تريليون دولار خسارة أميركا في الحرب التجارية
كشف تقرير تجاري أميركي أنه إذا استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لعشر سنوات مقبلة، فإن إجمالي خسائر الاقتصاد الأميركي جراء هذه الحرب ستصل إلى نحو تريليون دولار.
وحذر تقرير صادر عن غرفة التجارة الأميركية من أن استمرار الحرب التجارية الأميركية الصينية وتصاعد وتيرتها حتى العام 2029 ستكلف الولايات المتحدة الكثير، خصوصا فيما يتعلق بتراجع النمو الاقتصادي الأميركي، بحسب ما ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية.
وأفادت الصحيفة أن الدراسة التي أجرتها مجموعة روديوم لصالح غرفة التجارة الأميركية، تضمنت تحليلا للآثار الاقتصادية المترتبة على 3 جولات من فرض الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين حتى الآن، مع تقدير للخسائر على مدى السنوات العشر المقبلة في حال زيادة واشنطن الرسوم الجمركية بحدود 25 في المئة على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وهي النسبة التي تبلغ حاليا 10 في المئة فقط.
ووجدت الدراسة أن زيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ستقلل من إجمالي الناتج المحلي وستؤثر على معدلات البطالة والاستثمارات، كما ستؤدي إلى زيادة أسعار الواردات والصادرات، بالإضافة إلى أن المنتجات الأميركية ستصبح أقل تنافسية وستصبح المنتجات الاستهلاكية أغلى سعرا بالنسبة للمتسوقين الأميركيين.
وبحسب الدراسة، فإنه خلال السنوات الخمس المقبلة على تطبيق الرسوم الجمركية، سينخفض متوسط إجمالي الناتج المحلي الأميركي بما يتراوح بين 64 و91 مليار دولار (0.3-0.5 في المئة).
يشار إلى أن حجم الاقتصاد الأميركي مع نهاية العام الماضي وصل إلى 20 تريليون دولار.
وكانت الولايات المتحدة فرضت في الفترة بين يوليو وأغسطس من العام 2018 تعرفة جمركية بنسبة 25 في المئة على بضائع صينية بقيمة 50 مليار دولار، وفي سبتمبر الماضي، أضافت تعرفة جمركية بنسبة 10 في المئة على بضائع صينية إضافية بقيمة 200 مليار دولار.
وكان متوقعا أن تتم زيادة نسبة العشرة في المئة إلى 25 في المئة بين يناير الماضي ومارس الحالي، غير أنه تم تأجيل هذه الزيادة إلى وقت غير محدد، بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات التجارية الحالية بين البلدين.
وفي المقابل، ردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على منتجات أميركية بقيمة 50 مليار دولار، بالإضافة إلى رسوم جمركية تتراوح بين 5 و10 في المئة على بضائع أميركية أخرى بقيمة 60 مليار دولار.
ويركز تقرير غرفة التجارة الأميركية على الاقتصاد الأميركي بشكل أساسي، لكن تقارير أخرى أشارت إلى أن خسائر الصين قد تكون أكبر، في حال طالت الحرب التجارية بين البلدين.
ووفقا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، فإنه مع زيادة واشنطن الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بنسبة 25 في المئة، فإن رد فعل سوق المال سيكون لها انعكاسات سلبية على ثقة المستهلك ورجال الأعمال، وستؤدي إلى تراجع إجمالي الناتج المحلي الصيني بنسبة 1.6 في المئة، مقارنة بنسبة 0.6 في المئة هي التراجع في إجمالي الناتج المحلي الأميركي.
وتظهر البيانات الرسمية أن حجم التجارة الصينية بدأ يعاني من وطأة حرب الرسوم الجمركية، حيث تراجعت نسبة الصادرات الصينية بحدود 20.7 في المئة في شهر فبراير الماضي، وهو أعلى معدل تراجع منذ 3 سنوات.
سكاي نيوز