سياسية

تفاصيل اختطاف 7 مصريين منذ شهر في السودان.. أقاربهم يتهمون “الدعم السريع” – صورة

مع بداية الحرب السودانية في الـ15 من أبريل الماضي، كان الهروب والنجاة بالحياة الهدف الأول لدى المتواجدين وسط القتال من سودانيين وعرب وأصحاب جنسيات أخرى. البعض لاذ بالفرار للنجاة بحياته، تاركًا خلفه كل ما يمتلك من أملاك وأموال، بينما البعض الآخر لم يكن يملك من الاختيار سوى الانتظار.

من بين هؤلاء 9 من الشباب المصريين، اختاروا البقاء، مختبئين داخل منزلهم الكائن في إحدى ولايات الخرطوم، من أجل حماية تجارتهم التي ظلوا يعملون بها لأكثر من 19 عامًا من النهب. لكن وفي ظل الوضع غير المستقر، اقتحمت قوات الدعم السريع منزلهم، واختطفت 7 منهم قبل شهر تقريبًا، باتوا الآن يواجهون مصيرًا مجهولًا مع اختفاء كل المعلومات عن مكان احتجازهم.

في الثامن عشر من يونيو الماضي، كان عدد من الشباب المصريين المتواجدين في مدينة اللاماب ناصر بالخرطوم، يستعدون للمغادرة في الصباح والعودة إلى ذويهم في محافظة الفيوم، بعدما اتخذوا قرارًا بالبقاء منذ بداية الحرب السودانية لحماية تجارتهم من السرقة. لكن وفي ظل شدة القتال ومع اقتراب الخطر منهم، قرروا المغادرة وترك بضائعهم في حماية اثنين ممن يعملون ويقيمون معهم، حسبما سرد محمد المصري شقيق أحد الضحايا لمصراوي.

لنحو 18 عامًا، عمل “محمد” ورفاقه في تجارة الأدوات المنزلية التي يحملونها من مصر لبيعها في السودان. بعد نحو 3 أيام من الحرب السودانية، قرر “محمد” العودة إلى مصر، وظل شقيقه “أحمد” ورفاقه لحماية التجارة التي تقدر بملايين الجنيهات من السرقة.

كان “محمد” وشقيقة واثنان من أقاربه يقيمون في منزل واحد، لكن بعد الحرب انتقل عدد من أبناء بلدتهم للإقامة معهم، حتى يكونوا سويًا في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد، ولنحو 3 أشهر قضاها الشباب في حماية البضاعة قرر 7 منهم حجز تذاكر العودة إلى مصر.

2023 7 11 19 54 36 347

في مساء يوم الثلاثاء 18 أبريل الماضي، تفاجأت المجموعة بقوة من قوات الدعم السريع تقتحم منزلهم. عملية تفتيش ونهب نالت ببعض من متعلقاتهم الشخصية “أموال وهواتف محمولة”، ووفقًا لـ”محمد”، فإنّ أحد جنود الدعم سألهم عن سبب استمرارهم في التواجد بالسودان وعدم العودة إلى مصر، فأجاب الشباب بأنّهم ظلوا لحماية بضاعتهم و سيغادرون في الصباح إلى مصر.

لم يكتف جنود “الدعم السريع” من الحصول على متعلقات الشباب، لكنّهم أمروهم بالخروج معهم للتحقيق، كان عددهم 8 من أصل 9 شباب يقيمون في المنزل؛ فالشاب التاسع خرج من أجل “الحلاقة”، إلّا أنّ شابًا من بينهم كان مصابًا بإعاقة في يديه، فقرر الجنود تركه بالمنزل والمغادرة مع الـ7 شباب الآخرين على وعد عودتهم من أجل سفرهم.

عاد أحد الشباب الـ9 والذي كان خارج المنزل أثناء اقتحامه من الدعم السريع، فوجد محتويات المنزل مبعثرة بالكامل ولم يجد سوى صديقه الذي أنقذته إعاقة يديه من الذهاب مع رفاقه. على الفور، تواصل مع ذويهم في مصر وإبلاغهم بما حدث مع أبنائهم.

“أحمد عزيز، عماد حسين، ماجد حسين، محمد شعبان، علي عبدالكريم، عبدالقادر عجمي، فرج علام” 7 شباب مصريين أعمارهم تتراوح بين الـ35 و40 عامًا، مصيرهم مجهول إلى اليوم. تواصلت عائلاتهم مع مسؤولي السفارة المصرية في السودان ووزارة الخارجية المصرية، وفي انتظار الحصول على أي معلومات بشأن أبنائهم..

وفي الخامس عشر من أبريل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين كلا من الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، في العاصمة السودانية الخرطوم ولا زالت الاشتباكات قائمة إلى اليوم مخلفة ورائها آلاف الضحايا بين قتلى ومصابين.

“مصراوي”