عشر حقائق عن المونديال القطري
عندما تستضيف قطر فعاليات بطولة كأس العالم 2022 ، ستكون أصغر دولة من حيث المساحة وأول دولة عربية تستضيف إحدى نسخ بطولات كأس العالم على مدار تاريخ البطولة حتى ذلك الوقت.
والسطور التالية توضح بعض الحقائق عن قطر ومونديال 2022 :
البلد المضيف : قطر دولة مستقلة منذ 1971 . وستكون أصغر دولة من حيث المساحة تستضيف فعاليات كأس العالم على مدار تاريخ البطولة حيث تبلغ مساحتها 11 ألفا و500 كيلومتر مربع كما ستكون الأقل تعدادا للسكان من بين الدول المضيفة على مدار تاريخ البطولة حيث يبلغ تعدادها 7ر2 مليون نسمة من بينهم 600 ألف نسمة يقيمون في العاصمة الدوحة.
تتسم قطر بأنها دولة غنية باحتياطيات الغاز كما أنها الأعلى عالميا من حيث متوسط دخل الفرد. وهي دولة إسلامية يقودها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد.
التوقيت : كانت رغبة المسؤولين في قطر في البداية هي استضافة فعاليات البطولة في الموعد التقليدي خلال شهري يونيو ويوليو وتعهدوا باستخدام تقنية تبريد متطورة في كل الملاعب. ولكن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف لأكثر من 40 درجة مئوية ، دفع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في 2015 إلى تحريك موعد البطولة ليقام في أواخر عام 2022 بالتزامن مع فصل الخريف بأوروبا حيث تتراوح درجات الحرارة في قطر خلال هذه الفترة بين 25 و30 درجة. ويفرض هذا التغيير في توقيت إقامة البطولة تعديلا كبيرا في روزنامة المباريات الدولية لتستطيع قطر استضافة البطولة بمشاركة 32 منتخبا على مدار 28 يوما من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر.
المواقع : تعتزم قطر استضافة فعاليات البطولة في ثمانية ملاعب. أكبر هذه الملاعب ما زال في فترة التشييد حاليا وهو استاد مدينة لوسيل على بعد 15 كيلومترا شمال العاصمة الدوحة. وتبلغ سعة الملعب أكثر من 80 ألف مقعد ويستضيف كلا من المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة. وهناك أيضا استاد البيت (35 كيلومترا شمال الدوحة وتبلغ سعته 60 ألف مقعد) فيما تبلغ سعة كل من الملاعب الستة الأخرى 40 ألف مقعد وهي ملاعب الريان (20 كيلومترا شرق الدوحة) والوكرة (15 كيلومترا جنوب الدوحة) وأربعة ملاعب أخرى داخل العاصمة. وتعهد المنظمون في قطر بتقليص سعة معظم هذه الملاعب بعد انتهاء المونديال من أجل استغلالها في استضافة فعاليات الدوري القطري أو كملاعب للتدريب.
تمديد حجم البطولة : قدم اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول) بموافقة جماعية من الاتحادات الأهلية العشرة الأعضاء به طلبا لتمديد حجم المونديال بزيادة عدد المشاركين فيه من 32 إلى 48 منتخبا بداية من نسخة 2022 بقطر بدلا من بدء عملية التمديد من نسخة 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بالتنظيم المشترك فيما بينها. وقال ناصر الخاطر الأمين العام المساعد للجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر للمونديال إن هذا التمديد “ممكن” ولكن يجب اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن في مطلع 2019 على أقصى تقدير وذلك قبل بدء التصفيات المؤهلة للمونديال القطري. ولم يحسم حتى الآن نظام البطولة حال الموافقة على هذا التمديد ولكن هذا سيتطلب بدء البطولة في وقت مبكر وهو ما ستعترض عليه روابط بطولات الدوري الكبيرة في أوروبا. وقد يتطلب هذا التمديد مشاركة جيران قطر في عملية الاستضافة.
المشجعون ومناطق المشجعين : تأمل قطر في جذب عشرات الآلاف من المشجعين لمتابعة وحضور فعاليات البطولة ولكن الحضور الجماهيري الهائل لمشجعي منتخبات أمريكا اللاتينية خلال فعاليات مونديال 2018 بروسيا دفع منظمي المونديال القطري لإعادة التفكير في المكان المقرر لمنطقة المشجعين في متنزه “البدع بارك” القريب من متنزه الميناء المركزي. وأوضح الخاطر : “ما شاهدناه في موسكو التي تضم اثنين من ملاعب كأس العالم هو أن المدينة يمكن أن تغمرها حشود كبيرة من المشجعين بسرعة فائقة. ولهذا ، يتعين علينا أن نراعي هذا وهو شيء يجب وضعه في الاعتبار عندما نعود إلى قطر. على سبيل المثال ، علينا إعادة التفكير الآن في أماكن إقامة مناطق المشجعين من خلال مشاهدة الناس وكيفية تحركاتهم وتصورنا لكيفية تدفق المرور في قطر… سيكون هذا تحديا” مشيرا إلى أنه مع النجاح في هذا ، ستكون الأجواء رائعة بالفعل. وأضاف: “إذا نظرنا لكأس العالم هنا في روسيا. أتساءل عن وجود المشجعين الأوروبيين. كل المشجعين المتواجدين هنا من أمريكا الجنوبية. في مباراة بيرو وفرنسا ، ومن سعة تبلغ 35 ألف مشجع ، كان 29 ألف مشجع من بيرو و2900 مشجع من فرنسا والباقي من روسيا… لا أعلم أين مشجعي أوروبا، ولا أعلم ما إذا كان هذا سيتكرر عندما تستضيف قطر المونديال… ولكن التحدي سيكون أكبر بشكل واضح في حالة زيادة عدد المنتخبات إلى 48 منتخبا. وقال إن قطر ستستضيف نوعا فريدا ومختلفا تماما من بطولات كأس العالم. وأشار إلى أن مسألة الاستعانة بفكرة بطاقة المشجع التي اتبعتها روسيا لم تحسم بعد وأن قطر لديها نظام الحصول على التأشيرة لدى الوصول إلى الدوحة وهي إجراءات متبعة مع مواطني 90 دولة.
