عالمية

“الآن يأتي العالم إلينا”.. تركي آل الشيخ “صانع الترفيه” الذي خلق مفاهيم جديدة للإنجاز

في ٤ ديسمبر الجاري وفي تغريدة -وُصفت بالوداعية- عبر حسابه، طالَبَ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، متابعيه بأن يسامحوه قائلًا: “إذا فيه شيء أتمناه وأتمنى تتأكدوا منه؛ أني كل همي رضاكم وسعادتكم، وأن كل سعودي يكون سعيدًا وماخذ فرصته في إثبات موهبته. سامحوني إذا مقصر لكن اعرفوا أن هدفي سعادتكم”.

وعلى خلاف الجدل والنقاشات التي يحفل بها حسابه الذي يُعد من الأنشط عالميًّا، اكتسبت تلك التغريدة تفاعلًا لطيفًا و”مؤثرًا”، وحفلت بالدعوات له بالشفاء العاجل، ولم تخلُ من عتاب في ثنايا ذلك. هذا أيضًا كان لافتًا؛ فلطالما كانت الردود والتفاعل مع ما ينشره ثريًّا وأحيانًا متطرفًا بكل الحالات لـ”مع” و”ضد”، وأحيانًا أخرى متجاوزًا من المتداخلين ليتلقى كل رد ردة فعل كما يقول القانون الفيزيائي “لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار وعكسه في الاتجاه”.

حاليًا يعد المستشار تركي آل الشيخ واحدًا من أكثر المسؤولين السعوديين المتفق على نجاحهم على أرض الواقع، وأكثرهم حضورًا في ساحة مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعلًا مع ما يصله من ردود على منشوراته، وأيضًا إثارة للجدل؛ مسخّرًا إحدى أهم أدواته المتمثلة في روح دعابة ساخرة قوية ومتمردة، ليرد بما يناسب على ما يناسب، والعكس أيضًا صحيح. كما يتسلح أيضًا بصراحة متناهية تستوعب بشكل عجيب كل الانتقادات البنّاءة وغيرها، ولا يتردد مثلًا في التوافق مع تعليق وصفه بأنه “شخصية بغيضة ولكن ناجحة”.

– حكاية طموح:
وُلد تركي بن عبدالمحسن بن عبداللطيف آل الشيخ في 4 أغسطس 1981م في مدينة الرياض، وله ثلاثة من الأبناء هم: ناصر ومحمد وسلمان. في عام 2000 تخرّج في كلية الملك فهد الأمنية بمؤهل البكالوريوس في العلوم الأمنية، كما تلقّى العديد من الدورات في علم الجريمة والتحقيق وإدارة المخاطر والإدارة، وبدأ مهامه العملية في القطاع الحكومي بوزارة الداخلية، واستمر حتى تقلّد رتبة نقيب. ثم انتقل للعمل في إمارة الرياض لمدة عامين، عمل بعدها بمكتب أمير منطقة الرياض، وبعدها عَمِل بمكتب وزير الدفاع وديوان ولي العهد لمدة ثلاث سنوات، حتى يناير عام 2015 عندما تم تعيينه مستشارًا في الديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.

وفي يونيو من عام 2017 صدر أمر ملكي بترقيته مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير، ثم أسند له منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، ثم اختير رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم، ورئيسًا لإدارة الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي. وهو الآن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه.

وبالإضافة لذلك، امتلك العديد من المواهب تجلت في الكتابة الشعرية الغنائية وتعاون معه أشهر الفنانين العرب. ولحبه للرياضة فقد سبَق مناصبَه الرسمية رئاساتٌ فخرية في أكثر من نادٍ رياضي سعودي مثل نادي التعاون في بريدة، ونادي الوحدة في مكة المكرمة، وامتلك عضويات شرفية في أندية الهلال والنصر قبل الاستقالة من كل ذلك في 2019م، كما استثمر رياضيًّا في نادي بيراميدز المصري، ونادي ألميريا الأسباني.

