(نموت نحن يعني.. وين العدالة يا بشر) .. (البادوبة) .. قرية تتحول إلى ركام بفعل جرافات المحلية ..!!
استنكر مواطنو قرية البادوبة شمال الكلية الحربية بمحلية كرري، الإزالة التي قامت بها المحلية لجزء الجنوبي من القرية ووصفوا بما تم تجاههم بـ(اللأخلاقي)
حيث لم يُسلموا أي إنزارات سابقة وقالوا أنهم تفاجئوا صبيحة الخميس الماضي بسلطات المحلية التي حشدت قوة نظامية ضخمة تقوم بهدم منازلهم التي تجاوزت اعدادها (130) منزل دون مراعاة لظروف الأسر أو مصيرهم، وأعتبر أهالي البادوبة الذين أقتحموا (الجريدة) أمس أن ما تم هو نوع من التشريد، وأوضحوا أن القرية موجودة منذ سبعينات القرن الماضي وبها كل الخدمات من كهرباء وتوصيلات مياه ومدارس ومراكز صحية، قائلين بأن ذات المعتمد الذي كان قد دشن توصيل الكهرباء بالقرية هو نفسه من رافق القوة وقرر الإزالة .
حكى الأهالي الذين كانت كل ملامح الغضب قد ارتسمت على وجوهم أنهم حين أعترضوا على الإزالة وسألوا وكيل النيابة عن القرارات التي تم بموجبها هدم منازلهم أجابهم قائلاً : (أنا جاي بي تعلميات من المعتمد)، وكشفوا بأن السلطات كانت قد قامت منذ شهر بعمل حصر للجزء الذي لم تصله الخدمات بعد ووعدوا بتعويضهم قبل التكسير ولكن لم يتم ذلك بل شملت الإزالة جزءا كبيراً من مساكن وصلتها الخدمات، وشكا الأهالي من تعرضهم لخسائر مادية باهظة تفوق مليارات الجنيهات بإعتبار أن غالبية المنازل مبنية بالطوب الأحمر وجزء منها (مسلح)، أما عن الخسائر المعنوية قال أهالي البادوبة أنها لا تحصى فهم الآن دون مأوى وفقدوا الثقة في الجهات الحكومية .
(في مسلم بسوي كدا) …!!
(نموت نحن يعني.. وين العدالة يا بشر) هكذا صرخ العم سالم فضل الله المكي الذي حكى لـ(الجريدة) بأنه في صباح اليوم المشؤم ـ كما أسماه ـ ذهب الى مستشفى العيون وحين عاد لم يجد منزله، وجد ركام فقط، لم يستوعب هول الصدمة فقط تمت تسوية كل شيء، جهد سنوات ضاع بقرار لم يراعِ أي جانب إنساني، وأوضح قائلاً : (لمن سألت وين عفش منزلي، قالوا لي تعال شيلوا من المحلية، ثلاث أيام ليس لدي سوى الملابس التي أرتديها) وتسأل مستنكراً : (في مسلم بسوي كدا، في دولة محترمة بتعمل لي مواطنينها البسووه ناس المحلية ديل) . العم فضل الله قال أن لديهم مستندات وأواق صادرة من المحلية ومن اللجنة الشعبية تثبت مكليتهم للبيوت وأن قرار الإزالة ظالم مشيراً الى ان كل الجهات التي ذهبوا اليها لمناصرة كانت تقابلهم بإستفزاز غريب ولم تقف أي جهة حكومية معهم وهم الآن في حيرة من أمرهم ولا يدرون الى من يلجأون .
اما المواطن عمر عبدالكريم عباس أشار إلى أنهم كانوا قد ذهبوا الى وحدة تحقيقات الفساد حين علموا قبل فترة بنية المحلية بإزالة القرية، وشرحوا لهم الوضع وتعهد لهم المسؤولون هناك بمتابعة القضية وكتبوا لهم خطاب لمكتب الوالي، وطالبوا منهم الإتصال برقم الخط الساخن في حالة حدوث أي شيء ولكن كل ذلك لم يمنع كل من إزالة منازلهم. أكدوا كذلك أنهم قابلوا نائب الدائرة فقام بتوجيهم الى رئيس المجلس التشريعي محمد الشيخ مدني الذي جلس معهم وأوضح لهم أن الإزالة أن تمت ستكون في حدود المنازل التي لم تصلها الكهرباء والخدمات فقط .
مناشدة وتصعيد ..!!
الأهالي قالوا أن الأراضي محل النزاع يدعي بعض سكان المنطقة المجاورة تبعيتها، وكانت هنالك تجاذبات كثيرة وتم الوصول الى إتفاق ووضعت خرطة في العام 2005م وتم على ضوءها في العام 2017م إزالة كل الأراضي خارج هذه الاتفاقية لكن الآن صدموا حين رأوا جرفات الحكومة وهي تدك منازلهم التي شيدت منذ السبعينات والثمانيات. تحدث مواطنو (البادوبة) عن أوضاع مأساوية يعشوها الآن فهم في العراء وأبناءهم تخلفوا عن المدارس وأكدوا في نفس الوقت أنهم سيصعدون القضية الى أعلى المستويات وناشدوا رئاسة الجمهورية بالتدخل العاجلة.
الخرطوم: محمد الأقرع
صحيفة الجريدة
الطلم طلمات يوم القيامة ,, والعقاب الدنيوي سيشمل الصالح والطالح.
.
يبدو أن هناك مسئولين في بلادنا :
إما عندهم إعتقاد بأن لهم ضمانات بالمخارجة من عقاب الله عز وجل يوم القيامة ,, عن طريق ولي أو شيخ أو واسطة
,,
أو أنهم غير مؤمنين أصلا بإنه هناك يوم قيامة وحساب عسير وجهنم خالدة إلى الأبد.
,,
لا يمكن لأي إنسان له ذرة من دين أو أخلاق أو هاشمية ساكت ,, يمكن أن تسول له نفسه أن يحطم منازل سكان عزل ,, يدفعون الضرائب والاتاوات للحكومات على مدى عشرات السنين ,, ثم يقوم بجرة قلم بتحطيم ممتلكاتهم بكل عشوائية.
.
أما وكيل النيابة الذي قال أنه تلقى تعليماته من المعتمد,, فلو كان هذا الكلام صحيحا ,, فمعناه أن هذا الشخص لا يفقه حتى اقل متطلبات عمله ,, ويوضح مدى تجطم الوعي والامانة وعدم المسئولية والدرك السحيق الذي وصلنا إليه.
.
حسبنا الله ونعم الوكيل.