بالرغم من ارتفاع أسعارهما: (الطلح والشاف) .. إقبالٌ على غير العادة ..!!

أعلنت الحكومة خلال فترة سابقة انطلاق مشروع منع وقطع الأشجار وأمر السُّلطات بمُعاقبة كل من يعتدي على الغابات، جاء ذلك القرار بعد الزحف الصحراوي الذي شَهدته عددٌ من المناطق الزراعية بسبب القطع الجائر للأشجار.
في الوقت الذي كان فيه بعض النساء ببعض المُدن والقُرى يقبلون وبصُورةٍ مُكثّفة على شراء (الشاف والطلح) من الأماكن المُخصّصة لبيعهما في الزرائب، ويتزامن ذلك الإقبال مع فصل الخريف ما جعل أسعاره تقفز عالياً بعد أن كانت مُعتدلة لحدٍّ ما.
(كوكتيل) قامت بجولة داخل عددٍ من الزرائب في منطقة الخرطوم والتقت بعددٍ من أصحابها وبعض الزبائن لمعرفة سر الإقبال الشديد على (الشاف والطلح) وارتفاع أسعاره مُؤخّراً.. لنُتابع ماذا قالوا:-

ابتدر الحديث العم عوض الكريم النور صاحب زريبة وسط الخرطوم قائلاً: (يُعتبر الطلح والشاف من المُتطلبات الضرورية لدى بعض النساء اللائي يحرصن على شرائها لاستخدامات مُتعدِّدة ومُختلفة من بينها “الشّاف والهبيل” الذي يستخدم لعلاج داء الرطوبة من الجنسين، فهو يُخفِّف الكثير من الآلام، بجانب الطلح الذي تزيد نسبة الإقبال عليه لدى البعض تحديداً فترة الخريف لطرد البعوض بإشعاله لأنّ دخانه “مُـرٌ” ويُساعد كثيراً في قَتل البعوض، إلا أنّ زيادة سريعة طرأت على أسعاره نسبةً لمنع قطع أشجاره).

انتقلت إلى زريبة أُخرى في ذات المنطقة والتقيت بالتاجر محمد الطاهر الذي قال: (طبعاً الطلب على شراء الشاف ازداد أكثر من السابق لاستخدام الغالبية العظمى من نساء السودان له، لأنّ له جوانب علاجية طبيعية مُختلفة ما جعل البعض يلجأ إليه، كذلك الطلح يُعتبر الأكثر مطلباً ولكننا أصبحننا نُعاني من قلّته وارتفاع أسعاره بسبب منع الحكومة للقطع الجائر لأشجار الهشاب والطلح لأنّهما يُساهمان في اقتصاد البلاد).
من جانبها، قالت الحاجة فتحية إنها مُستاءة للارتفاع الجنوني لأسعار (الطلح والشاف) بالرغم من كثرة استخدامه في فترة الشتاء، بجانب استخدامها له في تَخفيف حِدّة آلام الرطوبة التي تُعاني منها قائلةً: (ارتفع السعر وآثار الخريف ما زالت باقية ودائماً ما يكون استخدامنا له أكثر عند انتشار البعوض، ولكن على ما يبدو أنّ الإنتاج قلّ).

وعضدت حديثها المُوظّفة رانية مصطفى بأنهن كنساء تظل حوجتهن واستخداماتهن باقية لـ(الطلح والشاف) باعتباره أحد العناصر المُكمّلة لزينتهن، وأنّ ارتفاع الأسعار ربما يُؤثِّر عليهن بعض الشئ، إلا أنّهن لا يفرِّطن فيه على الإطلاق على أمل أن تنخفض أسعارهما بمرور الوقت.

الخرطوم: محاسن
صحيفة السوداني