سياسية

لماذا يتخوف المتنافسون في مسابقات القرآن الكريم من حفظة السودان؟

في حضرة ارفع وفد سوداني بتنزانيا
*لماذا يتخوف المتنافسون في مسابقات القرآن الكريم من حفظة السودان؟*
دار السلام: علي البصير
مدخل:
(هذا الوفد من أهم وأرفع الوفود التي تأتي من السودان لتنزانيا) بهذه العبارة افتتح سعادة القائم بأعمال سفارة الخرطوم في دار السلام عاصم مصطفى حديثه عند استقبال وفد السودان المشارك في مسابقة ملك المغرب محمد السادس للقرآن الكريم والتي أقيمت في بتنزانيا، وقال تأتي أهمية هذا الوفد لأنهم أهل القرآن المشتغلين به تلاوة وتدبراً، وحفظاً وتعلّماً، وتعليماً وتفسيراً، وعملاً ودعوة وتطبيقاً، ولما لهم من منزلة رفيعة، ومكانة سامية، فهم خير الناس لاتصالهم بأعظم كتاب وأفضل كلام، ونيابة عن الجالية السودانية وأسرة السفارة نرحب بهم، فالجلوس في حضرتهم اصطفاء من الله تعالى ونعمة تستوجب الشكر، وفخورين أن يكون بيننا كوكبة من أهل القران للمشاركة في واحدة من أكبر مسابقات القرآن في العالم.. جاء حديث القائم بالأعمال عند استقباله للوفد في مقر سكن رئيس البعثة في دار السلام وبحضور عدد من مقدر من أفراد الجالية السودانية، فكانت لحظات معطرة بعق القرآن وعلم القراءات وحلو الحديث.
*وفد رفيع*
يقود وفد السودان فضيلة الشيخ الدكتور محمد السيد الخير ممثلاً لمنظمة المك محمد السادس للعلماء الأفارقة رئيس الفرع بالسودان، وهو من أشهر علماء القرآن الكريم على مستوى العالم، ويضم الوفد كذلك فضيلة الشيخ الدكتور عبد الناصر محمد مسؤول التراث بالمؤسسة، وهو استاذ علم أصول الدين والمحاضر بجامعة الرباط الوطني وعدد من الجامعات الإسلامية بالمنطقة، كما يرافق الوفد رجل البر والإحسان فضيلة الشيخ الدكتور محمد عمراني مدير مركز احسان للتدريب، إضافة للدكتورة رانيا ننا الفكي تاج الدين عضو لجنة التحكيم، وهي خبيرة دولية في مجال تحكيم مسابقات القرآن الكريم واستاذة القراءات بجامعة إفريقيا العالمية، ويشارك باسم السودان ثلاثة متنافسين من الشباب هم الشيخ حسن إبراهيم، الشيخ عبد اللطيف عثمان، والشيخة آلاء فيصل عباس، وهي طالبة كلية الطب المستوى الرابع ومن حفظة كتاب الله.
*السودان بلد القرآن*
تناول الشيخ دكتور ناصر تميز السودان في كل المحافل القرآنية وقال من فضل الله ونعمه علينا أن جعل السودان وأهله من أهل القرآن، موضحاً ان عدد المسجلين فقط ويحملون شهادة حفظ بلغ 33 ألف حافظ، وأكثر من 3 الف حافظة من العنصر النسائي، وهناك اضعاف مثلهم في الخلاوى ومراكز التحفيظ والحمد لله عدد الحفظة في تزايد ونصيحتي لأولياء الأمور أن يحصنوا أطفالهم بحفظ القران الكريم وقال (تأني ما تخاف عليه)، فالطفل في سن 5 سنوات يمكن أن يتكلم 5 لغات ويحفظ القرآن بسهولة، وأوضح أن أول مسابقة للمؤسسة كان الأول من السودان أسمه عوض الله الشيخ عوض الله، وأذكر أنه عندما انتهى من القراءة ، وقف أحد الأفارقة المتنافسين منزعجاً ولم يتمالك نفسه، وقال بلهجته (والله السودان كجاها) أي تربع في المقدمة، فكل المتنافسين تصيبهم رهبة منافسة السودان، وهمس لي احدهم متخوفاً ومحذرا من حفظة السودان، فهذه المسابقة من أصعب المسابقات القرآنية لما تم وضعه من معايير وتدقيق، وهي للأوائل على مستوى دولهم.
*نماذج للقراءات*
بعد ذلك استمع الحضور خاشعين لنماذج من التلاوات قدمها الحفظة بروايات مختلف المراحل وقرأت الحافظة آلاء عباس آيات من سورة آل عمران بصوت عذب وقرأ الشيخ عبد اللطيف آيات من الذكر الحكيم برواية ورش وهو على وشك الاجازة في القراءات العشر حفظه الله، فكان لصوته الشجي وقع واثر تتقاصر الكلمات في وصفه، الشيخ حسن إبراهيم قرأ برواية حفص وعطر الارجاء بعذوبة وحلاوة صوته.
*علم القراءات*
عضو لجنة التحكيم في المسابقة دكتورة رانيا ننا الفكي تناولت تعريف القراءات والروايات وضوابطها ونماذجها ومدلولاتها، وأحكامها، باعتبار القراءات أحد العلوم القرآنية التي تعلم القارئ، وتلقنه كيفية النطق بألفاظ القرآن، وقالت انه ليس بعلم حديث وانما منذ عهد الرسول صل الله عليه وسلم، والطريق الأمثل لأدائها كما نزلت ونقلت، سواء اتفق القراء على أداء معين، أم اختلفوا في بعض وجوه ادائها، وأشارت الدكتورة الى جملة من فوائد هذه الاختلافات منها تيسير حفظ كتاب الله تعالى وجمع الأمة المسلمة على لسان واحد. وقالت من نعم الله على السودان تدريس هذا العلم في الجامعات السودانية.
*فضل السودان*
الشيخ الدكتور محمد عمراني اعرب عن شكره وتقديره لاسرة السفارة وللجالية السودانية، وقال كثير ما يأتي إلينا متسابقون افارقة من حفظة القرآن الكريم عندما يعرفون اننا من السودان،و يبدون تقديرهم وحبهم لهذا البلد ويقولون لنا انهم تعلموا القرآن وحفظوه في السودان وبعضهم لم ير السودان وانما درسه شيخ من السودان، وبيننا الآن الشيخ الشاب عمار ممثل النيجر وهو سوداني من كسلا امه من النيجر ووالده من كسلا حرص ان يكون مع وفد السودان، وللسودان فضل في هذا الكسب القرآني من خلال جامعة القران الكريم والخلاوى ومراكز التحفيظ وجامعة ام درمان الإسلامية ونحمد الله على هذه النعمة ونسال الله ان نكون خدام للقران الكريم.

دار السلام: علي البصير