سر «خطوط» الحمار الوحشي: باحثة قضت 40 عامًا لحل اللغز
نشرت الباحثة أليسون كوب، 85 عاما، أول ورقة أكاديمية لها، تشرح السبب في وجود خطوط على جلد الحمار الوحشي، إذ اكتشفت أنها تساعد في الحفاظ على برودة الحيوان في الشمس الحارقة، واستوحت فكرتها من قصص الكاتب الإنجليزي روديارد كيبلينج.
بعد أكثر من 80 عامًا من البحث، اكتشفت أخيرًا أن الخطوط تتحكم في درجة حرارة الجسم عن طريق إنشاء التيارات الحرارية حيث تمتص السخونة من الجلد، ويحدث ذلك بنمو الشعر الأسود بشكل أكبر من الأبيض الذي يكون مسطحًا، فتظهر الخطوط في هيئتها التي تبدو عليها، مما يعزز عملية التبخر، حسب صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية.
وتقول الباحثة: «منذ قرأت كيف حصل النمر على البقع على جلده في قصص كيبلينج وقت النوم وأنا في الرابعة من عمري تقريبًا، تساءلت عن ماهية خطوط الحمار الوحشي؟».
حاولت «أليسون» مرات عدة قبل 40 عامًا، إلا أن اختباراتها لهذه الفرضية تضمنت مقارنة درجات حرارة الماء في برميل زيت مع طبقات شعرية مختلفة الألوان، ولكن «يبدو لي أن هذه لم تكن تجربة جيدة بما فيه الكفاية، وأردت أن أرى كيف تظهر الخطوط على الحمار الوحشي الحي»، بحسب كلامها.
عاشت «كوب» بضعة سنوات في إفريقيا، وكانت دائمًا ما تشعر بالدهشة إزاء الوقت الذي تقضيه الحمير الوحشية في البرية في حرارة النهار الحارقة، وطالما شعرت أن الخطوط قد تساعدهم على التحكم في درجة حرارتها بطريقة ما، فيما تراوحت نظرياتها بين استخدامها كتمويه ضد الأسود وغيرها من الحيوانات المفترسة إلى تشتيت الذباب، أو حتى جذب الجنس الأخر، وفقًا لـ «ديلي ميرور».
وبناءً على تلك النظريات قامت هي وزوجها «ستفين»، عالِم الحيوان، بتقييم الحمير الوحشية في بيئتها الطبيعية لأول مرة، لدراسة دور الخيوط في التحكم في درجة الحرارة، وتستند النتائج إلى وجود اختلاف بين الخطوط، إذ يزداد عددها مع ارتفاع درجات الحرارة في اليوم، كما اكتشفوا أن الحمير الوحشية لديها قدرة غير متوقعة على رفع الشعر على خطوطها السوداء بينما تظل مثيلتها البيضاء مسطحة.
تقول «كوب»: «عندما تكون الخطوط في درجات حرارة مختلفة يساعد ذلك في نقل الحرارة من الجلد إلى سطح الشعر، وعلى العكس، حينما تكون في نفس درجة الحرارة في الصباح الباكر، ولا توجد حركة هوائية فإن الشعر الأسود يساعد في حبس الهواء لتقليل فقد الحرارة في ذلك الوقت، وهذه المكونات الثلاثة حركات الهواء الحراري والتعرق المدعم ببروتين اللاثيرين ورفع الشعر، تعمل معًا كآلية».
وبعد ما توصلت إليه السيدة «كوب» وزوجها تقول: «بالطبع، هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لجمع الأدلة، وفهم الكيفية التي تساعد بها هذه الخطوط الحمير الوحشية على التحكم في درجة الحرارة، لكنني الآن في الخامسة والثمانين من العمر، وهذا ما يجب أن يفعله الآخرون».
المصري لايت