القهوة الحبشية جلسة اجتماعية وبرلمان عائلي يحرص عليه الإثيوبيون
مجرد أن تسجل زيارة لواحدة من العوائل الإثيوبية أو تذهب إلى أي من المقاهي التي يشرف عليها الإثيوبيون في أي مكان في العالم لابد أن يتم
استضافتك على جلسة خاصة لشرب القهوة على الطريقة والطقوس الحبشية ومن بعد أن تقابل بالترحاب الإثيوبي الخاص تقدم لك الدعوة مباشرة لشرب القهوة في جلسة خاصة يتوسطها صندوق القهوة الخشبي بشكله المميز، حيث حرص الإثيوبيون لأخذ هذا الصندوق معهم إلى أي مكان يذهبون إليه وبملحقاته المختلفة ,
طقوسها تبدأ منذ الصباح الباكر
{ وللتعرف على طقوس جلسة القهوة عند الشعب الإثيوبي كانت بدايتنا مع أحد أعضاء الجالية الإثيوبية الشاب “محمد أول” والذي التقيناه بنادي الجالية الإثيوبية المجاور للسفارة الإثيوبية، حيث أكد لنا بأن شرب أو تناول القهوة عندهم في إثيوبيا من الأشياء اليومية المهمة في كل دار ويطلق عليها (البونة) وشربها يعتبر تقليداً يومياً لكل الأسر الإثيوبية وتبدأ طقوسها منذ الصباح الباكر حيث يتحلق جميع أفراد الأسرة حول الصندوق الخاص بوضع القهوة بعد تحضيرها حيث ترص عليه (الفناجين) بطريقة مرتبة ومن المهم أن يختار مكان الجلسة في مساحة واسعة مثل الحوش عندكم هنا، ويا حبذا أن كان في حديقة أو مزرعة أو أي مكان به زراعة وحتى أن أقيمت الجلسة داخل غرف المنزل لابد من نثر الحشائش الخضراء في المكان والاستعداد لشرب القهوة وحتى يكتمل المزاج لابد أن يحرص الجميع على الصمت والسكون أو الحديث الهامس إلى أن تنتهي الجلسة ويتفرق الجميع كل إلى مكان عمله.
تمرير رائحة البن على كل الجالسين
السيدة “سميرة” تخصصت في بيع القهوة والشاي ومتخصصة في صنع القهوة عندما طلبنا منها أن تشرح لنا طريقتهم في تحضير القهوة، قالت إن تحضير القهوة وإعدادها يمر بمراحل عديدة وطقوس تبدأ بتهيئة المكان وتجهيز أواني القهوة وتنظيفها جيداً، ثم إطلاق البخور لتهيئة أجواء مناسبة لشرب القهوة، وبعد ذلك يحضر الفشار، وهناك عندنا في إثيوبيا نحرص على تقديم القمح المحمص، وبعد تحضير هذه الأشياء تبدأ عملية تسخين الماء الذي تحضر به القهوة في إناء خاص بالقهوة، وغالباً ما يكون مصنوع من الفخار الخاص ويُسمى (جبنة)، ويوضع على نار هادئة ويا حبذا أن كانت نار فحم أو حطب وفي ذات الأثناء يوضع البن على إناء محلي مصنوع من الطين (الفخار) لقليه على ذات النار بحرص شديد حتى لا يحترق البن ويفقد طعمه ونكهته، وأثناء عملية (قلي البن) من المهم تمرير القلية على كل الجالسين حتى يشتموا رائحة البن على أصلها وبها أيضاً يكتمل المزاج وفور الانتهاء من تحميص البن (القلية) والانتباه إلى أن لون البن تحول لونه من الأخضر إلى لون بني غامق بعدها تأتي عملية السحن يدوياً ويوضع البن المسحون على الماء الساخن داخل الـ(جبنة) ويترك على النار ليغلي وبعد ذلك تصب القهوة أو البونة في الفناجين وتقدم للحاضرين في مرات متعددة وإلى أن يحصل الفرد إلى مرحلة الاكتفاء أو إلى مرحلة الكيف.
عامر باشاب
صحيفة المجهر السياسي