أبرز العناوينمنوعات

غادرت الخرطوم للاستقرار في الضعين أسرة قتيل حي الصحافة تروي مأساة الجريمة وألم الرحيل

(غادرنا الخرطوم حتى يلتئم الجرح)، عبارة حزينة خرجت من والد قتيل حي الصحافة أمجد البشير، المقتول غدراً على يد لص – مجهول حتى الآن – في إحدى ليالي الأسبوع قبل الماضي، دفاعاً عن هاتفه، قالها طبيب المختبرات ورائد العمل الإنساني البشير حمدان برهام لـ(السوداني) وهو بصحبة أسرته في بص سفري يجوب فيافي كردفان كان على مشارف مدينة النهود متجهاً إلى الضعين عصر أمس (الثلاثاء)، مغادراً الخرطوم نهائياً (حتى يلتئم الجرح الغائر)، وتجد أسرته مستقراً آمناً بعيداً عن الشقة التي يقيمون فيها بحي الصحافة جنوب الخرطوم، وحتى لا تتجدد آلامهم برؤيتهم لآثار دماء ابنهم أسفل الشقة.

من هو والد القتيل أمجد؟

البشير حمدان برهام (54) عاماً، طبيب مختبرات، مسؤول برنامج العيادات المتحركة التابع لمجلس الرحل بولايات دارفور، يعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات، فضلاً عن اهتمامه بالعمل الإنساني والمجتمعي منذ 30 عاماً، يقيم بولاية شرق دارفور وتمتد أسرته الكبيرة بولاية الخرطوم، البشير له من الأبناء أربعة هم أسامة (27) عاماً خريج هندسة مدنية جامعة الزعيم الأزهري، و صهيبة (24) عاماً خريجة مختبرات طبية جامعة السودان العالمية، يليهما القتيل أمجد (21) عاماً، وآخرهم الطالب بالصف الثامن بمدرسة نور الإسلام الأساسية النموذجية بالصحافة مصعب (14) عاماً.

أمجد والإنسانية!

القتيل أمجد البالغ من العمر (21) عاماً، يدرس بجامعة السودان العالمية المستوى الثاني هندسة كهرباء، (حسب والده)، فأمجد كان ذا خلق ودين محب للخير، لم يسبق له أن جلب (مشكلة) لأسرته أو كان طرفاً في شجار، كان يجيد العلاقات الاجتماعية، ويقدس الصداقات، تأكيداً لهذا فإنه كان قبل الحادثة بأيام في مدينة كوستي مشاركاً في مناسبة زواج شقيق صديقه، فضلاً عن عمله في المجال الإنساني لفترات طويلة بدأها بالعمل في مجال مكافحة البلهارسيا متطوعاً وبرنامج التحصين الموسع بولاية شرق دار فور.

مغادرة حزينة!

والد أمجد تحدث لـ(السوداني) عبر الهاتف بصوت منخفض حتى لا يضايق جيرانه داخل بص سياحي يقله برفقة أسرته إلى الضعين للاستقرار هناك، وقال : لا أذيعك سراً يا ابني نحن الآن داخل بص سفري بالقرب من النهود في طريقنا إلى الضعين، (أخلينا الشقة في الخرطوم التي نستأجرها منذ أربع سنوات وقررنا الاستقرار بالضعين حتى يلتئم الجرح الغائر) جرح فقدنا لابننا أمجد، والدته لا تقوى على العيش في الشقة وبقية إخوانه، لذلك قررنا الابتعاد عنها، والعيش في الضعين وهي المكان الذي أعمل فيه، رغم حزننا على فراق الجيران وتمسك أسرة مدرسة نور الهدى باستمرار ابني مصعب لأنه من المتفوقين لكننا قررنا أن نذهب.

الوداع!

البشير والد القتيل يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن ابنه كان قد زاره بولاية شرق دارفور قبل شهر من الحادثة، قضى معه أياماً مرحة كان على غير عادته حتى لحظة مغادرته، كان وداعه مختلفاً عن كل وداع، أمجد ودعنا بطريقة وكأنه يشعر أنها آخر اللقاءات بيننا، تذكرتها حين علمت بنبأ وفاته ومرّ عليّ شريط لحظات وداعه وقلت إنه فعلاً كان الوداع الأخير.
يضيف نحن راضون تمام الرضاء عن أمجد ونحسبه شهيداً بإذن الله لأنه مات دفاعاً عن ماله، وهو معروف عنه الخلق النبيل والشجاعة منذ صغره ولم يسبق أن اشتكى منه أحد أو أتانا بمشكلة، فهو كائن يجيد العلاقات الاجتماعية، ويقدس الصداقات.

