سياسية

القمة الأفريقية.. السودان على الطاولة


تتسارع الأحداث بالبلاد بصورة دراماتيكية هذه الأيام يتخللها شد وجذب من حين إلى آخر، ويعد العالم الخارجي حاضراً في هذه التطورات، حيث انعقدت القمة التشاورية للاتحاد الأفريقي، في القاهرة أمس لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، بحضور رؤساء 8 دول، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي، فيما أفضت القمة إلى تمديد الاتحاد الأفريقي المهلة للمجلس الانتقالي السوداني من (١٥) يوماً لـ(٣) أشهر لتسليم السُلطة لحكومة انتقالية.

معالجة الأوضاع
ودعا بيان مشترك صدر عن القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للبلاد، مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إلى أن يمدد الجدول الزمني الممنوح للسُلطة السودانية لمدة ثلاثة أشهر من أجل انتقال سلمي للحُكم، وقال البيان إنه في ضوء الإحاطة التي قدمها موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي حول زيارته الأخيرة للسودان، أقرت الدول المشاركة بالحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف السودانية لتنفيذ تلك الإجراءات (تسليم السُلطة).
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قال في بيان في 15 أبريل أنه إذا لم يسلم المجلس العسكري السلطة للمدنيين ضمن المهلة المحددة، فسيعلق الاتحاد الأفريقي مشاركة السودان في كافة أنشطته إلى حين عودة النظام الدستوري.
وشددت الدول المشاركة على أن هناك حاجة عاجلة لقيام السلطات السودانية والقوى السياسية السودانية بالعمل معا بحسن نية لمعالجة الأوضاع الحالية في السودان وسرعة استعادة النظام الدستوري وإرساء نظام ديمقراطي شامل، وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الشاملة .

خيارات الشعب

أمام رؤساء تشاد وجيبوتي ورواندا والكونغو والصومال وجنوب أفريقيا ومستشار رئيس جنوب السودان، إضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، جدد الرئيس المصري، والرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي عبد الفتاح السيسي، دعم بلاده الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحُرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق عليه، وأثنى على السلوك المتحضر والسلمي للسودانيين الذين أثبتوا قدرتهم على التعبير عن إرادتهم وطموحاتهم في التغيير والتحول الديمقراطي القائم على سيادة القانون ومبادئ الحرية.
وقال الرئيس المصري إن القمة الأفريقية المصغرة منحت المجلس العسكري في السودان مزيدا من الوقت لإقامة نظام ديمقراطي، وأضاف أن الاجتماع يهدف إلى بحث التطورات المتلاحقة في السودان ومساندة جهود الشعب السوداني لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل.
فترة حرجة
ولفت السيسي إلى الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والمدنية السودانية للتوصل إلى وفاق وطني يمكنه من تجاوز هذه الفترة الحرجة وتحدياتها لتحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، ومن أجل الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبه وعلى المنطقة برمتها،
وأكد رئيس الاتحاد الأفريقي، أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم عن طريق حوار شامل جامع بين القوى السياسية المختلفة في السودان للوصول إلى حل سياسي وتوافقي يحقق تطلعات الشعب السوداني في التغيير والتنمية والاستقرار، ويضع تصورا واضحا لاستحقاقات هذه المرحلة ويقود لانتخابات حُرة ونزيهة مع إتاحة الفرصة الكافية للأطراف السودانية للوفاء باستحقاقات هذه المرحلة، وتابع الرئيس المصري، نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع الإيقاد وكشركاء إقليميين نتطلع إلى تقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني للوصول إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه الشعب السوداني ويستحق”.

الحل الأفريقي

وأشار السيسي، إلى أن ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية لمشاكل دول القارة هو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجهنا، لافتا إلى أن الدول الأفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، وأضاف: (فهي الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها).
وقال رئيس الاتحادي الأفريقي، أن مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه في الاجتماع تأتي عقب زيارته مؤخرا للخرطوم وشرح الجهود التي يبذلها ورؤيته للتعامل مع التطورات على الساحة السودانية، تتيح المجال لبحث سبل معاونة السودان على تخطي هذه المرحلة بثبات، وأضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي إبداء التفهم وتقديم الدعم والمساندة للمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للتحول الديمقراطي السلمي الذي ينشده الشعب السوداني، وشدد على أهمية دور المجتمع الدولي لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار.

تقرير: جاد الرب عبيد
صحيفة اخر لحظة