التفاصيل الكاملة لإحباط تهريب (800) كيلو هيروين بالبحر الأحمر
على الرغم من الإجراءات الامنية المكثفة والانتشار المكثف للسلطات الامنية والشرطية السودانية على سواحل البحر الاحمر، الا انه يبدو ان مافيا المخدرات العالمية اتجهت لتهريب الهيروين الى السودان ومنه الى مصر، وتنتمي تلك المافيا لعناصر الحوثيين باليمن وحزب الله وتعتمد فى تمويل عملياتها على عوائد تجارة الهيروين باعتبارها مصدر الدخل الوحيد لا سيما وان سعر الكيلو من الهيروين وصل عالمياً الى (450) الف دولار ..
تمكنت قوات الامن البحري بولاية البحر الاحمر من ضبط كميات من مخدر الهيروين بلغت (800) كيلو معبأة داخل (782) كيسا، وكانت معلومات قد توافرت لدى أمن البحرية تفيد ان كميات من الهيروين في طريقها الى داخل البلاد عبر مراكب صيد يمنية. واشارت المعلومات الواردة الى إسراع القوات الى المنطقة المحددة إلا انها لم تعثر على القوارب التى قامت بإحضارها ولكنها عثرت على الكميات المذكورة مدفونة بمنطقة تقع جنوب منتجع معروف بوادي عروس .
معلومات وردت
تواردت معلومات لدى الامن البحري بولاية البحر الاحمر تفيد ان قوارب صيد احضرت كميات من الهيروين ولكنها لم تصل المياه الاقليمية السودانية ولكنها تقصد بتلك الشحنات السودان، ليتم تشكيل قوات للبحث والتحريات حيث تم تمشيط المنطقة المحيطة بالساحل وعند نقطة تقع غرب طريق الاسفلت بوادي عروس تمكنت القوات من ضبط الكميات المذكورة مدفونة في الرمال ويبدو ان المتهمين بإحضارها كانوا بصدد تهريبها الى مصر عن طريق حلايب، ولم يعثر على اى متهم او شخص له صلة بتلك الشحنة .
علامات الثراء
تشير المعلومات الواردة الى ان هنالك عمليات تهريب هيروين ونشاط مكثف في مجال الهيروين تحديداً ، بدأت تغزو مدينة بورتسودان، فى وقت بدأت تظهر فيه علامات الثراء بين بعض الشباب. واشارت المعلومات الواردة الى ان مراكب صيد يمنية هي التي تقوم بإحضار تلك الكميات من الهيروين حيث تأتي الكميات من منطقة الحديدة باليمن وغيرها من المناطق، ويأتي الهيروين من مدن حدودية ايرانية وايضاً من مناطق تقع تحت سيطرة حزب الله ومنها يتم ترحيله عبر قوارب صيد الى جزر تنتشر شمال وجنوب مدينة بورتسودان دون ان تدخل المياه الإقليمية السودانية .
تعاون صيادين
وفى كل مرة تقوم عناصر المافيا بتمويه عملياتها وتغير أساليبها بل وتغير حتى جزرها التى تنطلق منها الى السودان. واتضح ان تلك المافيا تعاونت مع بعض الصيادين السودانيين أو اصحاب قوارب صيد ، خاصة فى الفترة التى تشهد ركوداً فى عمليات صيد الأسماك. وعملت على تحفيزهم فى عمليات نقل الهيروين من تلك الجزر الى داخل الاراضي السودانية عبر قوارب سودانية، حيث يتم نقل البضاعة الى السواحل السودانية وهنالك فى حال وصول البضاعة ليلاً يتم تحميلها فى المركبات المغادرة الى حلايب ومنها الى القاهرة حيث يتم تهريب الهيروين ليلاً، اما في حال وصول الشحنات الى السواحل السودانية خلال ساعات النهار او الصباح، فهنا سيتم اتباع إحدى الطرق.
مركبات التهريب
ويتم دفن تلك الكميات فى المنطقة الساحلية على الطريق المؤدي الى حلايب لسهولة تحميلها مساء بجانب ان تحركات المركبات فى تلك المناطق الخلوية التي يقطنها البدو، نهاراً يعتبر منظراً غير مألوف ومثير للشبهات، اما في حال تكون الكميات الواردة بسيطة يتم نقلها الى داخل بورتسودان حيث يتم اخفاؤها الى ان تأتى شحنات اخرى ويتم شحنها مع بعضها بحيث تكون شحنتها مساوية لشحنة نقل العربة البوكس،ثم تهرب الى مصر. وتلاحظ ان مهربي الهيروين يقومون بتهريبه بالعربات البوكس تحديداً البوكس دبل كاب 2018م او البوكس موديل 2005م حيث يستغل النوعان من المركبات فى عمليات التهريب دون أسباب واضحة .
تكاليف الترحيل
تبلغ تكلفة ترحيل الكيلو من الهيروين من السواحل اليمنية وحتى منطقة حلايب نحو (7)آلاف دولار وهو مبلغ محفز بالنسبة للمرحلين الذين يقومون بترحيله، الامر الذي جعل بعض الصيادين يتركون مهنة الصيد ويتجهون لترحيل الهيروين ، اضف الى ذلك ان مافيا المخدرات تسعى لاستقطاب مرحلين من المنطقة الواقعة شمال بورتسودان لمعرفتهم الجيدة بالطرق التي ستمكنهم من الوصول الى حلايب دون السقوط في قبضة السلطات الأمنية السودانية .
