جرائم وحوادث

حسب ما ذكرها في محكمة بالخرطوم: اقرأ وتعجب.. رواية سوداني لقصة الاحتيال عليه بملايين الجنيهات

تشهد محكمة جنايات الخرطوم شمال، محاكمة شيخ بالدجل والشعوذة عقب اتهامه بالاحتيال على موظف صرافة، استولى منه على ما يقارب الملياري جنيه بعد أن أوهمه بمضاعفتها له بصورة خرافية، بجانب زعمه قدرته على انتزاع سحر منه مخبأ له بمقابر فاروق، وظل المتهم – حسب اقول الشاكي – يستنزف أمواله بطرق عديدة حتى اكتشف الموظف أنه وقع ضحية الشيخ، وحرر بلاغا بقسم الشرطة وألقي القبض عليه.

مشهد أول
الشاكي في هذه القضية موظف يبلغ من العمر (37) عاماً يعمل بصرافة (دايرك ليمتد) بالخرطوم، وكعادته دلف إلى مكتبه صباحاً وظل يؤدي عمله بصورة عادية، حينها ورد إشعار إلى الصرافة التي يعمل بها، ويفيد بورود حوالة مالية من دولة الإمارات باسم (ع/ح/ي) وهو المتهم في ذات الدعوى، وقتها أبلغ الشاكي المتهم هاتفياً بأمر الحوالة وعليه استلامها، وطلب منه المتهم إرسال الحوالة له عبر حسابه الخاص على بنك الخرطوم فرع نيالا بجنوب دارفور.

خروج (السحر)
لم تتوقف عمليات إرسال الحوالات من الإمارات للمتهم الأمر الذي جعل الشاكي يقوم بالاتصال الهاتفي بالمتهم، وكان يطلب كل مرة منه إرسال إشعار عملية التحويل على حسابه. وبحسب الشاكي للمحكمة فإن المتهم، شكره على خدمته له، ما دفع المتهم للاتصال بالشاكي تلفونياً، وأخبره بأنه سوف يقدم له خدمة، وطالبه بإرسال اسمه كاملاً واسم والدته. ونوه الشاكي لقاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال عاطف محمد عبد الله، خلال الإدلاء بأقواله أمس، إلى أن المتهم أفاده بأنه شيخ، ويرى أنه ممسوس بـ(سحر) تم دفنه له بمقابر فاروق، وأن له القدرة على استخراجه وما عليه سوى إرسال تذكرة سفر للمجيء للخرطوم لأجل ذلك، وأضاف: “المتهم تراجع بعدها عن المجيء للخرطوم وأكد له إمكانيته إخراج السحر من نيالا مقر إقامته وأن عليه إرسال مبلغ (335) جنيها عبر تحويل الرصيد”، وبالفعل أكد الشاكي استجابته لطلب المتهم وأرسل له المبلغ في رقم هاتفه المحمول.

خدعة الحقائب الثلاث
وبصوت متقطع ووجه تسوده علامة الحسرة تنهد الشاكي الموظف وقال لقاضي المحكمة إن الأمر لم يتوقف عند ذلك، وكشف عن اتصال هاتفي من قبل المتهم، أخبره عبره بأنه سوف يقدم له خدمة أخرى كبيرة – بحسب وصفه – ستدر عليه مبالغ مالية ضخمة، وستتم مضاعفة أمواله بصورة خرافية، منوهاً إلى أن المتهم أمره وقتها باستئجار شقة في وسط العاصمة الخرطوم وفي حي هادئ شريطة ألا يقيم فيها أحد، بجانب مطالبته له بشراء حقيبتين ضخمتين وأن يضع داخل الحقيبة الأولى مبلغ (3200) دولار بجانب وضعه مبلغ (2100) دولار على سطح الحقيبة الثانية، وأكد الشاكي أن المتهم طالبه أن يقوم بــ(لف) المبالغ المالية بقطعة (دمورية) وحذره من ملامسة المبالغ مباشرة بيديه، وإنما عليه أن يضع كيسا بلاستيكيا أو غيره عند وضعها، مبررا لذلك خوفا من ضياعها وبعثرتها وعدم مضاعفاتها.

ونوه الشاكي إلى أن المتهم طالبه بعدم ارتداء ساعة في يده أو أن يحمل هاتفه المحمول لحظة وضعه المبالغ بالحقيبتين، معللاً لذلك أن (الخدام) من الجن لن يقبلوا ذلك، مؤكداً للمحكمة تلبيته لأوامر المتهم الشيخ جميعها، وأنه ظل ينفذها حرفياً ومن ثم خرج من الشقة التي استأجرها وتركها لحالها.

وأبان الشاكي أنه وعقب مرور ثلاثة أيام طالبه المتهم بالذهاب إلى الشقة ليرى مضاعفة أمواله، إلا أنه عاد خائباً ووجدها كما هي لم تتضاعف -بحسب تعبيره-.

المفاجأة التي أثارت استياء الحضور في الجلسة كانت في أن الشاكي كشف للمحكمة، عن أن المتهم لم يتركه لحال سبيله وإنما طلب منه إحضار حقيبة ثالثة، ووضعها مع الأخريين بالشقة، وأوهمه أن هناك ذهباً سوف يتنزل فيها، وطالبه بأخذ مبلغ (2100) دولار، ووضعها في سيارة الشاكي، وأن يدلف إلى مكتبه في مقر العمل لـ(20) دقيقة، ثم يخرج بعدها ليجدها مضاعفة إلا أن الأمر لم يحدث ووجدها كما تركها.