وطوال مسيرته اتسمت إدارته للمهام بالصرامة والالتزام بالحسم والتنفيذ في أوقات قياسية، أكدتها الأرقام والتحولات على أرض الواقع. وكان من أبرز الشواهد فوزه بجائزة الشخصية الأكثر تأثيرًا في كرة القدم لعام 2017 في مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثاني عشر، وجائزة شخصية الثقافة الرياضية في الوطن العربي لعام 2017، وجائزة الشخصية العربية الرياضية لعام 2018، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي.

– في هيئة الرياضة.. تصحيح المسارات:
تولى المستشار تركي آل الشيخ منصب رئيس الهيئة العامة للرياضة في سبتمبر من عام 2017م. وتمكن من إحداث نقلة نوعية في الرياضة السعودية خلال ما يقارب 15 شهرًا. وتعتبر رئاسته لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، الانطلاقة الحقيقية له؛ حيث استطاع في زمن وجيز أن يكسب كل الرهانات؛ مستفيدًا من دعم كبير من قائد الرؤية السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ فتمكن في وقت قياسي من حلحلة أغلب الملفات الرئيسية الرياضية ومعالجة الإشكاليات ومنها المشاكل المالية التي عانت منها الأندية السعودية، وصولًا لتنظيم الإعلام الرياضي.

ويمكن الإشارة -على سبيل المثال لا الحصر- لأبرز جهوده مثل:

– مكانة جديدة للرياضة السعودية:
انتشال الأندية من الديون المتراكمة ومبادرة “ادعم ناديك”. وبرنامج تطوير حراس المرمى السعوديين. كذلك قام بتغيير اسم الدوري السعودي للمحترفين ليصبح باسم “كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين” والذي أصبح في عهده في قائمة أبرز الدوريات العالمية، ولتصل القيمة التسويقية له في 2018م إلى المركز السادس عالميًّا. وإحداث تطوير شامل في بيئة الملاعب، كما طبّق تقنية الفيديو في محاولة للحد من أخطاء الحكام خلال مباريات البطولات المحلية. بالإضافة إلى استقطاب أكبر وأغلى المحترفين الأجانب في تاريخ الرياضة في المملكة، وتحقيق أغلى دخل للنقل التلفزيوني، وإنشاء أكاديمية “أوليفر كان” لتطوير مستوى الحراس، وإقامة أكبر احتفالية لكأس الملك، وتحفيز الجماهير واللاعبين بأكبر توزيع للجوائز في المباريات، ورفع مكافآت الفوز بالدوري وكأس الملك، وعمل أيقونات الأندية وشعاراتها.

كما أجرى “آل الشيخ” تغييرات واسعة في اللجنة الأوليمبية بإطلاق 16 اتحادًا جديدًا. وتحقيق أول ميدالية أولمبية في تاريخ المملكة، كما قام بتشكيل لجنة لاستكشاف المواهب الكروية من مواليد المملكة السعودية، وأعلن عن برنامج الابتعاث الرياضي للموهوبين في كرة القدم لثمان دول. وكذلك مشاركة أكبر وفد سعودي شارك في كأس العالم تجاوز 11 ألف شخص. كما كان في الموعد دائمًا لإقامة مهرجانات تكريم واعتزال اللاعبين السعوديين البارزين في تاريخ الكرة السعودية.

كما يُحسب للمستشار دعمُه غير المحدود لكل الأندية السعودية ومن أبرز ما يرصد دعمه لنادي التعاون؛ مما أعاده للواجهة ليحقق كأس الملك وكذلك إعادة نادي الوحدة العريق للمنافسة على الدوري بعدما كان في دوري الدرجة الأولى وهو ديدنه في دعم جميع الأندية الرياضية، ومما يتصل بذلك دعمه القوي لأسماء موهوبة مثل سالم الدوسري وعبدالله الحمدان، اللذين استفادا بشكل كبير من التجربة الاحترافية في أسبانيا. كما كان لدعمه الكبير دور قوي في الحضور الكبير لنادي الهلال وتحقيقه بطولة القارة والمشاركة في بطولة أندية العالم.

