سياسية

ياسر عرمان يكشف تفاصيل تنشر لأول مرة عن حياته السياسية والأسرية


كشف نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ياسر عرمان تفاصيل جديدة تنشر لأول مرة عن حياته السياسية والأسرية. وكتب عرمان في ذكرى ميلاده الذي وافق الخامس من اكتوبر الجاري مقالاً خص به (الانتباهة أون لاين) استعرض فيه تفاصيل دقيقة، كما كشف عن إسم الشخص الذي منحه الضوء الأخضر للانضمام إلى الحزب الشيوعي رغم أن اللائحة لم تكن تسمح له بذلك لأنه كان دون السن القانونية بحسب قوله.

وتحدث عرمان عن تداعيات انضمامه للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في ما أسماه بـ (موسم الهجرة إلى الجنوب). وسرد ياسر مشاهد قلمية موثرة حول تخوف أمه من الانضمام للحركة الشعبية التي كان يقودها د. جون قرنق. وقال إن أمه حينما علمت بالأمر قالت له: (أحسن الشيوعيين بودوك السجن لكن الجنوبيين بكتلوك).

 

وفي ما يلي تنشر الانتباهة أون لاين نص مقال ياسر عرمان الذي اختار له عنوان: (الحياة معركة عظيمة).

الحياة معركة عظيمة

ياسر عرمان

حينما ولدت فى هذا اليوم الخامس من اكتوبر عام ١٩٦٢م، أمي وأبي تمنيا لي أن أعيش حياة مريحة وأن اجوب الأراضي الباردة، كانت أمي (فاطمة عالم حمد) امرأة عادية تماماً مثل الماء والأرض ومن أديم الأرض جئنا.

حينما بلغت ١٦ عاما تمردت على أمي واخترت طريقاً لا يمر بالأراضى الباردة وانضممت للحزب الشيوعي السودانى، لم يكن قبولي إلى صفوف الحزب ممكناً فى ذلك العمر بنصوص اللائحة ولكن (عبدالحميد علي) (عبدالحميد الدنقلاوي) (عثمان جزيرة) المحترف الثوري العظيم وأحد أهم بناة الحركة التقدمية السودانية أعطى الضوء الأخضر لانضمامى لأسباب جديرة بالحكي فى مناسبة أخرى وسوف أتطرق لها في مقالة أنوي كتابتها بعنوان (الطيب الدابي الشجرة التي كانت وحيدة). وانتهى بي المطاف إلى سجن كوبر مرتين، إحداهما لحوالي عام – مارس ١٩٨٤م – فبراير ١٩٨٥م وخرجت عشية الإنتفاضة. أصاب ذلك أمي وأبي بخيبة أمل واحباط مؤقت لأن (المناضل) في ذمة أسرته مثلما السكران فى ذمة الواعي.

 

عندما بلغت (٢٤) عاما خالفت أمي مرة أخرى وكان العام عاماً من أعوام (موسم الهجرة إلى الجنوب) ولحسن حظي لم يفوتني ذلك الموسم.

كان جيلنا على موعد مع الدكتور جون قرنق دي مابيور وحبه الذي لا ينقضي، وذهبت الي أديس أبابا الموجود بها اليوم وانضممت إلى الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان، كان ذلك خارج السياق والمألوف، وخارج حسابات أمي وأبي وما هو يومي ومعتاد! وحينما أخبرت أمي بنيتى وكنت أختار الكلمات المناسبة قدر المستطاع حتى لا ينكسر قلبها مرة أخرى أدركت أمي بوضوح ما قلته وكانت تتابع اهتمامي اليومي باذاعة الحركة الشعبية لتحرير السودان، سقطت الدموع على خدود أمى الجميلة ولا زلت أذكر ما قالته لي حينها: (أحسن الشيوعيين بودوك السجن لكن الجنوبيين بكتلوك). فأمي كانت تفاضل بين أفضل خياراتي والتي هي في كل الأحوال كارثية بالنسبة لها، كانت صورة الجنوبي فى ذهن أمي التي رسمتها دوائر الدولة واعلامها تساوي كذباً وبهتاناً بين الجنوبي والقتل ولا تفرق بينهما وذهب الجنوب وبقي القتل ولا يزال يسجل ضد مجهول!.

