اقتصاد وأعمال

هل تسهم الجلود في إعلاء القيمة المضافة للمنتج السوداني

صناعة الجلود من الصناعات القديمة، واستعملت في بدايتها المواد الدابغة النباتية وتطورت عبر القرون مع متطلبات الانسان وتقدمه، وفي السودان يعتبر إنتاج الجلود من الحرف القديمة بالرغم من الامكانات الهائلة التي يزخر بها السودان في مجال صناعة الجلود لتوافر كل المقومات المطلوبة لصناعة الجلود لامتلاك السودان ثروة حيوانية ضخمة تقدر بأكثر من »140« مليون رأس و ثروة حيوانية برية أهم منتجاتها جلود الزواحف ، بجانب وجود عشرات المدابغ ذات السعات الكبيرة في الانتاجية ويستهلك كميات معتبرة من اللحوم التي تزداد مع إزدياد عدد السكان وتشكل الجلود أهم المنتجات الجانبية لإنتاج اللحوم
يمثل إنتاج الجلود في السودان نسبة 50% من الإنتاج العالمي، مما يحتم على القائمين على أمر القطاع بضرورة تأهيل المسالخ لاستقبال الجلود ومتابعتها حتى الإعداد النهائي للصادر بالتعاون مع مصدري الجلود من الجهات الحكومية أو القطاع الخاص. وإيقاف الذبيح غير السليم لضمان سلامة الجلود وتعظيم عائد الصادر خاصة بعد توجيه النائب الاول بعدم تصدير المواشى حيه
حزمة من السياسات
من جانبه أكد المدير العام لوزارة الصناعة والاستثمار دكتور تاج الدين سعيد على تطوير السياسات الخاصة بقطاع الجلود وعمل مصفوفة برامج ومشاريع لعمل دراسات ودورات متخصصة في مجال الجلود بالولاية والاستفادة من تجارب بعض الدول والمنظمات مثل إثيوبيا، كينيا والكوميسا واليونيدو.
وطالب تاج الدين بإعطاء أولوية قصوى لتنفيذ مراحل استخدامات الجلود حتى تصبح من الأنشطة الجاذبة للاستثمار، بالتالي توفير عمالة وقيمة مضافة، مشيراً إلى أن قطاع الجلود لا يحتاج لبنيات تحتية ضخمة إنما يحتاج لحزمة سياسات وإجراءات، مؤكداً أهمية إزالة المعوقات التي تواجه العملية الاستثمارية في قطاع الجلود المتمثلة في شح الجلود الخام،
وقال إن أهم اختصاصات مجلس الجلود بولاية الخرطوم حصر مصانع الصناعات الجلدية وتصنيفها فضلاً عن حصر المدابغ العاملة بالولاية، لافتاً إلى أن الاختصاصات تكمن في أهمية وضع الخطط لإنشاء مسالخ جديدة

استراتيجية للجلود السودانية
ودعت مديرة المركز القومي لتحسين الجلود دكتورة رقية عثمان محمد لتنفيذ استراتيجية سلسلة القيمة للجلود السودانية وتنفيذها من قبل وزارتي الثروة الحيوانية والصناعة وبمشاركة من القطاع الخاص، وشددت على ضرورة تصدير المنتجات المصنعة ووضع ديباجة صنع في السودان عليها، ويوجد في السودان حوالي 190 مسلخا بمتوسط إنتاج يقدر بـ 32مليون رأس من الذبيح ويتجمع الذبيح في حوالي 121 وكالة ومخزناً منتشرة في أنحاء السودان ويساهم قطاع الجلود في الاقتصاد القومي وهو المنتج الثاني بعد اللحوم في توفير عملات صعبة وتحقيق القيمه المضافة، وتقول مدير المركز القومي في ورقة قدمتها في ورشة عمل حول واقع ومستقبل الجلود عقدت موخرا إن الجلود تصنف حسب جودتها ويختلف عدد الدرجات باختلاف نوع الجلد وأن الجلد الخام يصنف ابتداء من الدرجة الأولى وحتى الرابعة بينما المدبوغ ابتداء من الدرجة الأولى نزولا إلى السادسة، ويحدد الجودة الشكل المنتظم للجلد وخلوه من العيوب الطبيعية والعيوب الميكانيكية وعيوب الحفظ، ويحدد سعر الجلد خاما أو مدبوغا الجودة وتطبيق المواصفات القياسية الخاصة به من ذبح وسلخ وتحضير وحفظ وترحيل
وتؤكد دكتورة رقية أن هناك فرصا لزيادة إنتاج وإنتاجية الجلود منها وفرة الجلود الخام والمميزات التفضيلية لها من حيث تكوين الأنسجة والمتانة والمساحة، كما تمتاز بالتنوع في جلود أبقار، إبل، ضان، ماعز، زواحف ، وأسماك توفر مراكز البحوث والتدريب المرتبطة بإنتاج وصناعة الجلود وجود الأسواق المحلية والعالمية بالإضافة إلى توفر مواصفات قياسية سودانية تضبط إنتاج الجلود ووجود قوانين وتشريعات تنظم إنتاج وتجارة الجلود