– فعاليات عالمية:
ومن منجزاته أيضًا استضافة المملكة لأبرز البطولات الرياضية العالمية على كل الأصعدة؛ ومنها إقامة كأس العالم لكرة اليد في المملكة العربية السعودية، وبطولات رويال رامبل للمصارعة الحرة، وماراثون الرياض، وسباقه الدولي للسيارات، وبطولة كأس الملك سلمان للشطرنج، ومسابقة الألعاب الإلكترونية، والبطولات الرمضانية والبطولات الشعبية مثل (لعبة البلوت)، كما نفّذ برنامجًا تعاونيًّا مع رابطة الدوري الأسباني الممتاز لكرة القدم لاحتراف تسعة من لاعبي المملكة في الدوري الأسباني. وعقد اتفاقات مع أبرز الدوريات في العالم لاستضافة السوبر فيها مثل الدوري الإيطالي، والسوبر الكلاسيكي.. وفي فترة رئاسته تم إقرار السماح للسيدات والعائلات بحضور مباريات كرة القدم، والمشاركة في فعاليات الهيئة العامة للرياضة. كما نفذ برنامج “الحصن” الأسطوري بنسخة عربية مميزة.

– منجزات عربية ودولية:
امتلك المستشار تركي آل الشيخ حضورًا وافرًا في المشهد الرياضي العالمي لجهوده الكبيرة، وامتلك علاقات مميزة مع كبار المسؤولين الرياضيين في العالم؛ ومنها رئيس الفيفا، كما يحظى بصداقات واسعة مع أبرز نجوم العالم في رياضة كرة القدم.

كما ساهم آل الشيخ من خلال موقعه في رفع الإيقاف عن الكويت الذي كان مفروضًا منذ أكتوبر 2015م. وساهم بصفته -رئيسًا للاتحاد العربي ورئيسًا للهيئة العامة للرياضة بالسعودية- في عودة إقامة البطولة العربية للأندية مرة أخرى وبأغلى جوائز في تاريخها. كما وقّع عدة اتفاقيات دولية من أبرزها اتفاقية مع رابطة “لا ليجا” الأسبانية، لرعاية وتسويق وتأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة. ووقّع اتفاقية ابتعاث اللاعبين للدوري الإنجليزي مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، لتطوير صناعة كرة القدم في المملكة، واتفاقية أخرى مع شركة “كوموسا” لاستضافة المملكة نهائي السوبر العالمي على كأس محمد علي كلاي للملاكمة. واستقطب وديات عالمية شاركت فيها أقوى المنتخبات في كرة القدم، مثل دورة جمعت منتخبات السعودية والعراق مع البرازيل والأرجنتين بكامل نجومهما، إلى جانب وديات قبل كأس العالم جمعت السعودية أيضًا مع ألمانيا بطل العالم 2014م.

– في هيئة الترفيه: “… الآن يأتي العالم إلينا”:
“هدفنا: أن تصبح المملكة العربية السعودية من أفضل 4 نقاط في الترفيه في آسيا. ومن العشر الأوائل على مستوى العالم في المرحلة الأولى”.

بعد بصماته الكبيرة في الهيئة العامة للرياضة، انتقل “آل الشيخ” إلى مهمة أخرى رئيسًا لمجلس الهيئة العامة للترفيه وهي مهمة لا تقل أهمية؛ بل إن في وجدان تركي آل الشيخ نحوها تطلعات أكبر إذا نظرنا لكلمته في افتتاح موسم الرياض: حيث قال إنه من عائلة متوسطة، وإن والديه كانا يجمعان راتبها لمدة عامين لنسافر، لنرى ما يجري في العالم؛ لكن الآن العالم يأتي إلينا”.

– استراتيجية ضخمة:
ومنذ اليوم الأول طرَح “آل الشيخ” استراتيجية ضخمة مبهرة شملت أبرز ملامحها: تعزيز موقع المملكة التنافسي في قطاع الترفيه العالمي، لتكون من بين أول أربع وجهات ترفيهية في آسيا وبين أول عشر على مستوى العالم، وتشجيع المستثمرين من الداخل والخارج، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية. وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية، ودعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين، وتوفير فرص العمل للسعوديين في كل المجالات التي يوفرها قطاع الترفيه، وخلق قطاعات جديدة للاستثمارات بداية بالقطاع الثقافي واحتفاء بمبادرات الفنون قاطبة، واستقطاب المعارض العالمية.