المنتخب المضيف : ما زال منتخب جنوب أفريقيا هو الوحيد من بين المنتخبات المضيفة لبطولات كأس العالم الذي فشل في اجتياز دور المجموعات عندما استضافت بلاده البطولة عام 2010 . ولكن ، هل يواجه المنتخب القطري نفس المصير في 2022 علما بأن البطولة على أرضه ستشهد المشاركة الأولى له في بطولات كأس العالم. ويخوض المنتخب القطري البطولة تلقائيا دون خوض التصفيات.
ويحتل منتخب قطر حاليا المركز 98 في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم. وقال الخاطر : “إذا وصل منتخبنا لما وصل إليه المنتخب الروسي في النسخة التي استضافتها بلاده ، سيكون نصرا هائلا لنا”. وبلغ المنتخب الروسي دور الثمانية في النسخة المنقضية على أرضه وهو ما قد يمنح قطر الأمل خلال السنوات الأربع المقبلة. ودار الجدل في الفترة الماضية حول إمكانية تولي نجم كرة القدم الإسباني الدولي السابق تشافي هيرنانديز تدريب المنتخب القطري استعدادا لمونديال 2022 .
الرياضة : كأس العالم 2022 هو أكبر حدث رياضي تستضيفه دولة قطر الطموحة. واستضافت قطر أيضا فعاليات دورة الألعاب الأسيوية (آسياد 2006) وبطولة كأس العالم لكرة اليد عام 2015 وبطولتي العالم للملاكمة في 2015 وسباقات الدراجات في 2016 كما ستستضيف بطولات العالم للجمباز في 2018 وألعاب القوى في 2019 والسباحة في 2023 . وتستضيف الدوحة سنويا اثنتين من بطولات الدوري العالمي للتنس إحداهما للرجال والأخرى للسيدات. تمثل أكاديمية “أسباير” للتفوق الرياضي موقعا شهيرا لتدريبات الرياضيين والفرق سواء من أبناء قطر أو من خارج الدولة. ويمثل نجم الوثب العالي معتز برشم أشهر رياضي قطري حيث يحمل اللقب العالمي للمسابقة وأحرز الميدالية الفضية للمسابقة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 .
الجدل :
حق الاستضافة : في خطوة غير مسبوقة ، اختار أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 2010 روسيا وقطر لاستضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب لتكون المرة الأولى التي يمنح فيها حق استضافة نسختين في آن واحد ، وهو ما وصفه السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا في وقت لاحق بأنه خطأ. وظهرت ادعاءات عديدة بوجود فساد يتعلق بعملية التصويت على حق استضافة البطولتين. وكان الملف القطري حصل على 14 صوتا مقابل ثمانية أصوات للولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة من عملية التصويت فيما خرجت ملفات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية في المراحل الأولى من عملية التصويت. وأكدت قطر عدم وجود أي عملية لشراء الأصوات.
العمال وحقوق الإنسان: أشارت عدة تقارير إلى وقوع حالات عديدة للوفيات بين العمال في مواقع الانشاء بملاعب المونديال وأثارت هذه التقارير مخاوف كبيرة على حياة العمال ومعظمهم من الوافدين من الظروف الصعبة التي يعيشونها. وطالب الفيفا المنظمين في قطر بإجراء تحسينات في ظروف العمال. وقدمت قطر بعض معايير لراحة العمال.
الدبلوماسية : قررت أربعة دول عربية هي مصر والسعودية والبحرين والإمارات في العام الماضي مقاطعة قطر وفرض عقوبات سياسية واقتصادية بحقها. وأكد الخاطر : “الوضع السياسي لم يؤثر علينا على الاطلاق” لكنه اعترف بأنه ستكون هناك علامات استفهام بشأن مشاركة منتخبات هذه الدول في البطولة حال تأهلت منتخبات هذه الدول للمونديال القطري. ولكن ، وبدون ذكر اسم المملكة العربية السعودية بشكل صريح ، أشار جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى أن هذا التوتر بين الجانبين قد يهدأ في حال تمديد حجم البطولة وزيادة عدد المنتخبات من 32 إلى 48 في هذه النسخة لأن هذا يعني على الأرجح ألا تستطيع قطر تنظيم البطولة بمفردها وأن يشمل التنظيم جيرانها. وقال إنفانتينو : “يمكن جلب بعض الأشخاص للتحدث مع بعضهم البعض ممن لديهم مشاكل في التواصل. ربما يكون من الأسهل مناقشة كرة القدم عن مناقشة المشاكل”.
مصراوي