الاشتباكات القبلية تحصد مزيدا من الأرواح في السودان
قتل 27 شخصاً وجرح العشرات في اشتباكات قبلية وقعت الإثنين وامتدت حتى الثلاثاء، السابع من يونيو (حزيران)، في ولايتي غرب دارفور وجنوب كردفان غرب وجنوب السودان، وفق قيادات محلية.
وتدور اشتباكات غرب دارفور في محلية كلبس التي تبعد 160 كيلومتراً شمال شرقي مدينة الجنينة عاصمة الولاية.
وقال قيادي في قبيلة القمر غير العربية بغرب دارفور لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف الثلاثاء، “منذ صباح اليوم وحتى منتصف النهار يشن العرب بسيارات وأسلحة نارية هجوماً واسعاً على قرى قبيلة القمر”.
وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، “بدأت الاشتباكات أمس الإثنين نتيجة اعتراض شخص من القبائل العربية مزارعاً يحضّر أرضه للزراعة، وعلى الفور قتل ثلاثة أشخاص وبعدها توسع الاشتباك فقتل خمسة آخرون وأحرقت ثلاث قرى”.
ملكية أرض
من جهته، أكد قيادي في قبيلة الرزيقات العربية وقوع الاشتباك نتيجة لخلاف حول ملكية الأرض، وقال مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، “أراد أحد الأهالي إيقاف شخص عن حرث أرضه، فتطور الأمر وقتل منا ثمانية أشخاص، والآن الاشتباكات مستمرة ولم تصل قوات حكومية إلى المنطقة”.
وتكررت الاشتباكات القبلية في ولاية غرب دارفور حيث قتل أكثر من 200 شخص في أبريل (نيسان) الماضي في مواجهات بين قبائل عربية وقبيلة المساليت الأفريقية.
وقبل ذلك قتل العشرات في دارفور، لا سيما منذ انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة في الـ 25 من أكتوبر (تشرين الأول). وتشهد المنطقة نوعاً من الفراغ الأمني بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم، إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
واندلع نزاع في دارفور عام 2003 حمل خلاله أعضاء من الأقليات الإثنية السلاح ضد نظام الخرطوم، مما أدى إلى مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون من قراهم، وفقاً للأمم المتحدة.
اشتباكات جنوب كردفان
من جهة أخرى، وفي منطقة أبو جبيهة التي تقع شرق جنوب كردفان في جنوب السودان، أشار أحد ناشطي المصالحات القبلية في المنطقة إلى مقتل 11 شخصاً وجرح 35 خلال اشتباكات بين قبيلتي كنانة والحوازمة البدويتين.
وقال، “بدأ الاشتباك نتيجة خلاف بين شخصين أحدهما من كنانة والآخر من الحوازمة، وانضم أفراد من القبيلتين وتطور الأمر واستخدمت الأسلحة النارية، ومساء أمس الإثنين عاد الهدوء إلى المنطقة بعد نشر قوات من الجيش”.
وكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر برثيس عبر حسابه على “تويتر” الثلاثاء، “يساورني قلق بالغ إزاء الاشتباكات بين المجتمعات المحلية في أبو جبيهة بجنوب كردفان والتي أسفرت عن خسائر مؤسفة في الأرواح”.
وأضاف، “أدعو قوات الأمن إلى تأمين المنطقة وضمان حماية المدنيين، وأحث الزعماء المحليين على بذل جهود للوساطة”.
ومنذ العام 2011 تدور حرب بين الحكومة المركزية ومسلحين ينتمون إلى أقلية النوبة الأفريقية في منطقة جنوب كردفان تحت اسم “الحركة الشعبية – شمال السودان” التي تسيطر على بعض المناطق، ورفضت الدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة الانتقالية التي تولت السلطة عقب الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019.
وتقدر الأمم المتحدة أن 20 مليوناً من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون بنهاية السنة انعدام الأمن الغذائي، وأكثرهم معاناة 3.3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور.
إندبندنت عربية