– تبنّي ودعم الأفكار:
ودعا كل الجهات وكل شخص لتقديم مقترحاته ورؤاه؛ واعدًا بدعم وتبني كل الأفكار المناسبة. قال يومها: “طموحنا أن يجد المواطن والمقيم في نهاية كل أسبوع أماكن وفعاليات يقضي فيها أوقاتًا ممتعة له ولعائلته. رضاكم هدفنا وواجبنا الذي وضعونا ولاة أمرنا أعزهم الله له.. لا تبخلوا علينا بالنصيحة والدعم.. لترفيه أجمل في مملكتنا الحبيبة”.

ومنذ إدارته لدفة الهيئة العامة للترفيه بدأت حراكًا مذهلًا في كل المجالات، وأطلقت استراتيجية ضخمة حاولت فيها أن تلبي كل الأذواق؛ مؤكدة إصرارها على التعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص؛ بهدف تحسين وتطوير قطاع الترفيه كقطاع واعد يتسم بالحيوية.

– منعطفات كبيرة:
– ومن أبرز المنعطفات الكبيرة لهيئة الترفيه مع تركي آل الشيخ، إطلاقها منصة “عيشها” وكذلك أطلق فعاليات هائلة تحت مسمى (مواسم السعودية). وجاء (موسم الرياض) كأكبر موسم ترفيهي وطني في تاريخ السعودية. والذي حظي بفعاليات غير مسبوقة استقطبت فيه أبرز مظاهر الترفيه العالمي والبطولات الدولية فعاليات وأسماء، وفي كل المجالات الفنية والرياضية وغيرها. وهي بذلك كهدف ضمني حققت تسويقًا كبيرًا لقطاع الترفيه في السعودية، ليتعرف عليها العالم في أجمل صورة لحضارتها وتاريخها العريقين.

هذا الحراك المذهل لهيئة الترفيه جعل العديد من المختصين في المجال السياحي والترفيهي يؤكد أنها تقدم عملًا منافسًا جدًّا، تفوّق على دول مجاورة عريقة في صناعة الترفيه والسياحة؛ مما يعني قفزات نحو تحقيق صورة الترفيه برؤية 2030م، التي تستهدف رفع مساهمة قطاع الترفيه في إجمالي الناتج المحلى من 3% إلى 6%؛ سعيًا نحو طموحها لتوطين 50% من قطاع الترفيه، والمساهمة في دعم الاقتصاد المحلى للمملكة.

من جانب آخر قوبل بثناء كبير من الشارع الرياضي، لم يتوانَ المستشار آل الشيخ عن دعم كل منجز رياضي يحققه الوطن، وآخر ذلك الحفل التكريمي الضخم الذي أقامته هيئة الترفيه لنادي الهلال الذي عاد من اليابان متوجًا بلقب “أبطال آسيا”. كما أعلن استعداده الدائم لإقامة مباريات لنجوم سابقين في المنتخب السعودي وفي ذاكرة الرياضيين بشكل عام وتكفل بذلك.

– المستشار.. الشاعر والكاتب:
عُرف المستشار تركي آل الشيخ بموهبته في كتابة الشعر الغنائي وبرغم مشاغله الكثيرة وحراكه على حسابه في “تويتر” و”فيسبوك”؛ ما زال حاضرًا في ذلك المشهد بنصوص وطنية وغنائية، ويتعاون مع أبرز الأسماء العربية في ذلك المجال وصناع الموسيقى مثل سالم الهندي ومحسن جابر. بل وفي ظل طموح لا يتوقف، أعلن مؤخرًا عن اتجاهه إلى التأليف الدرامي؛ مشيرًا إلى أنه يقوم بكتابة مسلسل عربي جديدة بشكل عالمي سيرى النور في 2020م.

