النيل الازرق: بيان بمناسبة ذكرى الثورة

اصدرت مبادرة المجتمع المدني بالنيل الازرق بياناً على شرف ذكرى ١٣ ديسمبر.

و فيما يلي تورد ( سونا) نص البيان :-

في البدء نترحم على شهداء النضال منذ العام 1989 وبصفة خاصة شهداء ثورة ديسمبر المجيدة الذين فقدوا حق الحياة في ميادين الكفاح والنضال ضد أعتى الأنظمة الديكتاتورية التي مرت على البلاد سائلين الله تعالى أن يتقبلهم مع أفضل خلقه وتمنياتنا منه تعالى بشفاء عاجل لكل مصابي وجرحى الثورة وعودا عاجلا لكل المفقودين منذ انطلاق الثورة المجيدة.

مواطنوننا الشرفاء؛

علمنا التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن رياح التغيير اذا هبت فإنها لن تهدأ حتى تقتلع الأنظمة المستبدة من جذورها فلو أراد الشعب الحياة يوما لابد أن يستجيب القدر’ وهذا ما سطره وحكى عنه المناضلون الشرفاء على مر سنين نظام الإنقاذ حيث بدأت ريح النضال ضد سفينة الإنقاذ تهب اعتبارا من يوم 30يونيو1989. وتقاطرت حلقات النضال بشقيه السلمي والمسلح بعضها ببعض إلى أن وصلت مسافات مقدرة كان لها الفضل في أن تضخ وقود الثورة في قطار 13ديسمبر2018 الذي أطلق صافرته من ولاية النيل الأزرق- مدينة الدمازين معلنا تحركه نحو محطة الخلاص.

جماهير النيل الأزرق الابرار؛

إن يوم 13ديسمبر من العام 2018 أصبح يوما خالدا في نفوس السودانيين جميعا إذ انطلقت شرارة ثورة ديسمبر المجيدة التي خلصت شعب السودان من سيطرة نظام الإنقاذ سيئ الصيت؛ وعلى وجه الخصوص يمثل هذا التاريخ بالنسبة لشعب النيل الأزرق آفاقا خضراء لاستشراف المستقبل المناسب الذي يلائم هذه الولاية العظيمة وشعبها الأبي فعلى الرغم من القيود الأمنية التي كانت مفروضة على سكان ولاية النيل الأزرق المتمثلة في قانون الطوارئ الذي أصدره الرئيس المخلوع في العام 2011م، إلا أن إنسان هذه الولاية قد تخطى حاجز الخوف من هذه القيود ليخرج معبرا عن مواقفه تجاه الأزمات المتراصة التي تكونت نتيجة لانسداد أفق النظام البائد فخرج الطلاب شاجبين هذه الأوضاع المأساوية بمعاونة الأسر التي وفرت لهم حوائط صد ضد الأجهزة الأمنية القمعية بمدينة الدمازين.

شعبنا الكريم؛

يا من أطلقتم شرارة ثورة ديسمبر نعاهدكم في هذا اليوم المبارك بأن نكون اليد الخضراء التي تحمل معولا من معاول بناء وتنمية هذه الولاية المعطاءة.

على ضوء هذه القلادة المشرفة نوجه ونطالب بالإسراع في انزال مطلوبات الثورة بمختلف محاورها على أرض هذه الولاية المنكوبة وبعدم التلكؤ في ذلك وضرورة الوقوف على راحة مجتمع الولاية في شتى مجالات احتياجاته الضرورية من خدمات وتعليم والعمل على ضمات سريان تدفق المواد التموينية الضرورية والمحروقات عبر قنواتها الفعلية ومحاسبة كل من يتورط في التلاعب بها ليكون عبرة لغيره مع ضرورة بسط القانون وفرض هيبة الدولة لحفظ النظام وضمان إيداع الحقوق إلى أهلها.

الأماجد والشرفاء الأحرار؛

إننا في مبادرة المجتمع المدني بالولاية أبت نفوسنا إلا وأن تسكب دفقا من مدادها على صفحات ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة لتهنئ الشعب بمرور عام على انطلاق قطار ثورة ديسمبر . وحيث أنه انطلق من مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق فإن الواجب والمسؤولية يحتمان علينا إلقاء التحية والتقدير أولا لسكان ولاية النيل الأزرق هذه الولاية المنكوبة التي أقعدتها الحرب زمنا طويلا وحالت دون أن تلحق الولاية بإخواتها من بقية الولايات

الولاية التي ولأول مرة يخرج مواطنوها الذين يعيشون بالمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية أو ما تسمى بالمناطق المحررة حيث خرج المواطنون بمنطقة يابوس أقصى جنوب الولاية حاملين لافتاتهم المؤيدة لثورة ديسمبر المجيدة وكلهم حلم وأمل بسودان مفعم بالسلام والمحبة.

الشعب الكريم؛

نحن في مبادرة المجتمع المدني بالولاية نتنتهز هذه السانحة الجيدة لنبعث بصوتنا الذي هو تضمين واحتواء لصوت المجتمع المدني بولاية النيل الأزرق نبعث به إلى القائمين بأمر قضية السلام بأن مجتمع النيل الأزرق هو صاحب الحق من الدرجة الأولى في قضية السلام ونود أن نخاطب طرفي التفاوض من هذا المضمار بضرورة أن يعوا هذه الحقيقة الثابتة أن مجتمع النيل الأزرق هو صاحب الحق من الدرجة الأولى في قضية السلام وهو اذا يجعل عنقه مشرئبا نحو الدولة الجارة جنوب السودان إنما يتطلع إلى أن تكلل مساعي الطرفين بالنجاح والاتفاق والعودة إلى البلاد وهما يحملان بشريات سلام مستدام شامل مخاطب لعمق المشكلة من الجذور يحمل في طياته التعويض الشافي لمتضرري الحرب وترتيبات تفضي إلى اخراس طبول الحرب إلى الأبد..

وأخيرا

لم يفتنا أن نسجي سحبا من النصائح لثوار ثورة ديسمبر الأماجد بضرورة حراسة الثورة من المتربصين والانتهازيين وغيرهم من أعداء الثورة ولنجعلها جذوة متقدة كقطعة الفولاذ الساخنة أو النيازك الملتهبة التي تحرق كل ما يصادفها في طريقها فمشوار الخلاص لايزال طويلا ودروبه لا تزال وعرة لايذللها إلا يقظة الثوار…

عاش كفاح مجتمع النيل الأزرق وعاشت نضالاته ضد الظلم والقهر والجهل والاستبداد.

سونا