وأكد الشاكي لقاضي المحكمة أن المتهم طالبه بإرسال مبلغ (2100) دولار إلى البنك بنيالا بعد تغييرها بعملة محلية بما يعادلها، مشدداًعلى أن المتهم بالفعل استلم المبلغ كاملاً، كذلك أكد إرساله مبلغا آخر للمتهم قدره (19470) جنيه عبر البنك.
قصة شرائح الاتصال المتعددة

الشاكي الذي كان يسرد للمحكمة قرابة الساعة والنصف واقعة عملية النصب والاحتيال التي تعرض لها، أفاد أن المتهم كان يتعامل معه هاتفياً بشرائح اتصال متعددة، منبها إلى أنه كان يرسل مبالغ مالية يطالبه المتهم بها كل حين عبر تحويل الرصيد، وأخرى يتم إرسالها في شكل كروت الشحن عبر رسائل نصية، مؤكدا أن الشاكي كان يأمره وقتها بالإسراع وعدم التأني في إرسال المبلغ عبر تحويل الرصيد، مهددا إياه بإفشال عملية مضاعفة الأموال له، لافتاً إلى أن المتهم كان يتواصل معه وبصورة دائمة ومزعجة عن طريق الاتصال الهاتفي، الرسائل النصية، رسائل الواتس.

إزعاج وتهديد
وروى قائلاً إن المتهم اتصل عليه هاتفياً ذات مرة في الرابعة صباح، وأمره بأن يقصد مطار الخرطوم مسرعاً ليرسل له مبلغ (3200) دولار، وهو ذات المبلغ الذي وضعه مسبقاً داخل الحقيبة بالشقة، منوها إلى أن المتهم أخبره أن يضع المبلغ داخل ظرف مالي ويضع بينهما ورقتي (A4 ) ومن ثم يرسلها مع أي شخص قادم لنيالا ليستلمها بدروه، مؤكدا متابعته الشخص حتى استلام المتهم المبلغ، وأضاف: “المتهم كان يهددني بعدم الذهاب لمنزلي أو رؤية أبنائي حتى إرساله المال له، وأنه في حال رفضه فإن مصيبة ما ستحل بهم”، مبينا بأنه كان يخاف من حدوث ذلك ويقوم بإرسال المبالغ له.

تسجيل صوتي للمكالمات
الشاكي قال للمحكمة إنه توصل في ذات الأيام إلى أن المتهم احتال عليه و(اي حاجة قالها ما اتحققت) ودخل في ديون طائلة جراء إرسال المال للمتهم، منوهاً إلى أنه اكتشف أن المبالغ التي أرسلها للمتهم بلغت جملة (1.676) مليار جنيه، كاشفا عن مطالبته للمتهم بإعادة الأموال، مبينا أن المتهم حذره من الاتصال بإحدى شرائح المكالمات، لأنها لم تعد مسجلة في اسمه وإنما لأحد المعارضين ويدعى (رملة)، مشيرا إلى انه كان يسجل مكالماته مع المتهم عند مطالبته باستعادة المبالغ له، وبلغت جملة التسجيلات (100) تسجيل صوتي، قبلتها المحكمة كمستند اتهام رغم اعتراض الدفاع عليها، إلا أنها أمرت بفتح محضر تحقيق فيه عقب إنكار المتهم للصوت المسجل وأنه لا يخصه.

تقرير: رقية يونس
السوداني

‫4 تعليقات

  1. بالله عليكم في جهل اكتر من ان يعتقد الانسان ان الرزق ياتي من انسان مثله ويتجاهل ان الرازق هو الله يستاهل كل جاهل يعتقد ان رزقه عند غبر خالقه مثاعفة بتاعت ايه وشيخ بتاع ايه باجاهل ياساذج يافاشل اكيييد قروشك منبتها حرام وعادت من حيث اتت لن تسعد في الحياة ولن تغني لاعتقادك في غبر الله مثل دا ينصح ويستتاب والا قتل

  2. اتنين يجب ان يكونوا في قفص الاتهام مع المجرم ..اولا الشاكي المغفل الدلاهة ده ..و تانيا محامي الدفاع الذي يدافع و يستعمل كل وسائل التضليل مثل رفض التسجيل الواضح كالشمس كما هي حال المجرمين اقصد المحامين بتوعنا ..دول لا ذمة و لا شرف لهم.

  3. لو كان يقدر أن يزيد الأموال لماذا لم يزيد أمواله لماذا يحولوا له القروش مفروض يزيدها ويعملها ترليونات وهو جالس في نيالا لكن حقيقة أرزاق المساكين تأتي من المجانين

  4. انا ما عارف الناس ديل بيصابوا بالسحر قبل ام بعد التعرف عليهم من قبل السحرة اذا بعد التعرف كان حري بالشخص ان يعرف ان هذا ليس الا نصابا ,, وسؤال بسيط جدا ساله احد الاخوة لماذا لا تسال نفسك ان كان بمقدور هذا الشخص ان يضاعف الاموال لمذا لا يضاعف امواله هو ويجعلها تلال وجبال ..ولماذا لا يتقدم لحكومة السودان ويملا خزائنها شما وغرب وغرب وشرق