سياسية

بعد إعلانه تشكيل حكومته الجديدة الشمالية.. رياح الغاضبين في مواجهة سفن ياسر يوسف


فجر التعديل الجزئي الذي أجراه والي الولاية الشمالية، ياسر يوسف، مؤخراً في حكومة الوفاق الوطني بالولاية في حصة حزب المؤتمر الوطني والذي شمل عدداً من الوزراء والمعتمدين، فجر خلافات وسط قيادات المؤتمر الوطني هناك، حيث أشارت تقارير صحافية عن رفض مجموعات بالوطني لهذا التشكيل الذي تراه لم يأت ملبياً لطموحات إنسان الشمالية الذي انتظر الوالي لأكثر من ثلاثة شهور لإعلان هذا التشكيل، غير أنه جاء بما لا تشتهي سفن أهل الولاية، فأثاروا العواصف في مواجهة سفن يوسف.

ريموت المركز

يقول الناشط في قضايا الولاية الباقر عكاشة، في حديثه لـ(الصيحة) ان “ريموت المركز” كان واضحاً في إدارة التشكيل الوزاري لحكومة والي الولاية الشمالية وتسييره كيف شاء، خلافاً لما درج عليه الولاة السابقون، توقع أهل الولاية بأن تأتي نتيجة للتقييم ولتمحيص الأداء لتكون حكومة الأمل والتحدي لمعالجة الملفات العالقة التي عجزت الحكومة السابقة عن إدارتها وحلحلتها.

وقال عكاشة إن تشكيلة الحكومة جاءت محبطة خاصة بعد خروج جعفر عبد المجيد، والعميد أحمد أبوزيد، والمقدم شلبي وهم – كما يقول عكاشة – الأكثر شعبية خلاف وزير الزراعة الذي كان متوقعاً خروجه لفشله في إدارة أزمة الوقود وعدم تفاعله مع قضايا المزارعين، واعتبر عكاشة تشكيلة الولاية آخر مسمار في نعش المؤتمر الوطني بالولاية، كون أن التشكيل جاء مخيبًا حتى لقيادة الوطني الذين تم تجاهلهم، مشيراً إلى أن طريقة إعلان الحكومة أعاد للأذهان سيناريو تعيين عادل عوض حكومته دون مشورة للمكتب القيادي بالولاية.

تيارات مناوئة

ويمضي في ذات الاتجاه القيادي بالمؤتمر الوطني بمحلية البرقيق مصطفى عرمان، واعتبر خلال حديثه لـ(الصيحة) خروج وزير التخطيط العمراني جعفر عبد المجيد خسارة للولاية، مبيناً أن جهوده وإنجازاته تتحدث عنه.

إدمان الفشل

هكذا كانت مجريات الأحداث بالولاية الشمالية، وكان هذا الحراك ينتظر إعلان والي الولاية تشكيل حكومته، حيث يرى الناشط عبده حسن أن وزارة الاستثمار والصحة تم التبادل بين وزيريها، وأضاف أنه وضح جلياً بأن الخدمات الصحية بالولاية تعاني إهمالاً كبيرًا خاصة المستشفيات الحكومية ومستشفى دنقلا التخصصي على وجه العموم، الأمر الذي قاد الوالي لأن يعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء بالمستشفى التخصصي، وذلك بعد كارثة سقوط طفلة في منهول الصرف الصحي بالمستشفى وتفارق الحياة، ويتساءل عبده هل يستطيع المهندس عوض الخير أن يصلح أمر الصحة بالولاية؟

ويتساءل مرة أخرى، لماذا تمسك الوالي بوزير الزراعة؟ هل مورست عليه ضغوط من جهات عليا للابقاء على هذا الوزير الذي قال إنه لم يقدم شيئاً منذ توليه الوزارة، وقد تقلصت المساحات المزروعة وكان من المفترض أن تكون في زيادة مستمرة إلا أن المساحات تقلصت، وقد أدخلت الوزارة زراعة الأعلاف بدلاً من القمح الذي تصرف عليه الدولة اموالاً طائلة، ولم يجن المزارع إلا السراب، والبعض بها مشاكل نتيجة تدخل الوزارة حتى الآن وتقود صراعات مع الأهالي في مشاريع خاصة بهم وفق ما أشار إليه الناشط عبده.

