عالمية

أول أيام تطعيم لقاح كورونا في مصر.. ماذا حدث؟


طوال عام كامل كان محمد سامي متوجسا من إصابته بفيروس كورونا المستجد، إلى أن أعلنت وزارة الصحة المصرية إطلاق موقعا إلكترونيا قبل أيام لتسجيل حجز المواطنين على اللقاح، فبادر مسرعًا إلى التسجيل.

ولم تمض بضع أيام حتى هاتفه أحد المسؤولين عن الخط الساخن بالوزارة أمس الأربعاء، لإبلاغه بالذهاب إلى أحد مراكز التطعيم بالقاهرة لتلقي اللقاح، في أول أيام تدشين حملة تطعيم المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، بالجرعة الأولى من لقاحات فيروس كورونا.

بالتزامن مع تجهيز “سامي” لأوراقه التي تثبت مرضه، صباح اليوم، كان رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، في مركز القطامية بالقاهرة لتدشين الحملة الشعبية لتطعيم المواطنين، مؤكدا العمل على زيادة أعداد المواطنين الذين سيحصلون على اللقاحات المختلفة خلال الفترة المقبلة.

وحددت وزارة الصحة الفئات المستحقة للتطعيم حالياً، وهم: مرضى الأورام والفشل الكلوي، والمواطنون الذين خضعوا لعمليات جراحية مثل “القلب المفتوح أو القساطر المخية”، إلى جانب من أجرى عمليات ذرع الكُلى والكبد، ويتم تحديدهم وفقًا لقاعدة البيانات المتوفرة لدى الوزارة.

وكشفت وزيرة الصحة هالة زايد، عن تسجيل 152 ألفا و892 من الفئات المستحقة من المواطنين للحصول على لقاح كورونا على الموقع الإلكتروني منذ إطلاقه حتى الآن.

وبمجرد وصول سامي إلى مركز التطعيم، جرى قياس درجة حرارته وحصوله على “دور”، لينتظر قليلا قبل أن تبدأ رحلته مع عدة مراحل لتلقي اللقاح، والذي تابعتها “سكاي نيوز عربية” على أرض الواقع.

تقول منسق دراسة لقاح كورونا بالمركز وإحدى المشاركات في تطعيم المواطنين، الدكتورة آمال عبدالله، لـ”سكاي نيوز عربية”، إن وزارة الصحة أبلغت المواطنين الذين يحق لهم الحصول على اللقاح هذا اليوم برسالة على هواتفهم، وحددت الموعد والجهة التي سيتلقى فيها الشخص اللقاح بناءً على الأولويات التي وضعتها منذ فتح باب التسجيل أمام المواطنين.

وأوضحت أنه حين يصل المواطن إلى مركز التطعيم يتم سؤاله عن حالته الصحية، وإن كان يعاني حتى الآن من أمراض معينة، وطبيعة الأدوية التي يحصل عليها، ثم يتم شرح التفاصيل الكاملة لعملية التلقيح له، والرد على استفساراته المتعلقة باللقاح ذاته.

وتوفر وزارة الصحة المصرية نوعين من اللقاحات حتى الآن، الأول اللقاح الصيني “سينوفارم”، والثاني لقاح “أسترازينيكا” الذي تم تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد.

إلى ذلك، يجري مراجعة بيانات المواطن داخل مركز التطعيمات من خلال بطاقة الهوية، وأي تقارير طبية خاصة بأصحاب الأمراض المزمنة، قبيل الحصول على “الموافقة المستنيرة” والتوقيع عليها.

وتتضمن “الموافقة المستنيرة” كافة البنود الخاصة باللقاح والأعراض الجانبية المُحتملة.

عقب ذلك، انتقل الرجل السبعيني محمد سامي إلى “غرفة التطعيمات”، للحصول على الجرعة الأولى من لقاح “أسترازينيكا” أعلى ذراعه، وإعطائه بطاقة متابعة لحين الحصول على الجرعة الثانية.

يقول سامي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن كورونا فيروس خطير على كبار السن، ومن ثم رغب في الحصول على اللقاح كأحد وسائل الحماية من العدوى، مع التزامه التام بكافة الإجراءات الاحترازية.

ويضيف: “اللقاح يحمي الشخص نفسه في المقام الأول، كما يوفر حماية للمجتمع المحيط به بشكل عام، والحقيقة أن هذا أمر مهم للغاية ويجب أن تثق الناس فيما تقوله الحكومة المصرية ويسارعوا للحصول على اللقاح”.

وعلى الغرار، كان كمال علي أحد المهتمين بحجز اللقاح والحصول عليه في أقرب فرصة، ويأمل من وراءه العافية.

يقول علي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه يعاني من عدة أمراض مثل “الضغط والسكر”، بجانب أن له تاريخ مرضي مع الأورام، وسارع نجله للتسجيل له عبر الموقع الإلكتروني، إلى أن وصلت له رسالة لإبلاغه بموعد ولقاح التطعيم مساء أمس.

يضيف: “أغلب الحضور من كبار السن، يعانون من معدل خطورة كبير للغاية بالمقارنة بباقي الفئات، وكان قرارًا جيدًا من وزارة الصحة أن يصبح لهم الأولوية في الحصول على اللقاح”.

وخلال حضوره للتطعيم، شدد الطبيب على “كمال” بضرورة حضوره للحصول على الجرعة الثانية من اللقاح في موعده، لضمان التأثير الفعال وحمايته من الإصابة بالفيروس.

وبحسب وزارة الصحة المصرية، فإن المواطنين الحاصلين على لقاح “سينوفارم” سوف يحصلون على الجرعة الثانية بعد 21 يوما من تلقي الجرعة الأولى، بينما يتلقى الحاصلون على لقاح “أسترازينكا” جرعتهم الثانية بعد مرور 12 أسبوعًا.

سكاي نيوز