سياسية

بالإيواء.. مبادرة سودانية تنتشل “أطفال الشوارع” من براثن الوباء

في عاصمة يقطنها حوالي 10 ملايين نسمة؛ بسبب النزوح الجماعي من الأطراف بفعل الحروب الأهلية، ينتشر في الخرطوم آلاف الأطفال المشردين في حالة من البؤس والحرمان. ومع تفشي جائحة “كورونا” في السودان، ظهرت على السطح مبادرة من أطباء متطوعين، لانتشال هؤلاء الأطفال المشردين من براثن الوباء الفتاك. هذه المبادرة يقودها أطباء من الجنسين، وشرعت في تجميع عدد من الأطفال المشردين، وتخصيص دار لإيوائهم، وتوفير الغذاء والدواء لهم، بالتعاون مع كل من منظمات طوعية وشركات تجارية ورجال أعمال. وحتى مساء الثلاثاء، أصاب “كورونا” 15 شخصًا في السودان، توفي منهم اثنان، وإجمالًا أصاب الفيروس أكثر من مليون و600 ألف شخص في العالم، توفي منهم ما يزيد عن 95 ألفًا، بينما تعافى أكثر من 356 ألفًا، وفق موقع “worldometers”. ** مبادرة متكاملة قالت إسراء عمر، طبيبة سودانية، للأناضول، إن “هدف المبادرة هو حماية أطفال الشوارع المتواجدين في العاصمة الخرطوم من وباء كورونا”. وأوضحت أن “المبادرة بدأها حوالي 15 طبيبًا وطبيبة وناشطين في مجال العمل التطوعي والإنساني”. وأضافت أن “المبادرة تحركت للمساهمة في رفع وعي الأطفال المشردين، وتعريفهم بالفيروس وخطورته في الانتشار”. وتابعت: “بدأنا بحملة توعية في الأسواق الكبيرة، ولدينا حاليًا حوالي 350 طفلًا بلا مأوى، وخصصنا لهم دار إيواء لحمايتهم من الوباء”. وشددت الطبيبة على أن “المبادرة تسعى إلى توفير الحماية الصحية والنفسية للأطفال، وتعليمهم مهارات القراء ة والكتابة”. وبحسب الأناضول، أشارت إلى أن بعض الشركات التجارية أبدت استعدادها للمساهمة في دعم المبادرة، لحماية هؤلاء الأطفال. وناشدت إسراء الحكومة والمنظمات الطوعية المساهمة في هذه المبادرة الإنسانية لإيواء الأطفال المشردين وحمايتهم من الأوبئة الفتاكة. ** دعم مجتمعي وفق إحصاءات رسمية، يبلغ عدد المشردين في الخرطوم، وغالبيتهم من الأطفال، حوالي 6 آلاف مشرد، لكن منظمات طوعية تقدرهم بأكثر من ضعف هذا العدد. وقال موسى حامد، صحفي سوداني، للأناضول، إن الفئة التي تُسمى بـ”أطفال الشوارع” واحدة من الفئات التي يكاد يكون اهتمام المجتمع بها منعدمًا. وأضاف أن بنية السودان الصحية متدهورة جدًا، لذلك تأتي أهمية هذه المبادرة لانتشال هؤلاء الأطفال فاقدي الرعاية من براثن وباء كورونا الفتاك. واستطرد: “صحيح أن المبادرة هي بنت الثقافة السودانية الأصيلة في التكافل والنفير، لكنها تحتاج دعمًا من الجميع، وتحديدًا من المجتمع المدني، وخاصة المؤسسات التجارية وأصحاب رؤوس الأموال”. ** تبادل الخبرات اعتبرت ميعاد مبارك، ناشطة في العمل التطوعي، أن “المبادرة ملهمة وواعية جدًا، فالأطفال فاقدي المأوى معرضين للإصابة، كغيرهم من السودانيين، بكورونا”. وشددت ميعاد، في حديث للأناضول، على ضرورة تشبيك المبادرة مع المبادرات الأخرى المهتمة بالأطفال فاقدي المأوى، للاستفادة من الخبرات والتجارب، لتعميم الفائدة على الجميع. ** تدابير احترازية في محاولة لمحاصرة الفيروس، أعلنت السلطات السودانية، في 16 مارس/ آذار الماضي، حالة الطوارىء الصحية، وإغلاق كافة المعابر الحدودية وجميع المؤسسات التعليمية لمدة شهر، ومنع التجمعات العامة. وافتتح نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو(حميدتي)، الأحد الماضي، مركزًا للعزل الصحي، في منطقة كرري غربي العاصمة، وهو يسع لحوالي 200 سرير. وقال “حميدتي”، في كلمة خلال افتتاح المركز، إن “السودان يمر بمنعطف وضائقة اقتصادية، كما يواجه كورونا العدو المختلف والشرس”. وتسلم السودان، نهاية مارس الماضي، 400 ألف كمامة طبية، كدعم أولي من الصين في مواجهة الفيروس.
الخرطوم(كوش نيوز)