– المستشار.. على منصات التواصل الاجتماعي:
يتسم المستشار بطريقة خاصة في التعامل مع متابعي حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها على منصة “تويتر” والثانية على منصة “فيسبوك” الشهيرة أيضًا، من خلال التعامل مع مختلف الأطياف، وكثير منهم أيضًا لا تخفى عليه مقاصدهم؛ إلا أنه يتعامل بسعة صدر كبيرة، ولم يخلُ ذلك من خروجه -عند الحاجة- بالردود القاسية وبصراحة وشفافية كبيرة.

ومع كل تغريدة أو “منشن”، يبرز المستشار حرصه على الثوابت لديه؛ فالوطن خط أحمر. ولهذا فهو يتعامل بطريقة ساخرة لاذعة مثلًا مع خبث مذيعي قناة “الجزيرة”. كما لا يتعامل مع الحسابات غير الموثوقة. وهو يعرف كيف يدافع عن رؤية وطنه وصورة الهيئة العامة للترفيه، ولا يتورع عن التهديد باستخدام القانون والأنظمة نحو كل مخالفيها والمتهمين على غير وجه حق. كما أنه سريع المبادرة عند أي ملاحظات من أي متابع على أعمال الترفيه؛ واعدًا بسرعة التحقيق فيها واتخاذ اللازم.

روح الدعابة الساخرة مستخدمة بكثرة في ردود معالي المستشار؛ ولعل من آخرها تعليقه على شائعات وفاته، وأيضًا على إعفائه الذي يثار للترند بشكل متكرر. هذا فيما يكسر المستشار الصورة “المترسمة” للمسؤول فهو عملي جدًّا يلبس بطريقة بسيطة جدًّا، وهو أمر اعتاد عليه متابعوه وبينهم من هو على استعداد دائم للمناوشة معه بسبب وبدون سبب! ورده أيضًا لا يخلو من طرافة في تلك الحالات مثل مطالبته لإحدى المنتقدات أن تنظر لعمله وليس لما يلبسه في “قدمه”.

– المستشار.. الإداري والمستثمر الرياضي:
خاض تركي آل الشيخ تجربة الاستثمار الرياضي؛ فبدأ مع فريق بيراميدز المصري قبل أن يبيعه لمستثمر آخر وينتقل لشراء نادي ألميريا الإسباني. وخلال ذلك كله كان المستشار المثير للجدل في الشارع المصري -خصوصًا- مثار حضور طاغ تقاربًا أو اختلافًا أو تباعدًا؛ غير أنه كما أعلن مرارًا “يحب مصر”، فبقي وفق ذلك الشعار في نهاية كل الأحوال. ولم يتوقف طوال ذلك عن تقديم الدعم للرياضة المصرية.

– المستشار.. أصداء التأثير:
هذه الجهود اللافتة كانت ناتجة عن عمل دؤوب وكبير. بل وفي ظل تلك الانشغالات الكبيرة كان آل الشيخ حاضرًا في المشهد السياسي والدبلوماسي، وكان له تواصل مع زعماء ومسؤولين وقادة عرب بارزين من أمثال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وملك المغرب الملك محمد السادس.

استطاع المستشار تركي آل الشيخ أن يكسب احترامًا كبيرًا بمنجزاته. وليست هناك أسرار في الموضوع. يقول الكاتب محمد آل الشيخ: “القدرة على القيادة والتغيير والإصلاح تحتاج دائمًا وأبدًا إلى قدرات استثنائية في الإنسان، وثقة في النفس، ورباطة جأش تجاه تحمّل ردود الأفعال، وإيمان عميق بما يفعل… وقد لفت نظري حديث للإعلامية الكويتية المعروفة (فجر السعيد)، وهي تبدي إعجابها بالفعاليات الترفيهية النشطة، وتتمنى لو أننا (نعير) لهم (تركي آل الشيخ)؛ لإعجابها بما غير في مجتمعنا تغييرًا سريعًا، وفي وقت قياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

– جوائز:
لقد كانت لجهوده أصداء كبيرة أهّلته لأن يكون الأكثر تأثيرًا في كرة القدم العربية في 2017م، وجائزة “شخصية الثقافة الرياضية”، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2018م.

