هيثم مصطفى: الكرة السودانية لن تتطور بلا حنكة ادارية
بعث الكابتن هيثم مصطفى، قائد الهلال السابق والمدرب الحالي برسائل ساخنة على صفحته الشخصية عبر فيس بووك، وجاء فيها: إخوتي ، السلام عليكم .. ليت لي في شُكر أصحاب القرار مساحة أستطيع من خلالها أن أعبر عن سعادتي و فخري بهم .. ولكن دعوني أتحدث أولاً عن المهم و من ثم نتطرق سوياً للأهم ..
حقيقةً وللأسف إن مشاركات المنتخبات الأفريقية والعربية، أثبتت لنا أن الكرة الأفريقية لم تتطور بعد .. فلا تزال تعتمد على البنية الجسمانية ، متجاهلةً المد الذهني صاحب القرار ومفتاح الإنتصار الحقيقي بكرة القدم الحديثة .. ولا أجد اختلافاً كبيراً بين ادارة المنتخبات العربية وسياسات دولها بشكلٍ عام ، فكلاهما وجهان لعملة واحدة .. الأمر الذي جعلها تصطدم بالفشل منذ بداية محطاتها بالمونديال .. فطريقة إدارتنا العامة لإدارة شئوننا بمختلف أنواعها ، تظل رجعية وتحتاج لتطور في الفكر والمفاهيم حتى نصنع أمماً، تصنع مستقبلاً يُحدث الفارق بمختلف المجالات ..
ولكن و حتى لا نقسو عليهم ، يبقى للكرة الأفريقية و العربية شرف الوصول لا المحاولة فقط .. وليس من حقنا الحديث عنهم ونحن لم نصل ولو ربع مستواهُم الذي ننتقد ، لكننا سنُقارن أنفسنا بهم وإن قسونا عليهم مرةً أخرى بلا قصد .. فشتان ما بيننا و بينهم ، لأن مجرد التفكير في المقارنة ذاتها مظلمةً لهم .. ونحن الذين إذا كُنا قد علمنا البعض منهم أبجدياتها التي بتنا نفتقدها و نفتقد معالمها .. لا يحق لنا اليوم الوقوف أمامهم نُذكرهم بجميلنا و هم ينثرون اليوم جمالاً فاق كُل جميل .. ولما لا نفتقد أبجدياتها ، و اذا كانت كُرتنا السودانية تعاني ويلات الإضمحلال المهني ، الإداري و الفني .. فإن جئنا نُحلل مُشكلتنا علينا أن نسأل انفسنا أولاً ، ماذا تحتاج كرتنا السودانية ؟!.. الكُرة السودانية تحتاج لكُرة حقيقية لمدارس سنية تتبنى المواهب و تدعم مشوارهم إلي أن يصبحوا أصحاب بنيةٍ عقلية ، جسدية و نفسية ..
تُهيئ للجانب الفني لاحقاً كوادر مُنظمة ، مُمتلئةً بالطموح و قادرةً على العطاء .. ثانياً العقول التي تُدير الكُرة لا علاقة لها لا بالإدارة ولا بكُرة القدم .. نعم وصلنا لمراحل متقدمة على مستوى الأندية و المنتخبات بالبطولات الأفريقية ، ولكن لظروف وهبها الله لنا رحمةً بهذا الشعب المغلوب على أمره .. لا لحنكةٍ ادارية ، أو لتخطيط فني .. فمن أين تأتي الحنكة و الفكر الإداري لمستأجر دكاكين ساهمت الظروف العقيمة بتوليه رئاسة مجلس ادارة ناد المفترض إنه عريق و كبير؟!.. و أن المنتظر منه كثيراً و كثيرا، من أين ؟!.. من أين تاتي الحنكة الفنية و مع احترامي للكل أهل الفن و العزف الجميل ، ونحن نرى أحد عازفي الطبلة مديراً لواحد من الأجهزة الفنية لنادٍ ما ؟!..
فكيف لضابط إيقاع موسيقي أن يضبط إيقاع فريق كامل ، كل لاعب فيه يحتاج لنوتة ، لإثنين و ثلاث .. كيف لمرسال لعيبة ، كل مهامه أخذ اللاعب من غرفة التسجيلات للاتحاد أن يصبح مدير كرة؟!.. مجرد حارس للاعبين في التسجيلات يصبح مديراً للكُرة ، رغم أنها مهنة تحتاج لمن لعب الكُرة .. لسنا فاشلون ولكننا نُمارس الفشل عنوةً ، عندما نرى السياسي يعمل بالرياضة و الطبيب بالهندسة و أهل العلم بالفن ، ونحن نراقب و نصفق لهم .. لا ونمجدهم !.. حتى الإعلام ، و المفترض أنه العامل المؤثر على المجتمعات ، يُموه و يُتوه العقول ..
ففيه من هو ناصح وصالح وفيه آخرون .. يتحدث البعض منهم عن الولاء وهم اليوم بصحيفة و غداً بأخرى ، وكأنه حلال عليهم و حرام على اللاعبين .. وتبقى هنالك ايضاً فئةً قليلة ، تستحق الإحترام والتقدير .. أخيراً ، توقفوا عن العبث معنا و بنا .. نُريد ادارة حقيقية لكرة القدم في السودان .. ادارة واعية ، تدعم الخطط و المشاريع و تصبر عليها ، لا تجهض مفهومها وفكرتها في ستة أشهر ..
نُريد أجهزة فنية ذات قيمة ، و أشخاصاً أكفاء ، أنقياءً و مُحبين .. لم أتحدث بالأمس فلم يكن بيدي القرار ، اليوم ايضاً لا أملك قرارا ولكن أملك رأيا لعلكم توافقوني عليه أو تختلفوا معي فيه .. و يبقى السؤال : هل هنالك تدخلات سياسية في اختيار الدول المنظمة لكأس العالم ؟!.. كل الود.
صحيفة الصحافة