لاحقاً بعد سنوات عديدة حكيت ذلك للدكتور جون قرنق والذي تحدث مع أمي تلفونياً في إحدى المرات، تعرفت أمي لاحقاً على الجنوبيين بداخل السودان وخارجه وتبدلت صورة الجنوبي لديها بل حظيت بأحفاد يتحدثون إحدى اللغات الرئيسية في جنوب السودان. إن العلاقات الإنسانية قابلة للتغيير إلى الأفضل بفعل مجهودات البشر أنفسهم هكذا يعلمنا التاريخ الإنساني.

 

أمي وأبي لم يتخليا عني مطلقاً طوال رحلتي فى الحياة العامة خلال الـ (٤١) عاماً الماضية، حبهما لي غير مشروط وغير مدفوع الثمن وإن حزنت على شئ وواجب لم أؤديه فسيكون ذلك غيابي لمدة (٣٣) عاماً منذ انضمامي للحركة الشعبية ونحن نمر معاً فى رحلة لا يمكن استعادتها مرة أخرى ولكن خياراتنا كانت مثل جذبة الدرويش لا فكاك منها، وأشعر اليوم بالرضا عن تلك الخيارات.

لم نكف عن التمرد ولم يكف أهلنا عن حبنا ورغم أن العالم ملئ بالوجبات السريعة والبورصات وبطاقات الائتمان والتداول المالي السريع ورغم أن الحياة قد أضحت سلعية ومعلبة فى كثير من جوانبها وغالبية الأنظمة السياسية متوحشة ولكن حب الأمهات والآباء لا زال يقاوم وحشة الحياة ويرويها بدفء المشاعر فى وجه التطور المذهل لوسائل التواصل الاجتماعي التي تهدم جدران الخصوصية وتدخل العلاقات الاجتماعية فى فضاء افتراضى يجعل أقوى علاقاتك حبيسة أجهزة ذكية تحملها أينما حللت وتستهلك جل الوقت وتعيد إنتاج مشاعرك وتوجهاتك على نسق جديد.

 

لأن الحياة معركة عظيمة فإنني أشعر بالامتنان لكل الناس الجميلين الذين التقيتهم فى هذا العالم الفسيح وربما لأنني ولدت فى الستينات من القرن الماضي فلا أزال مولعاً بسحرها وأناقة حركاتها الاجتماعية والفكرية وأحلامها الباحثة عن عالم جديد لازال بعيد المنال.

ذات مرة قال الرسول حمزاتوف لكم تمنيت لو كانت حياتي مسودة كتاب لأصححها من جديد، وحينما أصحح معه نسختي من كتابي الخاص لن أصحح تلك الخيارات الآنفة الذكر ولو عاد جون قرنق مرة أخرى للحياة لما تورعت أن أخذ مقعدي فى نفس الرحلة معه وتظل الحياة معركة عظيمة.

الانتباهة


‫8 تعليقات

  1. (عندما بلغت (٢٤) عاما خالفت أمي مرة أخرى ) انت حينها خالفت رب العالمين حينما قتلت بيديك اثنين من اعضء الاتجاه الاسلامي ( بلل و الاقرع ) لماذا لم تذكرهما

  2. عندك فرصة تتوب الى الله عسى ربك ان يغفر لك
    ولكن تأكد أنه لن يكون لك مكان في السودان ولايجب ان تحلم بذلك فانت أبغض إنسان لدى الشعب السوداني وندعو الله ليل نهار ان يجنبنا شرورك ويرد كيدك في نحرك ونسأله أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر

  3. وبعد قتله للطلاب هرب بجسده خوفا من الانتقام وذلک فی العام 1983 ولیس 1985.

  4. كاسر خربان او ياسر عرمان شيوعي ومجرم وعميل وقاتل وملحد وحارب مع الجنوب ومحكوم عليه بالاعدام غيابيا اوسخ من مشى على تراب السودان

  5. تقول لو عاد جون قرنق لاتبعته مرة أخرى كذبت لو عاد الجون قونق لتبرأ منك ومن كل ما قام به فلقد انكشف عنه غطاؤه فبصره اليوم حديد ولكن هيهات هيهات فالحق نفسك لا زالت الفرصة متاحة لك ما لم تغرغر…