حفلة ختان تركي تتحول إلى ديسكو وتثير الغضب
أثار حفل ختان طفل تركي عمره سبع سنوات، في حي مندريس بمدينة أزمير التركية، ردود فعل كبيرة في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، والأوساط المجتمعية والسياسية.
وبدأت القصة من نشر أحد الأشخاص المشاركين في الحفل صوراً وفيديوهات تظهر بعض الفتيات في الحفل، وهن يرقصن الرقص الشرقي بملابس وصفت بالمخلة، وغير المناسبة في مكان عام، وبحضور الأطفال أيضاً.
ودفعت هذه الحادثة المدعي العام في مدينة أزمير التركية، لفتح تحقيق خاص بالواقعة، واستدعاء والدي الطفل وعمّه، إلى قسم شرطة والتحقيق معهم بتهمة عدم الوفاء بالالتزامات الناشئة عن قانون الأسرة و”الأفعال غير المعقولة”.
من جهتها، عبرت دائرة الأسرة الاجتماعية عن عدم رضاها عن تلك المشاهد التي ظهرت فيها الراقصات خلال الحفل، وقالت إنها تعمل على متابعة تطورات القضية عن كثب.
في المقابل، اتخذت الشرطة بعض الإجراءات من أجل العثور على الراقصات ضمن نطاق التحقيق.
ووفقاً لما أوردته صحيفة حرييت، فقد عثر على إحدى الراقصات (25 عاماً) ويطلق عليها لقب “راقصة البطن”، واحتجزت بتهمة “التحرش الجنسي”، فيما أشارت الصحيفة إلى مواصلة الشرطة البحث عن بقية الفتيات المشاركات في الحفل.
وبحسب ما نقلته الصحافة التركية عن عم الطفل، فإنه لم يكن هناك أي ترتيب لوجود راقصات خلال الحفل، وإنهن أتين من تلقاء أنفسهن، وباشرن النزول إلى المكان والرقص بتلك الطريقة.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التركية بالخبر الذي تحول إلى قضية رأي عام، فكتب أحدهم في تغريدة “المنطق يقول أن نأخذ الجميع إلى الديسكو، ولكن هذا ختان طفل”.
وكتب مغرد آخر ينتقد انشغال الجميع بالموضوع “يتم التعاطي مع حفل ختان، بينما يتم تجاهل الآلاف من القضايا والأحداث اللاإنسانية التي تخرق القانون والعدالة”.
وتجاوز بعضهم الحديث عن الحادثة إلى المطالبة بإلغاء الاحتفال بهذه المناسبة، ومن بين ما كتبته إحدى الناشطات التركيات في تغريدة لها قائلة “يجب إلغاء حفلات أعراس الختان. تحويل العملية الجراحية إلى طقوس ثقافية هو تعريف الثقافة السائدة للذكور”.
الجدير بالذكر أن الأتراك يحتفون بحفلات الختان، ويعطونها اهتماماً كبيراً، ويضعون لها الكثير من التقاليد الخاصة، رغم اختلاف مستوياتهم الاجتماعية، ويطلقون على هذه المناسبة “عرس الختان” كي تظل عالقة في ذهن الطفل طوال حياته، كونهم يعدونها الخطوة الأولى نحو عالم الرجولة، حين يودع المختون مرحلة الطفولة.
وعادة ما تجرى حفلات الختان خلال موسمي الصيف والخريف، أثناء الإجازة الصيفية، وقبل بدء العام الدراسي، حيث يحضّر لها من قبل بفترة طويلة.
وتجهز الملابس الخاصة بالطفل المقرر ختانه، وهي ملابس تشبه مواصفات الزي الذي كان يرتديه الأمراء الصغار في القصور العثمانية، ويقوم الأهل خلال هذه المناسبة بدعوة الأصدقاء والأقارب والجيران لحضور هذه المناسبة.
العربي الجديد