عودة لليوم الأسود!

طبيب المختبرات البشير حمدان يروي تفاصيل الحادثة للصحيفة بقوله إن أسرتي الصغيرة تقيم في شقة بحي الصحافة مربع (41)، في الطابق الثالث، وأنا أعمل بمدينة الضعين، كان يوم الأربعاء قبل الماضي قد عاد أمجد ووجد المياه غير متوفرة، ونسبة لوجود (الموتور) قرب بوابة مدخل العمارة نزل لتشغيله، وكعادته يجلس مع بعض أصدقائه على (مسطبة) العمارة، إلا أن ذلك اليوم كان لوحده، جلس وظل ممسكاً بهاتفه، بالمقابل كان هناك شخص يقف على بعد مسافة منه، وقوفه كان مريباً وملفتاً لنظر المارة، لكن أمجد لم ينتبه له، الشخص المريب هاجم ابني محاولاً نهب هاتفه، إلا أنه لم يستطع نظراً للمقاومة الشرسة التي أبداها ابني بدليل أن الهاتف عثر عليه محطماً بجوار ابني المصاب في تلك اللحظة، شقيقه أسامة سمع صوت يناديه وهو كان بالشقة نزل مسرعاً وهو يحاول الاتصال على هاتف أمجد حتى وصل ووجد شقيقه مضرجاً بدمائه، على الأرض، لم يفعل شيئاً سوى الإسراع به إلى مستشفى الفؤاد لإسعافه لكن أقدار الله كانت نافذة، وأضاف أن التقرير الجنائي أكد أن هناك مقاومة شرسة أو عراكاً قوياً بين الطرفين بدليل أن الجاني سدد طعنتين خفيفتين لابني لم تثنيه عن التخلي عن هاتفه فسدد له طعنة ثالثة اخترقت القفص الصدري ووصلت القلب.
والد القتيل يسترسل قائلاً إن مكان الحادثة كان يشهد اكتظاظاً لسيارات تقف في صف الجازولين بالمقابل كان هناك شرطي يعمل على حراسة مطعم للأسماك قريب من المنزل هذا الشرطي قال إنه رأى الجاني من الخلف، وحاول توقيفه لكنه لم ينجح.

دور الشرطة والأهل!

يختم والد قتيل حي الصحافة حديثه لـ(السوداني) إن شرطة ولاية الخرطوم أولت الحادثة اهتماماً كبيراً خصوصاً شرطة قسم السوق المحلي فهي أجرت بحثاً مطولاً ولا زالت تتبع وترصد المعلومات وأنا كلي ثقة في أنها ستلقي القبض على الجاني عاجلاً أم آجلاً، فضلاً عن ثقتنا الكبيرة في المباحث المركزية التي تولت التحقيق في الحادثة،

الخرطوم : محمد أزهري
صحيفة السوداني.

‫3 تعليقات

  1. لا حولة ولا قوة الا باللة

    الحرامى معروف والقاتل معروف
    بس وين نلاقى شرطى محترف يجبو فى دقائق
    كل حرامية البلد معرووووووفين؟؟؟

  2. لا حول ولا قوة إلا بالله. ..نسأل الله للفقيد الرحمه ولأسرته وعشيرته الصبر والثبات. …ثقتنا بعد الله كبيرة جدا ولا يحدها حد في الشرطة والمباحث للقبض علي الجاني في أسرع وإقامة القصاص عليه حتي تهدأ نفوسنا ونفوس أهله المكلومين. …..

  3. اللهم ارحم الفقيد و اغفر له و عوضه عن شبابه جنات تجري من تحتها الانهار و انزل الصبر و حسن العزاء على والديه و اهله ..
    لكن:
    السرقة و النهب تتم علنا و نهارا و في الشارع العام … القتل علنا و نهارا في الشارع العام … الاغتصاب و ممارسة الرذيلة علنا و نهارا و في الشارع العام
    اين جحافل الشرطة و النظام العام و الامن الذي ينفق عليه 80% من مال البلد؟
    اين ” الامن و الامان” الذين يتحدث عنهما جماعة الحكومة و جدادهم الالكتروني؟
    اين ” الشريعة” التي لم نر منها الا الضريبة المفروضة لدعم الشريعة!