من جهة ثانية يقول الكاتب عيسى الغيث: “حينما لا تربطك بمن ترغب الكتابة عنه أي علاقة؛ فضلًا عن صداقة؛ ناهيك عن مصلحة؛ وإنما دافعك الموضوعية وهدفك الوطنية؛ فإنك تنطلق في مقالك بلا حرج. حديثي عن «أبي ناصر» الذي لم ألتقه في حياتي، وإنما شاهدت -كغيري- إنجازاته… ولكنه «حالة وطنية إدارية شعبية» تستحق الاحترام والدراسة في التفريق بين «نشيط متواصل متفاعل» مع الناس، وبين «كسول غائب متجاهل» لمطالبهم ونداءاتهم”.

– المستشار.. كيف يدفع الثمن؟!
المنجزات.. كلها لها ثمن باهظ غالبًا. في موضوع أفردته صحيفة “الرؤية” الإماراتية عن قصة معالي المستشار تركي آل الشيخ مع (موسم الرياض): “بدأ العمل على موسم الرياض منذ الصيف، وكان تركي آل الشيخ يخطط لكل تفاصيله برفقة فريق عمل اختاره بناء على الكفاءة والقدرة على التنفيذ السريع، فلم يكن الصيف له استراحة، بل معسكر عمل مغلقًا أقامه في جدة”.

وأضافت: ” معدل ساعات نومه في تلك الفترة لم يزد على 3 ساعات، يبدأ صباحه بالاجتماعات الرسمية، ليصل إلى قمة الانشغال في الساعة الرابعة عصرًا، وحالة الانشغال هذه تستمر حتى الخامسة أو السادسة صباحًا من كل يوم، لا يقطعها إلا فترة عشاء، يستغرق هو شخصيًّا فيها 5 دقائق فقط. وتنقل الصحيفة عن أحد العاملين معه: “أكثر كلمة يكررها تركي آل الشيخ، كلمة (الآن)”، ويقصد هنا أنه يريد تنفيذ كل شيء بأسرع وقت ممكن، هذا شَمِلَ بناء نافورة قياسية الحجم في أقل من شهر، وإقامة أكبر حفل لنادي كرة قدم في آسيا والشرق والأوسط خلال 48 ساعة. لأنه يؤمن بإمكانية عمل كل شيء “الآن”.

– (4) ساعات.. تكفي!
وأوردت الصحيفة عن أحد فريقه كيف يصف الحالة التي بدا عليها المستشار بعد نجاح مسيرة الانطلاقة الرسمية لموسم الرياض حيث دخل على فريق عمله وهو مرتاح الوجه، غابت عن ملامحه أعراض التعب؛ فسأله أحدهم عن السبب، فكان جوابه “الحمدلله نمت جيدًا، لقد نمت 4 ساعات”، وكان يقصد ذلك بالفعل، 4 ساعات بالنسبة له خلال الموسم كانت نومًا جيدًا!.. العاملون معه والقريبون منه يروون أن متوسط ساعات نومه 3 ساعات، وهي ليست نتيجة مشاكل صحية بقدر ما هو حرص غير مسبوق على الإنجاز. يقوم بكل شيء بنفسه ويصر على مطالعة كل التفاصيل، وفي نظره الموضوع لا يحتاج لجانًا ولا حوارات طويلة، فهو يدرك أن الوقت أكبر موارد الإنسان، وبالتالي يحرص على استغلاله أفضل استغلال.

وتربط الصحيفة في تقريرها المعاناة الصحية الأخيرة لمعالي المستشار بحاجته للعناية الصحية: “لكل شيء ثمن، وثمن هذا النجاح الفائق الذي رفض حدود المنطق.. يبدو أنه كان صحيًّا، فقد قرر الجسد أن يرتاح، ويجبر تركي آل الشيخ على ما لم ينجح الأطباء وفريق عمله في إجباره عليه، وهو الآن في رحلة علاج تشمل بالتأكيد بعض الراحة “الطبية” الإجبارية هذه المرة”، وبلا شك هو كما غرد مؤخرًا، يشتعل حماسًا للعودة لمتابعة بقية فعاليات موسم الرياض.

سبق