سياسية

قد تتدخّل في السودان.. ما هي قوات “إيساف” الأفريقية؟

دعت المجموعة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا “إيغاد” عقب اجتماعها الأول المتعلق ببحث الأزمة السودانية والذي انعقد في أديس ابابا الإثنين؛ قوات الاحتياطي الشرق إفريقية “إيساف” للانعقاد لبحث حماية المدنيين في السودان وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال المستمر منذ ثلاثة أشهر في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش.

ماهي إيساف؟

تشكلت “إيساف” في العام 2004 بقرار من الاتحاد الأفريقي عبر مجلس الأمن والسلم التابع له؛ كبديل لقوة أسسها في العام 2002؛ كانت تعرف باسم “اللواء الاحتياطي لشرق إفريقيا” للقيام بمهام عمليات دعم السلام في المنطقة.
تتألف “إيساف” من عناصر عسكرية وشرطية ومدنية من 10 من بلدان المنطقة وهي بوروندي وجزر القمر وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا ورواندا وسيشيل والصومال والسودان وأوغندا.
تشمل مهام “إيساف” التدخل في أي دولة عضو عند نشوب أوضاع أمنية خطيرة فيها أو نزاع مسلح أو بناءً على طلب من دولة عضو من أجل استعادة السلام والأمن في الدولة المعنية.
كما تشمل مهامها أيضا بناء السلام ونزع السلاح والتسريح بعد انتهاء الصراع؛ إضافة إلى المساعدة الإنسانية للتخفيف من معاناة السكان المدنيين في مناطق الصراع ودعم الجهود المبذولة للتصدي للكوارث الطبيعية الكبرى أو أي مهام أخرى قد يفوضها مجلس السلم والأمن أو الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي.
تنص بروتوكولات إنشاء “إيساف” على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية والمنظمات الإقليمية الأخرى ذات الصلة؛ وكذلك مع السلطات الوطنية والمنظمات غير الحكومية؛ عند الحاجة.
تفوض بروتوكولات مجلس الأمن والسلم الأفريقي “إيساف” بالمشاركة في تنفيذ وإدارة الانتخابات ومراقبتها في البلد محل التدخل؛ وكذلك التعامل مع جميع الأمور المتعلقة بالشؤون المدنية بما في ذلك حماية المدنيين والأطفال عبر فريق مدني متخصص.
يقع مقر قيادة قوة “إيساف” العملياتي والعسكري والمدني في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ويعمل فيه موظفين عسكريين ومدنيين معارين من قبل الدول الأعضاء.
بمجرد نشر قوة “إيساف” في أي دولة من الدول الأعضاء يتولى الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة مهمة السيطرة العملياتية عليه.

أوضاع معقدة

وتأتي إرهاصات التدخل الأفريقي وسط مخاوف من نفاد فرص الحل السلمي في وقت يتسع فيه الرفض الشعبي للقتال الدائر بين الطرفين منذ منتصف أبريل والذي خلف خسائر بشرية ومادية ضخمة في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور الخمس بغرب البلاد.

وفشلت حتى الآن مساعي مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الافريقي للجمع بين طرفي القتال، والتي تدمج بين رؤية منبر جدة الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وأطراف عربية أخرى إضافة إلى مقترحات “الإيغاد” والتي تنص على إجراءات تؤدي لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة من العسكر للمدنيين.
وتستند خطة الحل على 6 نقاط أساسية تشمل:
وقف إطلاق النار الدائم وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح.
إخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم.
نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
معالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب.
إشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة.
البدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي.
ومع تزايد سقوط الضحايا المدنيين نتيجة القصف المكثف في الأحياء السكنية والتدهور المريع في الأوضاع المعيشية والإنسانية تتزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب ورفض الدعوات المنادية بالتحشيد الشعبي لصالح القتال.

وفي حين نزح نحو 3 ملايين شخص من مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور؛ يعاني ملايين السودانيين من صعوبات كبيرة في تغطية المصروفات اليومية التي تضاعفت في العديد من مدن البلاد؛ في ظل توقف مرتبات معظم الموظفين بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرض لها النظام المصرفي وتوقف عجلة الإنتاج في البلاد.

ويعتبر القطاع الصحي الأكثر تأثرا بالحرب حيث خرج اكثر من 60 في المئة من مستشفيات العاصمة عن الخدمة وفقا لنقابة اطباء السودان؛ كما يعاني العدد القليل من المستشفيات المتوافرة في الأقاليم من نقص حاد في الأدوية والمعينات الطبية ومن أوضاع أمنية خطيرة.

سكاي نيوز