إدارة بالوكالة

من الواضح أن الاهتمام بتشكيل حكومة الولاية انصب على خروج وزير التخطيط لكن في المقابل كان التركيز ايضًا على وزارة الزراعة، ويشير قيادي بالوطني ـ فضل حجب هويته لـ(الصيحة)، إن هناك وعودًا بكهربة المشاريع، ولم يتم التنفيذ حتى الآن وهو سؤال للسيد الوالي إلى متى تكون وزارة الزراعة أسيرة لجهات أخرى وهي التي تقوم بترشيح الوزير والدفع به مثل إدارة السدود وشركة زادنا وشركة شريان الشمال، متى ستتحرر هذه الوزارة من سطوة الشركات وبعض المؤسسات الحكومية حتى تحتفظ الوزارة لتلك الجهات على أراضيها وخاصة إدارة السدود التى تمت مصادرة أراضي الولاية بالقرار 206 لصالحها.

تفاءلوا خيراً

وخلافاً لما أثير حول أمر تشكيل حكومة الولاية الشمالية فقد بدا عضو المكتب القيادي للولاية الشمالية نصر الدين سليمان أكثر تفاؤلاً بالحكومة الجديدة، وقال خلال تصريحه لـ(الصيحة) إن التغيير أمر حتمي وطبيعي أن يتنقل المسؤولون، مشيرًا إلى توجيهات المركز للولاة لإحداث هذا التغيير، ودافع نصر الدين عن تشكيلة حكومة الولاية، وقال إنها جاءت بناء على عملية تقييم وتمحيص وتقديرات للوالي وقد طرحها على المكتب القيادي والذي وافق عليها، وأضاف أن التقديرات لم تخرج عن الوضع الاقتصادي والاستعداد لمرحلة الانتخابات القادمة، وقطع نصر الدين بدعم سياسة الوالي وتوقع أن يقدم للولاية الكثير، وأضاف (دعونا نتفاءل ونترك التشاؤم).

على خلفية التشكيل

حسب التشكيل الجديد لحكومة الولاية الشمالية، فقد اجرى والي الولاية تعديلاً محدوداً في مناصب الوزراء والمعتمدين مع استحداث منصب جديد هو المجلس الأعلى للبيئة والسياحة.

ففي حلفا غادر المقدم هاني شلبي الى سكنات الجمارك، وحل العميد مبارك شمت ليحمل صفة معتمد مروي السابق، ومعتمد البرقيق الأسبق بالإضافة إلى معتمد وادي حلفا الحالي، وينظر له كثيرون لمواصلة الإنجازات بحسب المواقع التي تقلدها، أما في دلقو فقد جاء محمد أحمد النضيف وهو مختص بالسدود، الذي جاء خلفاً لفتح الرحمن تامراب والذي ذهب معتمداً لمحلية مروي، أما محلية البرقيق الإبقاء على أمير فتحي في موقعه، أما في دنقلا فقد خرج الجنرال أحمد أبوزيد كما هو متوقع حسب رغبة رئيس الجهاز العام للأمن والمخابرات، وحل محله حمدي فقيري وهو رجل متميز ويملك خبرات كبيرة، أما في القولد فقد تم الابقاء على الأمير الجداوي معتمداً عليها رغم الفشل الذي لازم فترة حكمه طيلة عامين ونصف، أما في محلية الدبة فقد دخلها زهير صلاح الدين من بوابة الفن والثقافة ،خلفًا لعبد الكريم عبد الرحمن الذي ترقى لمنصب وزير التخطيط العمراني، فيما تبادل وزيرا الصحة والتخطيط العمراني المواقع فتم إسناد الصحة لعوض الخير عبد الرحمن وأسند الاستثمار لعبد الرؤوف قرناص وزير الصحة السابق. أما وزاره المالية فتم إسنادها لحسن سليمان محمد علي، فيما أسندت معتمدية الرئاسة للقيادي بالوطني راشد همت.

الخرطوم: محمد أحمد الكباشي
صحيفة الصيحة.