منوعات

الطلاق في مصر برعاية «السوشيال ميديا»: صفحات و«جروبات» تفشي أسرار البيوت

ثورة تكنولوجية شهدها عام 2006، حينما ظهرت باكورة مواقع التواصل الاجتماعي للجميع، وقت أن اتسع «فيس بوك» ليشمل العالم أجمع، بعد سنتين من خدمة طلاب جامعات «ستانفورد» و«كولومبيا» و«ييل» وتلاميذ المدارس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو نفس الوقت الذي وُلد فيه «تويتر» كذلك.

بطبيعة الحال لم يكن المصريون في معزل عن تلك اللحظات الفارقة من تاريخ البشرية، والتي غيرت مسار حياة الملايين على الكرة الأرضية بتغلغل هذه المواقع في جميع مناحي حياتهم باختلاف جنسياتهم، لكن الوضع محليًا أثار ملحوظة بعينها.

وفق مؤشرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، شهد المجتمع المصري ارتفاعًا كبيرًا في حالات الطلاق والزواج بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فارتفعت حالات الطلاق من 65.5 ألف في 2006 إلى 84.4 ألف في 2008، بينما بلغت حالات ارتفعت حالات الزواج في نفس الفترة من 522.8 ألف إلى 614 ألف حالة.

وارتفعت حالات الطلاق بشكل كبير في 2009، بوصول الرقم إلى 141.5 ألف حالة، فيما سُجلت أعلى المعدلات في 2015، ببلوغ عدد الحالات 199.9 ألف، في المقابل بلغت حالات الزواج 660.1 ألف و969 ألف في نفس العامين على الترتيب.

بالتوقف عند عام 2015 يتضح أن 769.1 ألف أسرة تفككت من واقع الأرقام المذكورة، وعلى المستوى العالمي تصدرت مصر أعلى دول المعمورة في معدلات الطلاق، بـ 149.3 ألف حالة في عام 2010.

بالتزايد الملحوظ في أعداد حالات الطلاق، حسب الاحصائيات الرسمية، بالتزامن مع ارتفاع أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل البعض يربط بين الظاهرتين، من هنا تقول الدكتور شيماء إسماعيل، استشاري العلاقات الأسرية، إن للانفصال أسباب عدة، لكن بالنظر إلى باطن الأمر سيكون مرتبطًا بـ«فيس بوك».

وتضيف «شيماء»، في تصريح لـ«المصري لايت»، أن بعض الأسر يستمتع أفرادها بتصفح مواقع التواصل، ويجعلهم متفاهمين في بعض الأحيان، لكن على النقيض يتسبب في تفرقهم لشعور الزوج بعدم اهتمام زوجته، والعكس في حال عدم تدليله لها.

تحدث من هنا تراكمات في العلاقة بين الزوجين حسب توضيح «شيماء»، وتؤثر بشكل مباشر على الحب والاحتواء والمودة بسبب مواقع التواصل، والتي لها مميزات أخرى إيجابية في حال استعمالها بشكل صحيح.

تشير «شيماء» إلى أن استخدام الأزواج لـ«فيس بوك» قد يصل بهم إلى الخيانة، من خلال استعمال حسابات وهمية وما شابهها، إلى جانب انغماس الثنائي في «الجروبات» التي تناقش أدق تفاصيل حياتهما الشخصية، بالتحديد فيما يخص السيدات: «دي كارثة»، مناشدة الزوجات بضرورة «احترام خصوصيات علاقتها الأسرية».

وتعتبر الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن مواقع التواصل أصبحت واقعًا لن يستطيع أحد صدّه، وتعود أصل المشكلة في الطريقة التي يستعمل بها المصريون «فيس بوك».

وترى أستاذة علم الاجتماع أن بعض الفتيات يلجأن لخداع العامة بمعلوماتها الشخصية خلال «فيس بوك»، والتي بدورها تجذب الشبان في التقدم إليها، ومن ثم لا تدوم علاقتهما التي تنتهي بالانفصال بعد تعارفهما عبر مواقع التواصل، فيما وصفت ظاهرة تناقل أسرار البيوت داخل «الجروبات» بـ«حالة ثرثرة في أوقات الفراغ».

المصري لايت