بعد ”القرار المهم“.. هل تنجح ”الجامعة العربية“ في تسوية أزمة سد النهضة؟

اتخذت مصر مسلكا جديدا في محاولة للوصول إلى حل لأزمة سد النهضة، عندما حاولت استصدار قرار عربي يدعم موقفها في الخلاف مع إثيوبيا.

وخلال اجتماع الدورة العادية 153 على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي استضافته القاهرة أمس الأربعاء، شرحت مصر تفاصيل المفاوضات الجارية بشأن السد، وقدمت مشروع قرار جرى إقراره، يعتبره مراقبون مرحلة أولى لـ“دور عربي“ في مستقبل القضية.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن مجلس الوزراء العرب أقر ”قرارا مهما“ قدمته مصر بشأن سد النهضة يؤكد حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويرفض أي إجراءات أحادية إثيوبية.

ينص القرار على ”رفض أي مساس بالحقوق التاريخية لمصر، وأي إجراءات أحادية تمضي فيها إثيوبيا، وضرورة التزامها بمبادئ القانون الدولي“، ويرحب أيضا بـ“اتفاق ملء السد الذي أعدته الإدارة الأمريكية“، ويؤكد أن مشروع الاتفاق الذي طرحته الولايات المتحدة والبنك الدولي عادل ومتوازن ويحقق مصالح البلدان الثلاثة.

وحث القرار الدول العربية على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإقناع إثيوبيا بالتوقيع على مشروع الاتفاق الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن القرار العربي هو ”مخرج جديد للقضية“ التي وصلت لحائط مسدود، مشيرا إلى أن ”الحصول على دعم الرأي العام العربي والأفريقي من خلال قوة الدبلوماسية هو أمر صحيح“.

وأضاف العرابي في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أنه ”ينبغي على الدول العربية أن تظهر مساندة سياسية للمطالب المصرية على أقل تقدير حتى وإن لم تتوصل لحلول، مشددا على أن هذا الإجراء يضع مصر على بداية الطريق الصحيح لحل الأزمة“.

ورأى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، مختار غباشي، أن الجانب الإثيوبي افتعل أزمة كبيرة عندما أعلن عن بِدء ملء السد خلال 4 أشهر، واصفا حديث وزير خارجية إثيوبيا بـ“المزعج“.

وقال في تصريحات لـ“إرم نيوز“، إن طلب مصر دعما عربيا يمكن أن يتطور إلى طلب دعم منظمة الوحدة الأفريقية، مرجحا أن تجدي الجامعة العربية نفعا في هذه القضية.

وأشار إلى أن مصر تسعى -حاليا- لجمع الدعم من القوى الإقليمية وفقا لما تراه الإرادة السياسية صحيحا.

وكان وزير الخارجية الإثيوبي غيتداحشو اندراجو، أعلن في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستبدأ في ملء سد النهضة اعتبارا من تموز/يوليو المقبل.

وصرح أن إثيوبيا ستبدأ في أول إجراءات ملء السد خلال أربعة أشهر قائلا: ”الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذي يُبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه“.

إرم نيوز