دارفور .. جرح السودان “النازف” منذ 16 عاما
بعد مرور 16 عاما لا تزال دارفور على رأس القضايا السودانية العالقة دون حل، رغم كونها أكثر الأزمات الإنسانية في العقد الماضي دراماتيكية، لكن في ظل الحكومة الانتقالية الجديدة هناك بصيص أمل يلوح في الأفق لإنهاء معاناة أهالي الإقليم.
وفي مسعى من الحكومة الانتقالية السودانية لمعالجة أزمة الحرب من جذورها عبر إشراك أصحاب المصلحة وأخذ رؤاهم وتصوراتهم في عملية السلام، وصل الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني، الإثنين، إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لبحث عملية السلام.
وتُعَد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس الوزراء السوداني إلى دارفور منذ توليه سلطة الفترة الانتقالية عقب الإطاحة بنظام حكم عمر البشير الذي استغل الاضطرابات بهذا الإقليم لأكثر من عقد من الزمان، لتثبيت أقدامه في الحُكم.
تقع دارفور في غربي السودان ويرجع سبب تسمية المنطقة بهذا الاسم إلى قبيلة “الفور” التي تسكنها، ولذا أُطلق عليها اسم دار الفور أو دارفور، وهو الاسم الذي تُعرف به الآن.
تعود الأزمة في دارفور إلى عام 2003 عندما أعلنت حركتان مسلحتان، هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، تمردهما على السلطة المركزية في الخرطوم، متهمتين إياها بتهميش إقليمهما.
واندلعت مواجهات مسلحة بين حكومة عمر البشير والمتمردين، ووقتها كانت أخبار الحرب في الإقليم تتصدر نشرات الأخبار في كبريات وسائل الإعلام الغربية.
في 2004 مع الضغوط الدولية والمطالبة بنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لحماية المدنيين في دارفور، قبلت الخرطوم بنشر قوات تابعة للاتحاد الأفريقي فقط، لكن ذلك لم يمنع استمرار النزاع.
الأمم المتحدة، التي نشرت الآلاف من قوات حفظ السلام في عام 2007 كجزء من مهمة مشتركة مع الاتحاد الأفريقي، تقول إن الصراع خلّف أكثر من 300 ألف قتيل وأكثر من 2.5 مليون مشرد، وهي أرقام رفضتها الحكومة السودانية حينذاك.
لكن التحول الكبير في هذه الملف جاء في 4 مارس/آذار 2009 عندما أصدر لويس مورانو أوكامبو، المدعي السابق للمحكمة الجنائية الدولية، مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم، واتهمته المحكمة في العام التالي بالإبادة الجماعية.
وحتى الإطاحة بنظام البشير في أبريل الماضي من خلال حركة احتجاجية، فشلت محاولات إحلال السلام في دارفور؛ ما أجبر مئات الآلاف من الأشخاص على العيش في مخيمات قرب مدن الإقليم الرئيسية، فيما وجد الآلاف منهم ملاذا آمنا في دولة تشاد المجاورة، رغم الهدوء الذي يشهده الإقليم.
وتعهدت السلطات السودانية الجديدة بإحلال السلام في دارفور وإنهاء هذا النزاع الذي ما زالت آثاره تلقي بظلالها على الوضع في السودان.
ويرى مراقبون أن زيارة حمدوك إلى الولاية مكسب كبير خلال المرحلة الانتقالية للحكومة التي أكدت أنها ستعمل على تكوين آلية لإشراك النازحين واللاجئين في مفاوضات السلام، بجانب منظمات المجتمع المدني والمرأة في كل مراحل التفاوض المقبلة.
بوابة العين الاخبارية
انتهت الحرب في دارفور منذ عدة سنوات ، ولم يعد لها وجود إلا في أذهان الذين يتاجرون بدماء الأهل وأعراضهم وفي أذهان الذين يودون اقتناص التفلتات التي تحصل هنا وهناك ليقرعوا النواقيس ، حتى يشاركوا في كيكة الحكم وفي تقاسم كيكة مال المحسنين من أهل ( الدوحة ) ،،، ألا ترونهم اليوم يسعون إلى التقاط ما تبقى من حبوب ( الريالات ) باقتراح الدوحة مرة أخرى حتى تمتلئ جيوبهم مثل الذبن سبقوهم ، وليس أحد أحسن من الآخر .