سياسية

وزيرة الخارجية السابقة: سد النهضة مكسب استراتيجي كبير للسودان

وصفت وزيرة الخارجية السابقة مريم الصادق المهدي سد النهضة الإثيوبي بـ”المكسب الاستراتيجي الكبير” للسودان. وأضافت مريم المهدي في اليوم الثالث لورشة تقييم الفترة الانتقالية التي نظمتها صحيفة الديمقراطي بالتعاون مع الحرية والتغيير أمس، أن السودان يجب أن يكون “مفتاحيًا” في قضية سد النهضة. وتابعت: “لكن إثيوبيا ابتدرت عداءً مع السودان وتغولت عليه في قضيتين كبيرتين”، موضحةً: “مرةً في الملء الأول غير القانوني لأن السودان لم يُخطر به، وتسبب في عطش السودان في مرة وغرقه في مرة ثانية وكذلك طريقة فتح خزان ستيت”.

وقالت مريم المهدي إن الوفد السوداني شعر بـ”الخيانة” بسبب عدم الإخطار حتى يقفل السودان البوابات في الوقت المحدد “تجنبًا للعطش”. وتابعت: “ولكن لم يُخطر السودان”. وأوضحت مريم المهدي طريقة فتح خزان ستيت بعد الملء الأول في 2021، ولفتت إلى أن الجانب الإثيوبي أبلغ السودان قبل أسبوع بفتح البوابات. وتابعت: “السودان اضطر إلى إخطار المواطنين الذين يسكنون على الضفاف ومجرى الفيضانات بوسائل الإعلام حتى لا يغرقوا في وقت وجيز جدًا”. وذكرت المهدي أن السودان مطلبه بسيط ولا يزال، وهو “أن يكون التعامل على الأسس القانونية التي تحكم الأنهار المتشاطئة”.

وحول موضوع التطبيع مع إسرائيل، قالت وزيرة الخارجية السابقة إنه إحدى “الأزمات الكبيرة جدًا” التي تواجه السودان كله وليست وزارة الخارجية فقط. وأضافت: “لم نكن نعلم في وزارة الخارجية ما الذي يدور حول هذا الملف وهذا وضع خطير بغض النظر عن نوايا القيادات العسكرية أو غيرها”. وتابعت مريم المهدي: “أن يكون هذا الأمر ملتف وبه تعتيم وغير معروف ما هي حدوده، هذا أمر خطير”، موضحةً: “ولذلك هذا تهديد ماثل، وليس له علاقة بقدرة أو عدم قدرة الخارجية على إدارة الملف، هناك ملفات كثيرة مسحوبة من وزارة الخارجية”.

وحول إلغاء القانون الذي يمنع التجارة مع إسرائيل، قالت مريم المهدي إن إلغاء القانون الذي يحرم التجارة مع إسرائيل “ليس له علاقة بالتطبيع بل بمنظمة التجارة العالمية”. وأوضحت أن منظمة التجارة الدولية تطلب من الدول الأعضاء ألا يكون لديها قانون يمنع التجارة بين دولها، ولكن يمكنها أن تمارس ما تريده. وتابعت: “كان إلغاء القانون في هذا الإطار”.

وعن التضارب في اتخاذ القرار في العلاقات الخارجية، كشفت وزيرة الخارجية السابقة عن تخطيطهم لعقد مؤتمر للعلاقات الخارجية تمثل فيه كل الجهات ويفتح خلاله ملف حرب اليمن والعلاقات مع إيران وكذلك الابتعاد عن المحاور. وقالت: “فتحنا المحور الروسي واهتممنا به كثيرًا وكذلك ذهبنا إلى الاهتمام بالمحور الهندي وفتحنا علاقات معهم من الجانب المدني”. وأضافت أن ملف دول الجوار “كان أمنيًا” ويسيطر عليه المكون العسكري ولا يتبع للخارجية، لافتةً إلى أنهم استطاعوا إحداث اختراق و”تحول مفاهيمي”، خاصةً في ملف جوبا الذي كان محصورًا -بحسب مريم المهدي- عند نائب رئيس مجلس السيادة .

صحيفة السوداني