ثقافة وفنون

«ستموت في العشرين» و«آدم» يتصدران ترشيحات مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

يسدل، مساء اليوم، الستار على الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائى، ويكرم المهرجان الليلة الفنان محمد هنيدى، ويمنحه نجمة الجونة الإبداعية، تقديرا لمشواره الفنى، ومن المقرر أن يكرم المهرجان نجما عالميا قال انتشال التميمى، مدير المهرجان، إنه مفاجأة لن تقل عن تكريم سلفستر ستالونى في دورة العام الماضى.

إيجابيات عديدة حفلت بها الدورة المنقضية، أولها نجاح المهرجان في إعادة الثقة بالسينما الغنائية التي أكدتها الأفلام المصرية التي عرضت في قسم الاختيار الرسمى خارج المسابقة، وهما فيلما «لما بنتولد» للمخرج تامر عزت، وبطولة عمرو عابد وابتهال الصريطى وأمير عيد وبسنت شوقى، حيث لعبت الأغانى دور الراوى والمعلق على الأحداث في أجزاء كثيرة من العمل، وفى أحيان أخرى كانت جزءا منها من خلال الخط الدرامى الذي لعبه أمير عيد وسامح الصريطى وبسنت شوقى في عودة جديدة ومختلفة وبنسخة متطورة تتماشى مع روح العصر للسينما الغنائية.

وإذا كانت السينما المصرية غابت عن سباق الجوائز، إلا أن حضورها في هذه الدورة كان مميزا، حيث استقبل ضيوف المهرجان العرض العالمى الأول أيضا لأول فيلم رسوم متحركة مصرى وعربى استمر إنتاجه وتنفيذه لما يقارب الـ20 عاما، وهو فيلم «الفارس والأميرة» من تأليف وإخراج بشير الديك والمخرج المشارك إبراهيم موسى، والبطولة الصوتية لمحمد هنيدى وعبدالرحمن أبوزهرة ومدحت صالح ودنيا سمير غانم وأمينة رزق ومحمد الدفراوى وسعيد صالح.

لعبت الأغانى أيضا نفس الدور تقريبا في التعليق على الأحداث، واستغلها المخرج في التنقل من حدث إلى آخر، الفيلم مأخوذ عن واقعة تاريخية لفتح العرب لبلاد السندستان بعد نجاح الأمير محمد بن القاسم في غزوها عقب اعتراض حاكمها لسفن التجار العرب وأسر السيدات المرافقات لها.

وفى سباق الجوائز داخل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تشير التوقعات إلى حصول السينما العربية على عدة جوائز في الأفرع السينمائية المختلفة من تمثيل وإخراج وإنتاج، وفى مقدمتها الفيلم السودانى «ستموت في العشرين»، من إخراج أمجد أبوالعلا، والحاصل منذ أسابيع قليلة على جائزة أسد المستقبل من مهرجان فينسيا، الفيلم مأخوذ عن أسطورة شعبية وترصد أحداثه حياة طفل تؤكد نبوءة أحد المشايخ أنه سيموت عندما يبلغ الـ20 عاما، وتدور أحداثه في قرية سودانية، يولد مُزمل، بعد أعوام من الانتظار، ملعونًا بنبوءة الدرويش التي تفيد بموته عند بلوغه سن العشرين، يَكبَر مُزمل، وسط نظرات الشفقة، التي تجعله يشعر بأنه ميت بالفعل، إلى حين ظهور المصور السينمائى سليمان في حياته، يبدأ مُزمل برؤية العالم بشكل مغاير، بعد ما شاهده من تسجيلات عبر جهاز عرض الأفلام السينمائية القديم الخاص بسليمان. لكن وبعد العديد من الانكسارات التي طالته، ومنها افتقاده لأبيه، يبلغ مُزمل عيد ميلاده العشرين، ويواجه حيرته بين اختيار الموت وبين ركوبه الحافلة التي تنقله إلى عالم يتلهف لمعرفته.

الفيلم العربى الثانى المرشح لجوائز الدورة الثالثة المغربى «آدم»، للمخرجة نوران توزانى، وتشير التوقعات إلى حصول العمل على جوائز التمثيل النسائى لبطلتيه نسرين راضى ولبنى أزبال، الفيلم يدور حول عبلة التي تعيش مع ابنتها الصغيرة وردة، وتُدير مخبزًا بسيطًا من منزلها، في مدينة الدار البيضاء المغرب، تطرق سامية، الحامل، الباحثة عن عمل ومأوى، باب عبلة في أحد الأيام، تستضيفها عبلة، رغم حذرها من الغرباء. يشتبك فيلم «آدم» مع المُحرمات المجتمعية في العالم العربى.

انتشال التميمى، مدير المهرجان، أكد أن المهرجان خلال ثلاثة أعوام أصبح المهرجان النموذج، وقال: فهو مهرجان في مدينة، كنت أنا وكثيرين لا نعرف عنها شيئًا، وكبرت لتحظى بمكانة مهمة على خريطة السينما العالمية. هذا لم يكن من الممكن تحقيقه، دون عدد من العناصر عقلية المهندس نجيب ساويرس، الذي يعرف كيف ومتى يبدأ حدثًا عالميًا، والمهندس سميح ساويرس، الذي أسس مدينة مذهلة من الصفر، والذى خطط لهذا المهرجان منذ 26 عامًا، ويعمل الآن على إنشاء «مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة».

وأضاف: هناك أيضًا التناغم بين أعضاء فريق المهرجان، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك للمهرجان، عمرو منسى، ورئيس العمليات والمؤسس المشارك للمهرجان، بشرى رزة، والمدير الفنى للمهرجان أمير رمسيس، وباقى أعضاء الفريق، ما تم تحقيقه في الثلاث سنوات الأخيرة يفوق الخيال، وأعتقد أننى شخصيًا قد تعلمت الكثير من العمل في مهرجان الجونة، حيث أكتسب ثقة أكبر في عملى مع نهاية الدورة الثالثة.

ويعترف التميمى بأن هناك حدودا لما يمكن أن نحققه، وفى كثير من الحالات المال وحده لا يكفى، وواصل: على سبيل المثال، لا يمكننا تأسيس سوق للفيلم في منطقة تشارك بأقل من 1% من صناعة السينما العالمية. وشدد على أنه ومعظم أعضاء الفريق وصلوا لنضج شديد.

المصري اليوم