لماذا السودان؟
لعل أبرز وأهم الأسباب التى جعلت مافيا المخدرات تتجه أنظارها الى السودان هي ان السواحل السودانية تعتبر اقرب السواحل لليمن، حيث يصل القارب عقب خروجه من السواحل اليمنية الى السواحل السودانية في (6) ساعات ويتخذ من إحدى الجزر مقراً له وهنالك تكون في انتظاره القوارب السودانية ويتم نقل الحمولة على متنها ويتم تزويد القوارب اليمنية بالوقود والمؤن وبعدها تعود القوارب السودانية محملة بالهيروين الى الساحل، وتشير المعلومات الواردة الى ان مافيا المخدرات أعدت العدة لاستغلال فترة رأس السنة في تهريب كميات كبيرة من الهيروين الى داخل الاراضي السودانية ومنها الى مصر عبر مثلث حلايب .
تبادل منافع
بعد ان اكتشفت الأذرع العاملة فى مجال ترحيل الهيروين وتهريبه من والى القاهرة ان تلك العمليات مربحة وسهلة اتجهت لتهريب الحبوب المخدرة (الكبتاجون والترامادول) تهريباً عكسياً بمعنى ان الهيروين يهرب الى مصر ويتم تهريب الحبوب المخدرة من مصر الى اليمن وتسلك ذات الطرق التي يسلكها الهيروين ويحملها المرحلون السودانيون بالقوارب ويسلمونها الى القوارب اليمنية ضمن المؤن وتلك بدورها توصلها الى منطقة الحرب الدائرة حيث يتم ترويجها وسط الجنود لتعاطيها .
حس أمني
تتمتع تلك المافيا العالمية بحس امني عالٍ جداً حيث تغير موقعها وفي كل مرة تنطلق من جزيرة مختلفة ليصعب تعقبها ومراقبتها، ولعل ابرز تلك الجزر التي تستغل فى عمليات التهريب جزيرة (قراراويت) وغيرها من الجزر المنتشرة والتي يفوق عددها (120) جزيرة تنتشر شمالاً وجنوباً ، كما تلاحظ ان تلك المافيا تقوم بتغليف الهيروين تغليفاً عالي الدقة يمنع تسلل الرطوبة اليه رغم انه يرحل من والى مناطق ترتفع فيها نسبة الرطوبة ولكنه يصل سالماً ودون ان يتعرض الى الرطوبة .
اختفاء معروضات
قبل هذه الكمية بيومين وردت معلومات بدخول كميات قد تصل الى (25) كيلو هيروين وبذات الطريقة إلا انه لم يعثر لها على اثر فربما أعيد تهريبها الى دولة مصر مباشرة وسبقتها ايضاً شحنة اخرى يعتقد بعبورها الحدود السودانية ، ويذكر ان قوارب صيد يمنية ضبطت اثناء تهريب (448) كيساً من الهيروين بذات الطريقة وبذات المنطقة والقي القبض عليهم وادانتهم المحكمة وأصدرت فى مواجهتهم حكماً بالإعدام واثناء جلسات المحاكمة اكتشفت القوة التي نفذت الضبطية اختفاء (2) كيس من الهيروين وان المعروضات التي وصلت المحكمة كانت (446) كيساً فقامت بإخطار قاضي محكمة بورتسودان والذي بدوره وجه الشرطة بإحضار الكيسين المفقودين. وفى السياق تم تدوين بلاغ باختفاء معروضات وشكلت الشرطة مجلس تحقيق فى مواجهة مسئول مخزن المعروضات وتم إيقافه وحبسه وسيتم تقديمه للمحاكمة خلال الأيام القادمة .
ثلاثة أضعاف
الجدير بالذكر ان الهيروين المضبوط هو من النوع الخام وانه عقب معالجته فانه ينتج (3) أضعاف الكمية، ويصل سعر الكيلو منه الى (450) الف دولار ، وفي السياق اكد مدير أمن ولاية البحر الأحمر العميد عبدالعزيز سعيد جاهزية قواته واستعدادها التام لحماية المجتمع من ضعاف النفوس ولكل من تسول له نفسه المساس بمستقبل البلاد واستهداف طاقات الشباب، مشيراً الى ان هذه الضبطية عند معالجتها تعادل ثلاثة أضعاف الكمية المضبوطة، وهي الضبطية الثالثة من نوعها خلال الفترة الماضية، لافتاً لاكتمال الدائرة الأمنية بالولاية بالتنسيق بين الجهات ذات الصلة التي أسهمت في توالي الإنجازات، ومن جهته ثمن مدير شرطة الولاية اللواء محمد موسى عمر جهود جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالولاية على هذا العمل الكبير في ظل تنسيق وتكامل الأدوار بين الشرطة والجهاز والشراكة الإستراتيجية في مكافحة المخدرات وكل مايستهدف الوطن من جرائم دخيلة على المجتمع السوداني. واشاد سيادته بالدور الكبير الذي تضطلع به إدارة مكافحة المخدرات.
*الى ذلك أشاد والي البحرالاحمر الأستاذ الهادي محمد علي بهذا الانجاز الكبير الذي حققه جهاز الأمن والمخابرات الوطني بولاية البحرالاحمر، ليؤكد أن هناك عيونا ساهرة وإيادٍ أمينة تعمل ليل نهار من أجل امن وسلامة الوطن وسد الثغور. وأضاف أن السودان يعد دولة معبر..مشيراً للاحترافية الكبيرة والعمل الاستخباري والعملياتي المميز الذي قام به الجهاز ممثلاً في ادارة الأمن البحري لاعتبار خطورة العملية على امننا الاقتصادي والاجتماعي..مؤكداً أن ولاية البحر الأحمر تظل ثغر السودان الباسم وبوابته العصية لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد، مجدداً سعادته بهذا الإنجاز وتحفيزه للقوة التي أنجزت المهمة بكل احترافية معنوياً ومادياً من أجل مزيد من الجهود والعطاء في سبيل حماية الوطن وسلامة مواطنيه.
هاجر سليمان
صحيفة الانتباهه.