ثقافة وفنون

تدندن بقارئة الفنجان .. نانسي عجاج .. فنانة وليدة الدهشة!!

(1)
حينما كانت تعاني أقسى ويلات العذاب برحيل والدها الموسيقار بدر الدين عجاج .. قال البعض بأن الفنانة السودانية نانسي عجاج عبرت فوق أحزانها بزورق ألحان رحيب، شكلته بموهبة متأصلة بجيناتها، وقفزت بأسى ذكرى اغتيال والدها الفنان بدر الدين عجاج، العائد تواً من اغتراب طال في بلاد الحليب «هولندا» في حادثة شنيعة بمنزله بأم درمان، فأبت أن يكون حزنها الذي يعتصر قلبها مواتا مكبوتا فصدحت بأجراس المعابد لتبهج كل بلادها، داعية الى المحبة والسلام.

(2)
الحقيقة التي تقبل الشك والجدال أن الفنانة نانسي عجاج وجدت الطريق ممهداً أمامها ومفروشاً بالورود ، لأن والدها الموسيقار الراحل بدر الدين عجاج فنان له اسمه في الوسط الفني .. وهو كذلك ملحن مقتدر له بعض الإسهامات الغنائية وبذلك أسهم في تشكيل شخصيتها الفنية وحقن أوردتها وعبأها بالجين الوراثي الابداعي .. ونانسي رغم أنها في فترة ظهورها الأول كانت تقيم في أوروبا ولكن صوتها عبر كل هذه المسافات ليحط في مقرن النيلين فانساب أحياناً مع تيار نهر النيل شمالاً أو مشى عكس الاتجاه والتيار منتشراً في كل المساحات.

(3)
في بدايات ظهورها في الوسط الفني والغنائي، قدمت نانسي العديد من الأغنيات المسموعة مثل: زيدني من دلك شوية – ظلموني الناس – الأمان ـ وداعا روضتي الغناء – يا روحي أنصفني ـ جوهر صدر المحافل – الفارقت سيد ريدا.. معظم تلك الأغاني قدمتها نانسي عجاج في فترة تواجدها بأوروبا، مما فتح لها براحا جديدا من المستمعين غير المتواجدين بداخل السودان.

(4)
وكان ذلك منعطفاً مهماً في تجربة نانسي عجاج الفنية الوليدة حيث أكسبها مستمعاً جــديداً يحـمل تجربة ورؤية نقدية مخـتلفة وكذلك أذناً موسيقية مخـتلفة.. مما ترتب عليه تطــوير تكنيك جـديد للتواصـل معه وذلك بالتركيز على الأداء والتسلسل اللحني . باعتبـار أن عامـل المُـفردة اللفظية يتم إسقاطه، وقد علمتها هذه التجربة أن تعتمد على الصوت والأداء فقط للتواصل مع هذا الآخر .. واختيارها لتلك الأغاني فرش لها الدرب حتى تصل للمستمع السوداني وهي بعيدة في دولة هولندا.

كتب: سراج الدين مصطفى
صحيفة الصيحة