مدير الموانئ بعد إقالته: توقعت انتقام إيلا

أين مصلحة الوطن في العداوات الشخصية لرجال الدولة ؟!! إبان فترتك الأولى كانت الشركة الفلبينية تقوم بتشغيل الميناء الجنوبي إسمياً فقط دون أن تسهم بأي تطوير أو صيانة أو أي إجراء يؤدي إلى رفع معدلات المناولة وتحسين الخدمات وقد حدث تكدس للحاويات أكثر من مرة وإستمر رتابة المناولة وبطئها حتى إنتهى العقد وخرجت من الباب غانمة ثم فوجئنا بها تدخل من الشباك وتتفوق على عمالة شركات المناولة وتحوز على عقد الإسناد لمدة عشرين عاماً في الميناء اليتيم في هذا الوطن المنكوب في طبخة لم يستطع رئيس الوزراء السابق سبر أغوارها سوى أنها جلبت دراهم معدودة لخزينته الخاوية وهي لاتسمن ولاتغني من جوع . من ناحية أخرى كان من المخطط إنشاء ميناء مستقل لصادر الماشية بدلاً من تشارك البهائم والبشر في السفر من ميناء سواكن ، وتم تنفيذ الرصيف فقط وقام الجنرال رئيس الوزراء الأسبق بإفتتاح الميناء المتمثل في الرصيف فقط !! ورغم وجود إجراءات وإشتراطات إلزامية متبعة في صادر المواشي الحية كبقائها في المحاجر البيطرية لمدة معينة ونظراً لتجاهل تلك الاشتراطات كانت النتيجة هلاك نصف صادر الماشية في عرض البحر وإعادة النصف الآخر من موانيء الدول المستوردة ليست مرة ولا مرتين بل في كل مرة . أما ميناء البشر فليس أفضل حالاً من ميناء البهائم ، يعاني المسافرون أشد المعاناة من سوء الخدمات ورداءة المكان وعبوس المسئولين عن ميناء الركاب في سواكن خاصة في المواسم ، وإبان العودة القسرية للمغتربين من السعودية كان كل كلام المسئولين عن الاستعدادات والتجهيزات والتسهيلات ولم يغفلوا حتى عن توفير الخدمة وسبل الراحة للعفش المستعمل !! وقد زار الميناء وزراء ومدراء وحديثهم موجود لدى التلفزيون الذي كان يرافق جولة المسئولين إلا أنه من المضحك المبكي أن الكهرباء كانت مقطوعة عن صالة الوصول وكان الناس يتصببون عرقاً كأنهم على صعيد القيامة ، وقال أحد الركاب أنه سافر عبر هذا الميناء قبل ثلاث سنوات وعاد الآن ووجد الوضع أسوأ بكثير مما تركه !! كما قامت هيئة الموانيء بشراء حوض عائم مستهلك من هولندا !!! لا نفهم لماذا يشترى السودان حوض عائم قديم بملايين الدولارات وهو يملك 750 كيلومتر من الشواطيء بدلاً من إنفاق تلك الأموال في إعداد دراسة جدوى لإنشاء ميناء كبير وحديث بنظام (BOT ) لخدمة الوطن وإستيعاب حركة التجارة للدول المجاورة التي لا تملك منافذ بحرية .