سياسية

انقطاع الإنترنت يشل حياة السودانيين.. عزلة غير مسبوقة


منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول، يعيش السودانيون بلا إنترنت، بعد إجراءات استثنائية أعلنها الجيش.

انقطاعُ الإنترنت الذي دام لأكثر من أسبوعين، أدخل السودانيين في عزلة غير مسبوقة عن العالم الافتراضي، فكيف يقضون أوقاتهم؟.

يتحرك السودانيون كلُ حسب اهتماماته لقضاء الفراغ العريض الذي خلفه انقطاع الإنترنت، فالشباب وجدوا متنفسا في المقاهي، فيما أعاد الكبار جلسات الأحياء الغائبة منذ زمن طويل.

حمد عبدالله، في العقد الثالث، قال لـ”العين الإخبارية” إنه لجأ للمقاهي لمشاهدة التلفاز ولعب ورق “الكوتشينة” في وقت فراغه، لمواجهة ما وصفه بالفطام القاسي عن وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف: “أشعر بفراغ كبير في حياتي لقد انقطع التواصل بيني وبين أصدقائي خاصة الذين هم خارج حدود الوطن، أيضا تعطل عملي بشكل كبير ولا شيء سوف يعيد المزاج غير الإنترنت، إنه عصب الحياة وشريانها في العصر الحديث”.

ويجسد أحمد حالة آلاف الشباب السودانيين الذين كانوا يهربون من واقعهم المرير حيث البطالة والفقر، إلى العالم الافتراضي لملء أوقات الفراغ.

وتكتظ شوارع العاصمة السودانية الخرطوم بالأشخاص وهم يجلسون تحت الأشجار عند بائعات الشاي، يتحدثون في الشأن العام، مع غياب شبه تمام لأجهزة الموبايل التي كانت تسرق اهتمام الناس في مثل هذه الجلسات.

وعلى النقيض من أحمد عبدالله، ثمة من يرى أن انقطاع الإنترنت حقق له فوائد عظيمة، أقلها عودة التواصل المباشر وإحياء مجالس النقاش التقليدية، وهي عادة سودانية تراجعت.

يقول إبراهيم إلياس، لـ”العين الإخبارية”، إنه تمكن هذه الأيام من التحدث مع أفراد عائلته والتواصل المباشر معهم أطول فترة ممكنه الشيء الذي لم يكن بمقدوره عندما كان الإنترنت يعمل.

وأضاف: “رغم تضرر مصالحنا جراء انقطاع الخدمة، إلا أنني حققت فائدة شخصية بالجلوس مع صغاري وزوجتي بالساعات والتعرف على أحوالهم ودراستهم عن قرب

وتابع: “لقد سعدت بهذا التواصل العائلي الكبير، لكن مع ذلك نتمنى استقرار الوضع في بلادنا وإعادة الإنترنت، لأن مصالحنا تضررت بشكل فادح”.

ويشير مازن عمر (23 عاماً) في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أنه وجد متنفسا في لعبتي البلاستيشن والليدو، لقضاء أوقات فراغه مع أصدقائه وهو سيستمر على الحال حتى عودة الإنترنت والمدارس.

وتابع: “لقد تضررت كثيرا من غياب الإنترنت حيث توقفت المدارس والتعليم والاطلاع، هذا أمر لا يطاق، لقد سئمت كل شيء، يجب أن يعود النت على وجه السرعة”.

وتبرر القوات المسلحة التي تقود البلاد منذ قرارات قائدها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قطع الإنترنت بأنه مهدد لاستقرار البلاد، بينما تعتبره بعض القوى السياسية انتهاكا لحرية التعبير.

وفي الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أطاح الجيش بالحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك ومن حينها تشهد البلاد احتجاجات مناوئة وتطالب الجيش بتسليم السلطة للمدنيين.

جاء ذلك بعد فترة من أزمة سياسية حادة، تخللتها مظاهرات في الشوارع تطالب الجيش بإنهاء مشاركته في الحكومة، تلاها إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حل مجلسي الوزراء والسيادة وفرض حالة الطوارئ.

العين الإخبارية – مرتضى كوكو – الخرطوم