الصحفي بابتشينكو منتقد الكرملين يقتل في كييف بعد فراره إليها
اتهم رئيس الوزراء الأوكراني، فولوديمير غرويسمان، روسيا بأنها هي الجهة المدبرة لقتل الصحفي الروسي، أركادي بابتشينكو، في كييف.
وكتب غرويسمان على فيسبوك “إنني واثق من أن آلة الحكم الشمولي الروسية لم تغفر له أمانته وموقفه المبني على المبادئ”.
وكان بابتشينكو، المنتقد للكرملين، قد أردي قتيلا بإطلاق النار عليه خارج سكنه الثلاثاء.
وطالبت روسيا بإجراء تحقيق، لكنها قالت إن “الجرائم الدموية” أصبحت معتادة في ظل “نظام كييف”.
ولا تزال علاقات روسيا وأوكرانيا متوترة في أعقاب ضم روسيا لمنطقة القرم في 2014، واستيلاء قوات موالية لها على أجزاء من شرق أوكرانيا.
ما الذي نعرفه عن القتل؟
عثرت زوجة بابتشينكو، البالغ 41 عاما، عليه وهو ينزف عند مدخل البناية التي توجد فيها شقته، ثم توفي في سيارة الإسعاف.
وأفادت تقارير بأنه أطلقت عليه عدة طلقات من الظهر.
وقال عضو البرلمان الأوكراني، أنتون هيراشتشينكو، إن الصحفي خرج لشراء بعض الخبز، وكان القاتل في انتظاره.
وقال رئيس الشرطة في كييف لوسائل الإعلام المحلية إن الشرطة تشتبه بأن بابتشينكو قتل بسبب “نشاطاته المهنية”.
وذكر بابتشينكو في آخر منشور له على صفحته في فيسبوك قبل ساعات من الهجوم عليه، نجاته من محاولة أخرى قبل أربع سنوات بالضبط.
وكتب يقول إنه كان يعتزم التوجه جوا بصحبة جنود أوكرانيين في طائرة مروحية إلى منطقة الحرب في شرق أوكرانيا.
ولكن لم يسمح له بالركوب، لعدم وجود مكان. وقد أسقطت المروحية على أيدي المسلحين الموالين لروسيا، وقتل في الحادث 14 شخصا.
وأضاف “كنت محظوظا. وكتب لي يوم ميلاد جديد”.
رد الفعل
وأشار رئيس الوزراء الأوكراني في رد فعله إلى آخر منشور كتبه بابتشينكو على فيسبوك.
وقال “هذا آخر منشور لبابتشينكو. فقد كتب قبل عشر ساعات عن ميلاده الثاني. ثم قتلوه”.
وأضاف “كان صديقا حقيقيا لأوكرانيا، أبلغ العالم الحقيقة حول العدوان الروسي. يجب عقاب القتلة”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نطالب السلطات الأوكرانية ببذل قصارى الجهد للتحقيق فورا”.
وأضافت أن “الجرائم الدموية، والفرار من العقاب أصبحا أمرا معتادا بالنسبة للنظام في كييف”، وقدمت تعازيها إلى أسرة بابتشينكو وأصدقائه.
كما شارك صحفيون وسياسيون في رد الفعل على قتل بابتشينكو.
فقد كتبت الصحفية الروسية المستقلة، يفغينيا الباتس تغريدة بالروسية تقول فيها “ليس هناك سبب واحد يدعو إلى قتل بابتشينكو، فيما عدا كتابته. ليس هناك سبب آخر”.
وغرد السياسي الروسي المعارض، دمتري غودكوف، يقول “تعبت من معرفة أن أصدقائي، ومعارفي، والناس الذين أعرفهم لا يزالون يقتلون”.
من هو أركادي بابتشينكو؟
طلب بابتشينكو للتجنيد في الجيش الروسي، وهو يدرس القانون في موسكو وهو في سن 18، وخدم خلال الحرب في الشيشان فيما بين 1994 و2000.
وسجل في مذكراته التي كان عنوانها “حرب جندي واحد” تجاربه في الصراع الذي قتل فيه عشرات الآلاف من الجانبين.
ثم أصبح بعد ذلك صحفيا، وعمل في عدد من وسائل الإعلام المختلفة.
وكان منتقدا معروفا للكرملين، وترشح في انتخابات غير رسمية نظمتها المعارضة في 2012، واستنكر ما تفعله روسيا في سوريا وشرق أوكرانيا.
وكتب بابتشينكو في فيسبوك في 2016 منشورا بالروسية عن تحطم طائرة نقل من طراز تي-154، سقطت في البحر الأسود بينما كان على متنها فرقة كورال الجيش الأحمر في طريقها إلى سوريا.
وقال إن هذا المنشور الذي وصف فيه روسيا بالـ”معتدي”، أدى إلى تسلمه بعض التهديدات بالقتل، وبعض الإساءات من الدولة.
وكتب في صحيفة الغارديان البريطانية يقول إن هذا دفعه إلى ترك “بلد لم أعد أشعر فيه بالأمان”.
وكتب بابتشينكو أيضا لبي بي سي، تقريرا من مكان الحدث في أوكرانيا عن تحطم الطائرة المروحية العسكرية التي أسقطت في شرق البلاد في 2014.
وكانت أول محطة له في براغ، ثم توجه فيما بعد إلى العاصمة الأوكرانية.
وعمل في كييف مقدم برامج في محطة إيه تي آر الأوكرانية، باعتبار خبرته مراسلا حربيا سابقا.
وقد شهدت كييف في السنوات الأخيرة عددا من الهجمات الدموية على أشخاص مشهورين، من بينهم صحفيون، وسياسيون. وكان معظمهم منتقدين للكرملين.
وقتل الصحفي البلاروسي المعروف بانتقاده للكرملين، بافيل شيريميت، في حادث انفجار سيارة في كييف في يوليو/تموز 2016.
وقتلت سيارة مفخخة أخرى ضابط الاستخبارات الأوكراني ماكسيم شابوفال في يونيو/حزيران 2017 فيما وصفته السلطات الأوكرانية بأنه عمل إرهابي.
وفي مارس/آذار من العام نفسه أطلق النار على عضو البرلمان الروسي السابق، دينيس فورونينكوف، خارج أحد الفنادق في كييف.
بي بي سي عربية
الراجل حي يرزق
كانت تمثيلة يا عالم
الهدف كشف العملاء الروس