بروفايل .. حمد الريح والساقية لسع مدورة
غيّب الموت أمس الفنان حمد الريح متاثراً بإصابته بفيروس كورونا.
يعد الراحل أحد أبرز فنانى الغناء السوداني الذين ساهموا في تطوير الاغنية السودانية، وبرزت مقدرته وهو طالب وعرف بفنان الجامعة وفنان المثقفين، قدم أغنيات خالدات شكلت مدرسة متفردة في الغناء.
ولد حمد الريح في العام 1940م في جزيزة توتي التي تتوسط مقرن النيلين الازرق والأبيض، ونشأ وسط أسرة تمتهن الزراعة بحقول تلك الجزيرة الخضراء. بدأ تعليمه في المدارس القرآنية بتوتي ثم التحق بالمدارس النظامية حتى المرحلة المتوسطة.
مشواره الفني
بدأت موهبته الفنية في الحفلات العامة، تأثر حمد الريح في بداياته بالفنانين خضر بشير، وحسن سليمان الهاوي، فتغنى بأغنيات مثل (قوم يا ملاك) و(الدنيا ليل) و(خدعوك وجرحوا سمعتك)، وكان عام 1957م هو عام انطلاقة الفنان حمد الريح وولوجه الساحة الفنية بالسودان، حيث ظهر آنذاك أمام الجمهور، وقدم أول أغنية له في احتفال بمناسبة عيد العمال وافتتاح نادي العمال بجزيرة توتي. ومن ثمّ انطلق صوت حمد الريح عبر الإذاعة السودانية في أم درمان من خلال برنامج (أشكال وألوان) الذي كان يقدمه أحمد الزبير.
عمل حمد الريح كأمين لمكتبة جامعة الخرطوم، وقدم خلال عمله بالجامعة الكثير من أغانيه المشهورة منها أغنيتا (طير الرهو) و(مريا)، ولذلك عُرف بفنان الجامعة وفنان المثقفين كما عمل نقيباً للفنانين السودانيين.
الشعراء الذين تعامل معهم
تغنى حمد الريح بالعربية الفصحى خلال مسيرته الفنية، وتعامل مع عدد من الشعراء داخل وخارج السودان وأنتج عدداً من الأعمال الفنية، حيث تعاون حمد الريح مع مجموعة من كبار الشعراء من بينهم عمر الطيب الدوش (الساقية)، وعثمان خالد (القلب المقتول)، وصلاح أحمد إبراهيم (يا مرياـ وإسماعيل حسن (طير الرهو)، وعبد الرحمن مكاوي وإسحاق الحلنقي، كما للشاعر نزار قباني وأبو القاسم الشابي والشاعر يوسف محمد يوسف، والشاعر عوض إبراهيم عوض، وشاعر الحقيبة عبيد إبراهيم وغيرهم.
ترك الراحل العديد من الأغاني البارزة والشهيرة التي مما زال السودانيون يتغنون بها أمثال أغنية (مريا، الرحيل، الساقية، الصباح الجديد، الوصية…..الخ).
بجانب الغناء اقترن بهواية الرياضة حيث اشتهر بلعبة كرة القدم في المدرسة وتأهل فيها ليلعب بفريق اشبال المريخ في نهاية خمسين القرن الماضي مع لاعبين كبار ولعب لنادي المريخ.
وفاته
وافته المنية عن عمر ناهز 80 عاماً من العطاء، ونعاه وزير الثقافة والإعلام وعدد من المطربين والشعراء و الملحنين وجمهوره ومتابعي مسيرته الفنية المتفردة والمتنوعة في اختيار الكلمات الرصينة، وبرحيله فقدت البلاد رمزاً غنائياً كبيراً.
يقول حمد الريح في إحدى المقابلات الصحفية إنه وجد ديوان شعر بمكتبة جامعة الخرطوم، حيث كان يعمل بعنوان “غابة الأبنوس” وهو عنوان لفت نظره فتصفحه ليفاجأ بقصيدة يا مريا وهتف في نفسه قائلاً هذا عمل رائع لا بدّ أن يلحن ويغنى. وعلى الفور قام بإعداد اللحن وقدم القصيدة التي لاقت رواجاً كبيراً وانضمت إلى صدارة الأغنيات السودانية.
يعد الفقيد واحدًا من أبرز فناني الغناء السوداني الذين ساهموا في تطوير الأغنية السودانية من خلال النص الهادف والموسيقى واللحن المتجدّد، وتغنى بشعر الميثولوجيا الإغريقية في قالب وطني وبلونية غنائية تميزه عن غيره من فناني موسيقى الحقيبة السودانية.
عمل الفقيد (حمد الريح) أميناً لمكتبة جامعة الخرطوم وقدم خلال عمله بالجامعة الكثير من أغانيه المشهورة منها أغنيتا “طير الرهو، والساقية، ومريا والمفارق”، ولذلك عرف بلقب فنان الجامعة وفنان المثقفين، كما عمل نقيباً للفنانين السودانيين.
الخرطوم: عائشة الزاكي
صحيفة الصيحة