سياسية

رئيس الوزراء: السودان بلد غني للغاية.. نريد استثمارات ولا نريد صدقات


يأمل السودان في جذب المستثمرين والحصول على تعهدات بسداد متأخراته لصندوق النقد الدولي في مؤتمر في باريس يوم الاثنين، مما يمهد الطريق لتخفيف أوسع للديون الخارجية بما لا يقل عن 50 مليار دولار. يأتي ذلك بعد أن تراكمت على السودان متأخرات ضخمة على ديونه، لكنها أحرزت تقدماً سريعاً نحو التنازل عن جزء كبير منها بموجب خطة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للبلدان الفقيرة المثقلة بالديون والمعروفة باسم (HIPC)، مما يسمح للسودان بالحصول على تمويل دولي أرخص. وقام السودان مؤخراً بتصفية المتأخرات المستحقة للبنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي بقروض مرحلية من الدول الغربية. ومن أجل المضي قدماً إلى “نقطة اتخاذ القرار” التي من شأنها أن تطلق العنان لعملية مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون في يونيو، يجب عليها سداد متأخراتها لصندوق النقد الدولي أيضاً. من جانبه، أعلن وزير المالية الفرنسي برونو لومير الاثنين وفق العربية نت، أن فرنسا ستمنح قرضاً معبرياً بقيمة 1.5 مليار دولار لتسهيل ذلك وتغطية التكاليف الإضافية على الرغم من أن أعضاء صندوق النقد الدولي يجب أن يتعهدوا بتغطية المتأخرات البالغة 1.3 مليار دولار حتى يتمكن صندوق النقد الدولي من سداد القرض المعبري. ومن المتوقع أن يتم تقديم تلك التعهدات في وقت لاحق يوم الاثنين. فيما لا يتعين على السودان سداد القروض المعبرية. سنوات الظلام وتأتي كل هذه الانفراجات بعد خروج السودان من عقود من العقوبات الاقتصادية والعزلة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطاح به الجيش بعد انتفاضة في أبريل 2019. وتحاول حكومة انتقالية تم تعيينها بموجب اتفاق لتقاسم السلطة العسكرية والمدنية إخراج البلاد من أزمة اقتصادية عميقة مع تضخم تجاوز 300% ونقص في السلع الأساسية. وتشمل الإصلاحات الرئيسية الأخيرة في إطار برنامج المراقبة التابع لصندوق النقد الدولي خفض دعم الوقود وخفض قيمة العملة بشكل حاد. طرح مشروعات استثمارية بالجملة ويعد أحد أهداف مؤتمر باريس إثارة الاهتمام بالاستثمار، حيث قال وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني، خالد عمر يوسف، إن مشروعات بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة والتعدين والبنية التحتية والزراعة ستطرح. كما يعد أحد الأهداف الأخرى للمؤتمر، هو جذب البنوك الدولية بعد إصلاحات القطاع المالي. حيث قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في افتتاح مؤتمر الاستثمار “السودان بلد غني للغاية، لا نريد صدقات، نريد استثمارات”. بدوره، قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن المؤتمر يهدف بشأن الديون إلى التعامل مع المتأخرات للمقرضين الدوليين قبل الانتقال إلى الدائنين الثنائيين، حيث تمثل ديون أعضاء نادي باريس نصف الديون الثنائية على السودان. من جانبه، قال مسؤول في صندوق النقد الدولي إن ما بين 10 و14% من ديونها الخارجية هي ديون تجارية، وهي نسبة مرتفعة بشكل غير عادي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، إن الصين خفضت بعض الديون وألغتها وستدفع المجتمع الدولي لفعل الشيء نفسه.

الخرطوم ( كوش نيوز)