القانون وحده ليس كافيا
ويرى مختصون أن القانون وحده ليس كافياً وإنما يتطلب الأمر تنسيقاً وتعاوناً من قبل الجهات ذات الصلة إضافة إلى إيجاد مستثمرين لزيادة حجم رأس المال في حال عدم مقدرة القطاع الخاص السوداني على الاستثمار في القطاع بالشكل المطلوب، إضافة الى التوعية من قبل المواطنين والعاملين في محلات المسالخ بعدم الإضرار بالجلود ومن ثم التعامل مع الجلود بالطريقة السليمة التي تؤهلها للدخول إلى الصناعة بكفاءة عالية وإيجاد المصانع التي تجري التصنيع المتكامل للجلود وليس دباغة فقط، لجهة أن السودان يفقد أموالاً كثيرة جداً بسبب تصدير الجلود مدبوغة فقط،

تهيئة المناخ
ويرى الخبير الاقتصادى بروف علي عبدالله ا إن هذه الخطوة تحتاج إلى إرادة وعزيمة وحماس وتقدم كثير من قبل القطاع الخاص، داعيا الدولة ممثلة في وزارة الصناعة بالخرطوم بتهيئة المناخ وإزالة المعوقات التي تعترض الصناعة بصورة عامة وقطاع الجلود على وجه الخصوص، لافتين إلى وجود عدة عقبات تواجه القطاع أجملها في تقليل الرسوم والضرائب التي تفرض على قطاع الجلود وتوفير الطاقة والقوة المحركة بأسعار تفضيلية وإلزام كافة المسالخ والجهات التي يتم فيها الذبح بالتعامل الجيد مع الجلود وتسليمها للجهات ذات الصلة بشكل ينتاسب مع إدخالها مع العملية الصناعية إضافة إلى توفير المواد الخام الذي يتوقف على كمية الذبيح وتوفير الجلود
ووقال إن ولاية الخرطوم من أكبر الولايات التي تستهلك اللحوم، وبالتالي توفر كمية الجلود والمنتجات المصنعة منها. مؤكدين بوجود طلب عالمي على الصناعة الجلدية الخالصة وبأسعار عالية.
تحتل تجارة وصناعة الجلود موقعاً إقتصاديا هاماً حيث تشكل الجلود أهم المنتجات الجانبية لإنتاج اللحوم و تشكل صادراتها المركز الأول في الصادر الصناعي والثاني في صادرات الثروة الحيوانية بعد صادر الحيوانات الحية واللحوم.

الخطة الخمسية لانقاذ قطاع صناعة الجلود 2013م – 2017م
هدفت الخطة الى رفع عائد الصادرالى 150 مليون دولار و احلال الاستيراد بمبلغ 60 مليون دولار خلال خمس سنوات و ذلك بالدخول فى مراحل المتقدمة في التصنيع عند دخول الوحدات المؤهلة في سوق المنتجات الأعمق تصنيعا وإنشاء منطقة صناعية مخصصة لصناعة الجلود.يشكل صادر الجلود المصنعة «مدبوغ لين ومحنط» في المتوسط حوالي 50 % من صادرات جلود البقار وأكثر من 95 % صادر الجلود الصغيرة- الضأن والماعز
وتمثل نسبة إنتاج الجلود 81% من جملة انتاج الذبيح بينما الفاقد منه يبلغ 19% أي حوالي 6ملايين قطعة فيما يمثل الفاقد من جلود الإبل 100% ويعزى وجود الفاقد
صادرات الجلود
وتصدر الجلود عادة في شكل خام أو شبه مدبوغة وبدأت بعض المدابغ في تصدير الجلود المدبوغة، ومن الأسواق العالمية التي تستقبل الجلود السودانية الخام تركيا وإيطاليا وباكستان ومصر وسوريا والهند ونيجيريا، أما الجلود شبه المدبوغه فتصدر إلى السعودية ومصر والهند والصين وسوريا وباكستان وتركيا وإيطاليا
ودعا مختصون للاستفادة من تجارب بعض الدول والمنظمات مثل إثيوبيا، كينيا والكوميسا واليونيدو، وإلى أهمية إعطاء أولوية قصوى لتنفيذ مراحل استخدامات الجلود حتى تصبح من الأنشطة الجاذبة للاستثمار، بالتالي توفير عمالة وقيمة مضافة،
وتجري التحضيرات هذه الأيام لقيام معرض الصناعات والمنتجات الجلدية الثاني بأرض المعارض في بري والذي سيبدأ في أغسطس القادم بمشاركة شركات محلية وأجنبية وعددٍ من الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث والاستشارات الصناعية ويهدف إلى النهوض بقطاع الجلود والصناعات الجلدية، وتبني استراتيجية سلاسل القيمة لقطاع الجلود، وتعزيز ثقة المستهلك في المنتجات الجلدية السودانية، وربط المنتجين للجلود بالسوق المحلي والجامعات ومراكز البحث والترويج لصناعات المنتجات الجلدية وربط المصنعين بالدول الأفروعربية والأجنبية، وقيادة الدولة لتبني سياسات تشجيعية لصناعة المنتجات الجلدية الوطنية من خلال التحفيز ودعم قطاع صناعة الجلود

وقال عضو غرفة الجلود والصناعات الجلدية باتحاد الغرف هاشم حمزة إن المعرض فرصة سانحة لإبراز واقع صناعة الجلود والمنتجات الجلدية والعمل على حل الإشكالات والصعوبات التي تواجهها حتى تسهم في نهضة وتطور الاقتصاد السوداني

الخرطوم : رجاء كامل
صحيفة الصحافة