جرائم وحوادث

تفاصيل مثيرة في قضية سرقة شجرة الصندل

واصلت محكمة مكافحة الفساد جلسات محاكمة المتهمين في قضية اختفاء شجرة الصندل من داخل المتحف القومي بالخرطوم، ويواجه الاتهام فيها مدير هيئة الآثار وثلاثة آخرون.

وكشف المتحري الثاني مساعد شرطة ميرغني عبد الله -يتبع للمباحث والتحقيقات الجنائية- أنه بتاريخ (1/2/2016) وبناء على توصيات من السيدة مدير إدارة فرع نيابة المال العام تم تكليفه بإجراءات التحري في البلاغ (4.2016) تحت المواد (174/177) الفقرة (2) بفقدان شجرة صندل من داخل متحف السودان القومي على خلفية ذلك قام بالاطلاع على يومية التحري وتحويلها الى المدعي العام بتاريخ (19/1/ 2016) وقال إن النيابة وجهت بإعادة استجواب مدير المتحف ومشرفة البساتين ورئيس العاملين بالحقل البستاني فور استلامة للإجراءات، وقام بزيارة مسرح الحادث وهو الجزء الغربي لمتحف السودان القومي وقام بزيارة موقع الشجرة المفقودة وجد نحو (20ـ 25) سنتمر متبقي من جزع الشجرة وأوضح أنه قام بإجراءات التحري مع مدير المتحف وفق التوجيهات ومع رئيس العمال ومشرفة البساتين وذلك لجمع المعلومات عن سرقة شجرة الصندل من المتحف القومي للآثار، تم التحري مع بعض العاملين في جميع الوظائف المختلفة ومن خلال إجراءات التحري وجمع المعلومات والتقصي عن كيفية اختفاء شجرة الصندل ذكروا أنها فقدت خلال الفترة التي عمل بها المتهم الرئيس وأوضح المتحري أنه خلال الإجراءات لم يتم القبض على أي من المتهمين الماثلين أمام المحكمة وذلك لعدم إكماله إجراءات التحرى وعزا المتحري ذلك الى نقله الى قيادة القوات المشتركة بغرب دارفور وتم تسليم الإجراءات الى إدارة السجلات وفق مراحل نيابة المال العام، وقد علم المتحري فيما بعد باستلام رقيب خالد النور الإجراءات ومتابعتها، وأضاف بأنه قام بالتحري والاستجواب مع جميع المتهمين، تحرٍ أولي ولم يكونوا مقرين بالجريمة وهما عاملين بشرطة السياحة حيث ذكر في يومية التحري أنهما في مناوبة في خدمة الخميس والجمعة والسبت وجدو الشجرة مقطوعة في اليوم الثاني أبلغنا مدير السياحة باختفاء الشجرة وأوضح المتحري بعد ذلك قمنا باستجواب (8) أفراد حيث ذكروا أنهم ليست لهم علاقة بقطع الشجرة وقال المتحري من خلال استجواب المتهم الرابع بأنه نفى معرفته بوجود شجرة صندل بالمتحف وقال إنه لم يكلف أي عامل في يوم الجمعة بالعمل وأنه كان في مؤتمر في باريس وذلك ليس لديه أية علاقة بالعاملين وقال المتحري إنهم قاموا باستجواب كبير المساعدين حيث ذكر بأنه كان يعمل يوم الجمعة الى صباح السبت حيث ذكر أن المتهم الرابع لم يعمل رسمياً لأن اسمه يرد في كشف المكلفين بالحضور يومي الجمعة السبت وقال إنه عرف أمر اختفاء الشجرة في اليوم الثالث من أحد الجناينية الذين داوموا في العمل بعد الإجازة السنوية حيث أكد أن الشجرة مقطوعة واستفسر عن قطع الشجرة وقام بمقابلة المشرفة وقال المتحري إن المتهمين الثلاثة كانوا مناوبين في يوم الحادث وذلك حسب أقوالهم في يومية التحري.
وأكد المتحري للمحكمة أنه تم استجواب المتهمين في بداية البلاغ كمشتبه فيهم، وقال للمحكمة إنه زار موقع الحادث دون الاستعانة بخبير وقال المتحري للمحكمة بأنه عرف قطع الشجرة بعد أن كلف مدير المتحف أحد العمال بمرافقته الى موقع الشجرة التي قطعت بمنشار كهربائي وقال المتحري إن القطع كان قديماً ذلك لأن زيارته الى موقع الحادث كانت بعد عامين من تدوين البلاغ.

وجاء في سياق خطبة الاتهام التي قدمتها هيئة الاتهام أمام المحكمة أن قانون السماء جاء لإصلاح البشر وحثهم على الفضيلة ولما كانت أعمال البشر لاتتفق مع قوانين السماء فقد جعلت القوانين الوضعية لتصحح حالهم ، سيدي القاضي أمامنا دعوى جنائية أخذت من الوقت ما أخذت وحولت من جهة الى أخرى بحثاً عن حقيقة تائهة وبينات فقدت حاول القائمون على الحفاظ عليها طمسها ومفقودات ذات قيمة أقل ما يمكن أن توصف به أنها لن تتكرر في الخمسين عاماً القادمة سرقت وحولت ونقلت من أمام ناظري القائمين على أمرها من إدارة وعاملين وإداريين.. سيدي القاضي إن موضوع إجراءات هذه الدعوى شجرة صندل هي ثالثة ثلاثة من جنسها في كل أنحاء العالم وهي أقدم شجرة صندل في السودان تمت زراعتها في خمسينيات القرن الماضي بواسطة السيد أمين ميخائيل وهو عالم من علماء تصنيف الأشجار وهي لاتتلائم نهائياً مع مناخ السودان وأقل ما يمكن أن توصف أنها شجرة أثرية لها تاريخ ولها قيمة أثرية قبل أن تكون لها قيمة مادية. مشيراً الى أن القائمين على أمر تاريخ البلاد ورعايتها فشلوا في الحفاظ عليها، منبهاً الى الإهمال الذي تعاني منه آثار البلاد وموروثها الحضاري وتركه دون حماية مما يشجع القاصي والداني للتعدي عليه، كما سنبين أن قمة الهرم الإداري بالهيئة العامة للآثار والمتاحف لم يكلف نفسه عناء حراسة الآثار او حتى التنبيه لأهميتها ناهيك عن البحث عن الجناة حيث أنه من ضمن قلة هم يعلمون قيمة هذه الشجرة وتاريخ إنتاجها لخشب الصندل القيم حيث أنها تبدأ مرحلة الإنتاج بعد خمسين عاماً من زراعتها أي أن من قطعها كان عالماً بها وبتاريخها وأنها قد بدأت فعلياً مرحلة الإنتاج، ويضيف الاتهام إنه وعلى الرغم من طول فترة البلاغ وأهمية الأثر المسروق إلا أنه كفل لكل المتهمين الحق في تقديم دفوعهم القانونية كما أن الاتهام سيقدم بينات قوية في مواجهة المتهمين من الأول وحتى الرابع حيث أن إرادة كشف الجرم أقوى من مجهودات التستر ونأمل في تحقيق عدالة ناجزة وسريعة تحفظ للمتهمين حقوقهم .

الخرطوم: هاجر سليمان
الانتباهة

تعليق واحد

  1. لا حول ولا قوة الا بالله .
    البلد أصبحت لا رقيب ولا حسيب السرقة في وضح النهار .
    يحفظ البلاغ ضد مجهول .
    ي ناس السرقة أصبحت اسهل من شرب الماء .