تحقيقات وتقاريرأبرز العناوين

أزمة السودان.. ما خلفية تشتت موقف الخرطوم الرسمي حيال مبادرات الخارج؟

أكد الاتحاد الإفريقي أن هدفه الالتقاء بكل الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية في السودان على اختلاف أنواعها بمن فيهم دعائم النظام السابق وذلك لإنهاء النزاع في السودان.

وجاءت تصريحات الاتحاد الإفريقي ردًا على الانتقادات التي وجهتها وزارة الخارجية السودانية للقاء عقده رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي مع ممثل لقوات الدعم السريع. ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد وزارة الخارجية السودانية رفضها رئاسة كينيا للجنة “إيغاد” الرباعية المعنية بالتوسط في الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وترافقت انتقادات الخارجية السودانية لمواقف الاتحاد الإفريقي و”إيغاد” خلال الفترة الماضية مع رفض الوزارة لرئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس واعتباره أحد أسباب الاقتتال والمطالبة بإقصائه عن مهامه في سياق كل ذلك.

وتنبع أسئلة عدة من حقيقة تعدد مراكز القوى والقرار في الخرطوم وعن أسباب تبني الخارجية وحدها دون غيرها للبيانات المضادة للاتحاد الإفريقي و”إيغاد” وبيرتس.

وجاء بيان الخارجية بشأن رفض رئاسة كينيا للجنة “إيغاد” الرباعية بعد أيام من إعلان الرئيس الكيني ويليام روتو أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أكّد له في اتصال هاتفي سحبه التحفظ على الرئاسة الكينية.

وما يبدو أنه اعتراض سوداني رسمي عن الجهود الإفريقية وبعض الجهود الدولية قابله انغماس أكبر في العمق العربي. وتجلّى ذلك واضحًا في زيارات قام بها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى مصر وقطر وسط حديث عن زيارت أخرى قريبة لدول عربية.

ويشير أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية محمد خليفة صديق إلى أن ما يحدث بين الخارجية السودانية والمنظمات الإقليمية بدأته تلك المنظمات معتبرًا أن الأخيرة تتعامل بلهجة تخلو من الدبلوماسية مع الشأن السوداني وبالتالي فالخارجية السودانية تعاطت باللهجة نفسها.

وانتقد صديق في حديث إلى “العربي” من القاهرة اللغة التي تعاطى بها مدير مكتب الاتحاد الإفريقي. وقال: “إن مبدأ التعامل بالمثل مبدأ راسخ”، معتبرًا أن هذه المنظمات عندما بدأت وساطتها لم تتعامل مع السودان كدولة ذات سيادة ولن تأبه لرفض السودان لرئاسة كينيا للجنة الرباعية.

ويرى أن “مقابلة هذه المنظمات للدعم السريع كأحد أطراف الأزمة لا يضعها في مكان مساوٍ للحكومة الشرعية” السودانية.

من جهته، يلفت الكاتب الصحفي حامد ضيف الله أن الحكومة الشرعية السودانية أتى بها الشعب السوداني في الانتفاضة التي أطاحت بعمر البشير ثم أتى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ثم انقلب عليه البرهان ومن معه من المؤتمر الوطني وبالتالي لا توجد هناك شرعية على الإطلاق.

ويرى في حديث إلى “العربي” من لندن أن ما يقوم به البرهان هو محاولة لتجريد الاتحاد الإفريقي من مهامه.

وقال ضيف الله: “إن منظمة الاتحاد الإفريقي لا تميل لأي طرف من الأطراف في السودان وتسعى لإيجاد حل لا يمكن أن يقدمه طرف واحد”.

واعتبر أنه لا يمكن اختصار مجلس السيادة بشخص واحد. وأضاف: “الحكومة السودانية صورية فلا يوجد حكومة أمر واقع أو حكومة مشرعنة”.

ومن جانبه، يشير الباحث السياسي محمد الاسباط إلى انحدار الخطاب السوداني حيث وصل خطاب الخارجية السودانية إلى مستوى من التردي والتدني. لكنه أكّد في حديث إلى “العربي” من باريس أيضًا تدني خطاب وسيط الاتحاد الإفريقي للسودان، محمد حسن اللباد، معتبرًا أنه ليس نموذجًا يحتذى به.

ولفت الاسباط إلى أن علاقة السودان مع الاتحاد الإفريقي منعدمة حيث أن عضويته مجمدة منذ انقلاب 25 أكتوبر. وأشار إلى أن الاتحاد الإفريقي تبنى مبادرة “إيغاد” لأن السودان عضو في هذه المنظمة.

تلفزيون العربي