بيان صحفي من رابطة الدبلوماسيين الوطنيين
تُحمّل رابطة الدبلوماسيبن الوطنيين وزارة الخارجية مسئولية التقاعس و البطء فى الدفاع عن سيادة السودان ومصالحه الوطنية العليا ، بعد التعميم الذى أصدره الاتحاد الأفريقي بطلب من مندوبية مصر بشأن حدودها الجنوبية التى تضم حلايب وشلاتين مع ملحق يضم خريطة رسمية لحدود السيادة المصرية.
ولزمت وزارة الخارجية الصمت المريب، فى وقت كان يجب عليها أن تتصدر الموقف بالدفاع عن سيادة السودان وان تتخذ الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية اللازمة مع الاتحاد الأفريقي، وان تطالب بتحقيق فى الامر بما يحفظ للسودان كرامته وسيادته الوطنية ووحدة أراضيه.وتركت وزارة الخارجية الامر إلي رئيس مفوضية الحدود الذى بادر بحسه الوطنى و احسن التعبير عن موقف السودان، واضاعت وقتا ثمينا بالحديث مع مبعوث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لباد الذى يزور الخرطوم هذه الأيام. وقد أعطى هذا الضعف فى سرعة الرد والاستجابة مبررا كافيا للإتحاد الأفريقي أن ينكر انحيازه لاى طرف وانه عمم مذكرة مصر دون أن يتبنى فحواها وانه مستعد لذات الاجراء متى ما وصلته مذكرة من الحكومة السودانية توضح موقفها اسوة بالاجراء المصرى، رغم ان لغة التعميم الصادرة من الاتحاد الأفريقى تفضح النوايا الخفية. ويتضح سوء التقدير فى وصول سفير السودان لدى اثيوبيا جمال الشيخ الي الخرطوم فى هذا التوقيت الحرج لمرافقة محمد الحسن لباد.
ان الصمت المريب، وضعف الاستجابة لمجابهة هذا الموقف- وقد درجت عليه الدبلوماسية المصرية عشرات المرات فى عواصم العالم المختلفة وفى المنظمات الدولية والإقليمية من قبل- ، يعود فى الأساس لعجز مؤسسي فى وزارة الخارجية التى انشغلت قيادتها التنفيذية بالصراع الداخلى، وتقسيم غنائم السفارات، والتطهير السياسى، إضافة لتدنى مستوى المهنية، وانتشار روح الخوف والتردد وضعف الروح المعنوية لعملية الابتزاز الداخلى والوعيد بالفصل لكل من لا يتماهى مع روح القطيع.
يتزامن مع ذلك أن السودان قدم اضعف خطاب فى تاريخه السياسي فى يناير هذا العام لتجديد طلبه السنوى منذ عام ١٩٥٨ أن تظل قضية حدوده مع مصر تحت نظر واجندة مجلس الأمن. ولا شك ان ضعف الخطاب ينم عن ضعف الموقف السياسى والعجز الدبلوماسى.
أصدرت وزارة الخارجية بالخرطوم بيانا ركيكا فى صياغته مضطربا فى موضوعه صباح اليوم ٢٠ فبراير ردا علي بيان وزارة خارجية اثيوبيا بشأن الحدود وقد تضمن لغة انفعالية وروحا ناشطية لا تليق بمواقف الدول فى مثل هذه النزاعات، ولا تتسق مع اللغة الدبلوماسية الرصينة التى تبين قوة موقف الدولة وهى تعب من قاموس افضل مفرداته هى (ينحط، تبتذل،يتجنى،يخون) . واختار بيان وزارة الخارجية ان يرد علي أضعف نقطة فى البيان الأثيوبي وهو خدمة طرف ثالث، وهى نقطة دعائية متهافتة قصد منها شق الموقف الوطنى واتهام المؤسسة العسكرية وأطراف فى الحكومة بتبنى هذا الموقف، وأن الشعب السودانى منه براء.
كان الأجدر بوزارة الخارجية أن تتعامل مع انتهاكات السيادة على الأراضى الوطنية بروح المسئولية المتساوية، لا أن تلزم الصمت تجاه الإجراء الدبلوماسي المصرى فى الاتحاد الأفريقي وان ترد بلغة انفعالية علي البيان الأثيوبي.
تأسف رابطة الدبلوماسيين الوطنيين ان الأداء المهنى لوزارة الخارجية فى هذا الظرف العصيب لا يتناسب مع التحديات الوطنية الماثلة ، بل يضعف من مواقف ومصالح السودان الوطنية ويعرضها للمساومة، وذلك بسبب العجز فى الرؤية واضطراب فى الأولويات وتفريغ الوزارة من الخبرات والاستهداف علي اساس الهوية والتوجهات الفكرية والثأرات الشخصية، وانشغال قيادة الوزارة وإهدار طاقتها فى توافه الأمور من صراعات ومؤمرات ، ومطاردة الكفاءات السودانية العاملة فى المنظمات الإقليمية والدولية، وتفشي جو من الإرهاب الفكري والسياسي مما يضعف روح المبادرة والعطاء والأداء المهنى الذى يرتقى لمستوى التحديات الوطنية الماثلة.
رابطة الدبلوماسيين الوطنيين