاصفة الترابية التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد، وقال مدير إدارة الإعلام في مطار الخرطوم، محمد المهدي نصر عبدون إن تعليق الرحلات الجوية بالمطار سيستمر إلى أن تنتهي العاصفة، وأكد في تصريح صحافي إنه تم توجيه مسار رحلتين الأولى قادمة من العاصمة المصرية القاهرة والثانية من شركة تاركو من مطار الخرطوم إلى مطار بورتسودان، كما تم تأجيل رحلتين من الطيران الإثيوبي وفلاي دبي إلى أن تزول العاصفة .
تدابير مرورية
وضعت شرطة المرور تدابير احترازية للحد من الحوادث المرورية وأوضحت إدارة إعلام المرور أن اللواء خالد ابن الوليد الصادق مدير الإدارة العامة للمرور أشرف على الترتيبات والانتشار الشرطي على امتداد الطرق القومية والتقاطعات الداخلية. وكانت إدارة المرور قد أجرت عمليات تفويج طارئة لكل المركبات المسافرة وقيدتها بسرعة معينة تمكن من السيطرة والتحكم في ظل سوء الأحوال الجوية. ومن جانبه أوضح العميد طارق سورج مدير دائرة المرور السريع إن عمليات التفويج سارت بسلام وناشد كل المسافرين بضرورة تشغيل أنوار الموضع وتقليل السرعة والامتناع عن التخطي لأي سبب من الأسباب، مببناً أنهم لجأوا للتفويج لضمان السلامة المرورية بدلاً عن منع السفر لأنه قد يتعارض مع مصالح الناس .
على المستوى الداخلي شهدت شوارع وتقاطعات العاصمة انتشاراً كبيراً لرجال المرور مزودين بالعواكس والعصي المضيئة لتسيير حركة المركبات مع استمرار تدابير تخفيف الزحام في أوقات الذروة لضمان منع الحوادث المرورية بسبب تعذر المدى الأفقي للرؤية جراء العواصف الترابية .
صفر حوادث
من جهته أفاد مدير إدارة المرور السريع العميد طارق سوري إنه وعلى إثر العاصفة الترابية الحالية تم إغلاق كل الموانئ البرية في الخرطوم، ووضعت كل قواتهم على أهبة الاستعداد بدرجة 100%، وقال في حديثه لـ (الإنتباهة) إن الإغلاق استمر للفترة من الرابعة صباحاً وحتى السادسة والنصف صباحاً، وعندما اتضحت الرؤية جزئياً بعد السادسة والنصف قامت إدارة المرور السريع بتفويج كل المركبات السفرية من المؤانئ البرية بالخرطوم لأنحاء الولايات المختلفة.
يذكر أن الموانئ البرية هي الميناء البري بالسوق المحلي، والسوق الشعبي أم درمان، والسلام بسوق ليبيا، والميناء البري شندي. وأشار سوري إلى أن الإدارة اغتنمت سانحة إغلاق الموانئ البرية لتوجيه قادة البصات السفرية بضرورة تخفيض سرعة الحركة، وإضاءة الأنوار الأمامية والخلفية، وعدم التخطي . وحتى حديثه معي حوالي السادسة مساء الأمس لم تشهد طرق المرور السريع أية حوادث، وأكد على أن حالة الاستعداد ستظل قائمة إلى أن تنقشع هذه العاصفة الترابية .
حوادث عادية
العميد شرطة أحمد المصطفى مدير عمليات مرور الخرطوم أوضح لـ(الإنتباهة) أن حركة المرور أمس بالخفيفة، فالكثيرين لم يغادروا منازلهم جراء العاصفة الترابية، لافتاً إلى انتشار واسع للمرور بالتقاطعات المهمة والكباري، ومرور كل القادة على المواقع للإشراف على الانسياب المروري والتعامل مع الحوادث المرورية.
وبالنسبة للحوادث المرورية قال لا توجد أية حوادث تتعلق بانخفاض مستوى الرؤية الناجم عن العاصفة الترابية، والحوادث التي وقعت لم تخرج عن نطاق الحوادث المألوفة، بل هي أقل من الحوادث في الأيام العادية، لأن الحركة في الشارع خفيفة، فحوادث انخفاض الرؤية تتمثل في الاصطدام بالكباري أو (الحواجز) أو اصطدام السيارات ببعضها البعض .
نصائح طبية
دكتورة فطومة ناجي يحيى اختصاصي المناعة السريرية بعيادة الأزمة بمستشفى أحمد قاسم للأطفال، أوضحت أن الأمراض التي يتضرر أصحابها أكثر من غيرهم في مثل هذه العاصة الترابية هي: الأزمة وحساسية العيون والأنف والجيوب الأنفية، وحساسية الجلد والتهاب الرئة. وفي حديثها لـ(الإنتباهة) أمس، قدمت لهم مجموعة من النصائح منها أن الأشخاص الذين يُعانون من التهاباتٍ رئوية مزمنة، إضافة إلى مرضى الربو والحساسية، حيثُ أن الكمية الكبيرة من الغبار التي تحملها الرياح ويستنشقها الإنسان تعمل على تهيج الأغشية المخاطية لمجرى الجهاز التنفسي ولتجنب الآثار السلبية للعواصف الرملية قدمت حزمة من النصائح لمرضى الجهاز التنفسي باتباع الوسائل التالية للوقاية من الغبار تتمثل في متابعة النشرات الجوية بشكلٍ دائم للإطلاع على آخر التحذيرات في ما يتعلق بموجات الغبار وقربها من المنطقة، وملازمة المنزل وتجنب مغادرته، وارتداء الكمامات الواقية أو فوط مبللة بالماء لخفض نسبة العوالق الترابية التي يتم استنشاقها عبر الجهاز التنفسي، وإغلاق النوافذ والأبواب جيداً وإغلاق الفتحات بفوطة مبللة بالماء ، استعمال البخاخات الموسعة للشعب الهوائية مباشرة ومنذ بداية أعراض الربو، وفِي حالة عدم الاستجابة الذهاب الى المستشفى مباشرة واستعمال البخاخ في الطريق بواسطة الجهاز المستخدم مع البخاخ،) ومضاعفة الجرعات العلاجية (البخاخاات) التي تحتوىspacer) على مادة الكورتيزون لتخفيف انقباض الشعب الهوائية، وذلك بعد استشارة الطبيب ، وتجنب التعرض للمثيرات والمهيجات مثل دخان السجائر والبخور .
وبشأن أعداد المرضى بالمستشفيات قالت دكتورة فطومة إن أعداد المرضى بعيادات الأزمة بمستشفى أحمد قاسم قد تضاعفت ، وهذا يفيد بدوره تضاعف المرضى بقسم الحوادث أيضاً..
الانتباهة