منوعات

“الحرية للسردوك”.. هاشتاق يجتاح الجزائر لإطلاق سراح ديك

قول مثل شعبي عربي: “هَمٌّ يُضحك وهَمٌّ يُبكي”.. قد ينطبق ذلك على “قصة ديك” المثيرة للجدل والغرابة التي انتشرت كـ”النار في الهشيم” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، وباتت حديث الجميع مؤخراً.

وتداول الجزائريون عبر منصات التواصل واقعة “اعتقال الأمن الجزائري ديكاً” في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة الجزائرية المسمى “الأبيار” الذي توجد به بعض السفارات والقنصليات الأجنبية.

بداية القصة انطلقت مع نشر صاحب الديك مقطع فيديو عبر “الفيسبوك”، كشف فيه عن حيثيات القصة التي اعتقد جزائريون للوهلة الأولى أنها مجرد شائعات، قبل أن يؤكدها مالك “السردوك” كما يسمى في اللهجة الجزائرية.

وذكر صاحب الديك وهو في السبعينيات من عمره في مقطع الفيديو أن “5 أفراداً من الشرطة الجزائرية تقدموا إلى منزله وأبلغوه بضرورة مصادرة الديك بناء على شكوى تقدمت بها دبلوماسية إيطالية انزعجت من صياح الديك”.

وأشار إلى أنه فوجئ بالشكوى المقدمة للشرطة من دبلوماسية إيطالية كونه “مواطناً بسيطاً”، مشيراً إلى أن الشرطة “تلقت أوامر بمصادرة الديك ونقله إلى مركز الشرطة”.

وبعد نقل الديك إلى مخفر الشرطة حدث أمر طريف – وفق ما ذكره صاحبه – وذكر بأن “الديك حاول الفرار داخل مركز الشرطة وهو يصيح، الأمر الذي أربك الشرطة وجعلهم يبذلون جهداً كبيراً للقبض عليه”.

وواجه “الديك المقبوض عليه مصيراً مجهولاً” وهو ما أثار جدلاً كبيراً في الجزائر، خاصة بعد أن ذكر صاحب الديك أن عناصر الشرطة “قامت باقتياده إلى مكان مجهول” وبأنه لا يعلم مكان وجوده.

وتهكم على طريقة إخفاء الديك بالقول “إنه لا يعرف إن تم اقتياده إلى سجن الحراش أو إلى مكان آخر”، وهو السجن الذي أصبح مشهوراً عالمياً، كونه يضم غالبية رموز نظام الرئيس المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة بتهم فساد متعددة.

ولم يتقبل صاحب الديك طريقة “اعتقال الحيوان”، وظهرت عليه مشاعر الاستياء والحزن على “الطريقة البوليسية في اعتقال الديك” الذي يبدو أن “الرجل السبعيني متعلق به”، ووجه “نداء للسلطات الجزائرية” لـ”الإفراج عن الديك”.

وفي ندائه “الطريف”، ذكر صاحب الديك “الموقوف” بأنه “ترك عائلة بأكملها مكونة من دجاجة و7 صيصان”، وبأنه “أصبح المتكفل بعائلة الديك بعد اعتقاله”.

هاشتاق “الحرية للسردوك”

“قصة اعتقال الديك” تحولت إلى ما يشبه “قضية رأي عام في الجزائر” امتزجت فيها “الطرافة والجدية” في دعوة الجزائريين لـ”الإفراج عنه”.

وأطلق جزائريون هاشتاق “#الحرية_للسردوك”، متبوعاً بمنشورات متباينة، بين من قال إن “الجزائر دخلت عالم الطرائف بعد شكوى دبلوماسية ضد ديك واعتقاله من قبل الشرطة مثلما تفعل مع المجرمين أو نشطاء الحراك الشعبي”، وآخرون أطلقوا هاتشاقاً آخر “#لا_لقمع_الحريات”.

وتواصلت سخرية الجزائريين من الحادثة الطريفة والغريبة بالقول: “إنه بعد إطلاق سراح 10 آلاف سجين سيتم تعويضهم بالعدد ذاته من الحيوانات المزعجة”، وبأنها “حادثة لم تحصل في أي مكان بالعالم”.

بينما عدها آخرون “فضيحة من العيار الثقيل وتشويهاً لصورة البلاد”، وقالوا إن “الجزائر باتت سجناً لكل من يزعج الطرف القوي في البلاد”.

وذهب أحد المغردين إلى استنباط “مغزى قهري” من القصة، وذكر أن “مراعاة إرادة أجنبية بشكل قهري أنزل على مواطن جزائري حر وسيد في بلده، وتمت معاملته بتعسف وبلا إقامة اعتبار”، ووصف الديك بـ”الفاسد الصغير”.

بوابة العين الاخبارية