(الجياشة) ينافسون (الشفاتة) لخطف قلوب (الكنداكات)
مع شروق شمس الحرية في بلادي الحبيبة عادت كثير من الأغنيات التي حجبها غبار النسيان ولكن سرعان من هبت رياح الثورة لتكشف عنها النقاب من جديد لترددها (كنداكات) ثورة أبريل تعبيراً منهن عن الأفراح والانتصارات التي كان “الجيش” فيها هو صاحب القرار الأخير والحاسم في المواقف “المستعصية”.. أغنيات البنات أو كما تعرف بأغنيات “السباتة” والسيرة وغيرها وهي التي تستلهم وتأتي كحالة تعبيرية للفتيات منذ القدم عن فخرهن وأشواقهن وحتى عن حزنهن، أغنيات تعكس الحالة النفسية التي تخيم عليهن وتتعمق في إحساسهن.
رددت العديد من الأغنيات في ساحات الاعتصام من أمام مبنى القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة رغم لهيب أشعة الشمس اللاذعة التي كانت تغطي كل أرجاء المكان ولكنها كانت برداً وسلاماً على أجسادهن الطاهرة، سويعات بعدها زالت تلك الأشعة وهن يتلقين خبر انتصار “الجيش” وسرعان ما علت أصواتهن وأصبحن يمجدن ويفخرن بـ”الجيش” بأغنياتهن ويشكرن بسالته ووقفته المستمرة حامياً للأرض والوطن ويرددن:
جياشة جياشة وووب علّيا أنا
جياشة والجيش نقلو فتاشة وووب عليا أنا
ده جيشنا جيش القوة وووب عليا أنا
دخل الجبال جوه وووب عليا أنا
كحداثة الثورة ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الصور لضباط أظهروا شجاعة تفوق كل التوقعات وبسالة في ساحات الاعتصام بوقوفهم المستمر مناصرين للشباب ومشاركين لهم أوجاعهم ومطالبهم معلنين تمردهم على تعليمات قيادتهم العسكرية حتى الانتصار، تلك البسالة التي أظهرها هؤلاء الأسود “السمر” حماة الأرض والعرض كانت الشغل الشاغل للفتيات عبر الأسافير والقروبات النسائية المختلفة العديد منها قد تعدى ذلك حتى أصبحت العديد من الصور الجياشة موضوعة “بروفايل” على حساباتهن الشخصية تعبيراً عن إعجابهن الكبير بجنود وضباط الجيش، وبالرجوع لما حدث في ساحة الاعتصام من قبل “كنداكات” الثورة اللائي كن يحملن لوحات مكتوب عليها “سقطت ونعرّس جياشة” يعكس مدى إعجاب الفتيات بوقفة “الجيش”.
وقد دونت الكثير من التعليقات على الصفحات الإسفيرية والقروبات النسائية التي طالبت بالإفراج الفوري عن كل الضباط والجنود المعتقلين في الزنازين، وقد وجهت الكثير من الفتيات اللائي تم اعتقال أقربائهن وأخوانهن برسائل للوقف معهم كرد للجميل الذي قاموا به.
في ساحات الاعتصام وبعد تصدر “الجياشة” المركز الأول في قلوب الفتيات سرعان ما ظهرت لافتات تلوح بالأفق عن عدم قبول الشباب بذلك كرد فعل طبيعي منهم على اختيار “الكنداكات” أبطال الجيش والبعد عن “الثوار” وظهرت اللافتات على شكل المداعبة مكتوب عليها “الكنداكات غشونا” في الساحات قبل أن يسيطر أفراد الجيش على القلوب كانت الفتيات يرددن “حتسقط ونعرّس شفاتة” ولكن سرعان ما انقلب الحال عليهم وأصبحن يرددن “جياشة” وهتافات أخرى مثل:
الجيش جيشنا
ونحن أهلو وبنستاهلو
وبهذه الكلمات كانت الفتيات قد حسمن أمرهن في الاختيارات لفارس أحلامهن ووضعوا “الجياشي” فوق كل الخيارات التي كانت سابقاً لا تقبل التفكير كـ(المغترب، ورجل الأعمال، وسائق البرادو)، فجيش السودان قد حسم الأمر وانتهى.
رصد: ناهد الحاج
الخرطوم (صحيفة الأخبار)